ما زال جيل الستينات والسبعينات يتذكر أيام المدرسة الأولى الخوالي من خلال الصرامة التي كانت مطبقة. ولو أنه كان مباغا فيها، إلا أنها أنتجت أجيالا من خيرة الأطر المغربية في كافة القطاعات، والتي بدأت تقل وتندثر بفعل الاهمال، والارتجالية والعجالة المتهورة للنهوض بقطاع التعليم بالتحديد. أما المحرك الأساسي في تلك الأيام هو المعلم الكبير، وأب التلاوة العربية "إقرأ " أحمد بوكماخ رحمه الله. والتي ذاع صيتها ليصل إلى أفريقيا الغربية، وإلى الجزائر وأندونيسيا وماليزيا...، لما كان لهذ المنتوج التربوي من تأثير بيذاغوجي لم يحصل في عدة بلدان عربية ذائعة الصيت في العربية كمصر والعراق ولبنان على سبيل المثال. والسؤال هو : لماذا لا يتم الاستعانة بمقررات الأستاذ بوكماخ، في خضم هذا التردي الخطير المنتشر بين التلاميذ، إلى درجة أصبح معها التلميذ لا يقدر على كتابة اسمه كاملا وهو في القسم الخامس ابتدائي ...؟ لماذا لا تفرض - مثلا - تلاوة اقرأ على المدارس الخصوصية التي أصبح همها جمع الفلوس والتبزنيس: وإصدار الشهادات المشوهة والمشبوهة والتي أحدث العديد من القلائل لنيابات التعليم. وأخيرا أطالب بإحداث معهد تربوي، ومتحف تعليمي باسم " أحمد بوكماخ، وكذا تسمية بعض الشوارع والمعاهد والثانويات باسمه لأنه جدير بهذا التقدير. وكما قال أحد الفضلاء " أحمد بوكماخ ولا أحد بعده !!!!!!! فالرحمة لمن علمنا.