حاولت تجاهل هذيان صديقي وسيلان الأسئلة من بين جنباته وهى تردد "لييييش" فخضعت له أخيراً فكان السؤال الأول : *لماذا أو "ليش" بالفلسطيني هذه العشوائية في التصرف في الحب في الحرب في قيادة السيارة في السياسة في الموت حتى في قلة الأدب؟ - قلت إن حالنا هذا لابد أن يزداد أكثر سوء فكما قال الجواهرجي في عبد الناصر "كان عظيم المجد والأخطاء" فنحن اليوم لا مجد ولا حتى أخطاء لا تستغرب نعم بلا أخطاء, فالذي يخطئ لا بد أنه فكر وهذا مربط الفرس يا صديقي فالتخلي حتى عن التفكير المجرد أو حتى المنطق يؤدي إلى تلك العشوائية, فمثلا وأنت تقود السيارة اليوم وتتعدي على حقوق غيرك فأنت يا صديقي لم تفكر فربما صدمت أحد فأنت فعلت فعلتك ولم تفكر أصلا, حتى لو كنت غبيا وفكرت لن ينتج عن تفكيرك ذلك السلوك العشوائي اللام نطقي. فالتخلي عن التفكير يا صديقي يؤدي بالضرورة للخروج عن القواعد . - فرمقني صديقي بنظرة لؤم وقال أتقصدني قلت أقصد كل مواطن عربي. فلا تغضب مني فأنا سليط اللسان. *سألني مرة أخرى لماذا هذا الميل الغريب نحو كرة القدم في مونديال 2010 وما حدث بين الأشقاء مصر والجزائر؟ الأمر غير مقتصر على الكرة فقط أو على ما حدث بين الأشقاء ,بل هو الحاجة إلى الانتماء يا صديقي فالتصويت الهائل في برامج مثل سوبر ستار وستار أكاديمي حتى في أمير الشعراء كلها تعكس الحاجة إلى الانتماء فهنا يبرز ما فسره علماء النفس "الانتماء البديل" فعندما يفقد الناس الانتماء للوطن للقضية لفكرة تجمع الكل ,فالذي يحث بكل مساوئه يؤكد على صحة الفرد العربي من ناحية الاستعداد الفطري للعدالة, - فكرة القدم يتحقق فيها مبادئ العدالة مثل الشفافية وحرية الخروج في الشوارع لتظاهر تأيداً وتكسيراً فهو هنا يمارس ما يمارس عليه بصورة معكوسة تمام يصبح فيها السيد. فكثيرا ما يحفظ الناس أسماء اللاعبين الملتزمين وحكام المباريات وأحياناً كثيرة أسماء نظار مدارسهم في الصغر. إذاً هو الهروب إلى الأمام المتمثل بالانتماء البديل. *يرميني بسؤال أخر لماذا لا ينتفض الشعب العربي على الحكام والأنظمة البائسة؟ - يا صديقي لا يوجد شعب عربي... يوجد الآن تكتلات سكانية عربية فهناك فرق بين التكتلات السكانية والمواطنين فقد تحققت مقولة السيدة جولدامائير "فرق تسد" في بلادنا فقدنا العلاقات الأسرية أو حتى المبنية على المصالح النظيفة ,فحتى الجيران ما يربطهم هو شبكة الكهرباء وتحية الصباح إن وجدت أصلا ,فسكان العمارة الواحدة هم نموذج مصغر للشعب. فلو أخذتك إلى عام 1977 عندما انتفض الشعب المصري ضد حكم الرئيس الراحل أنو السادات احتجاجا على غلاء الأسعار. كانت هذه الاحتجاجات هي بقايا المشاركة الجماعية التي تكونت أثناء الإعداد لحرب أكتوبر التي كانت قمة المشاركة الجماعية .هل تعلم يا صديقي أن طيلة أيام حرب أكتوبر لم تسجل في أقسام شرطة مصر أي جريمة أو حادث اعتداء أو سرقة. - وأين الشعب في مصر اليوم ماذا تغير الشعب أم الحكومة أم نحن نحتاج إلى الذوبان في نحن والتخلي عن الأنا وربما إلي أكتوبر جديدة. أعلم أنك تحتاج تفسيرا لوطنك فلسطين فاعذرني يا صديقي حتى الحرب لم توحدنا فأنا أعتذر بالنيابة عن وطنك, وطنك يا صديقي يكره أهله يقتلهم كل يوم على النواصي.......... فالتغيير يا صديقي يحتاج إلى فئة لديها وعي سياسي حاد واستراتيجي وأن يشعر باقي الشعب بالظلم . فالشعب عندنا يشعر بالاستغفال قل لي يا صديقي ما معنى أن لنا حكومتين ووزيرين للطاقة وتقطع الكهرباء ماذا يعني يا صديقي "أن تقنع بالدين وجوه التجار" فنحن نفتقد يا صديقي تلك الفئة السياسية الواعية والشعب لا يشعر بالظلم بل يشعر بالاستهبال بالاستغفال."إحنا مضحكوك علينا يا صاحبي" *طيب يا فهمان يقول موجه كلامه لي : *ماذا تفسر هذه التحرشات الجنسية بالبنات في الشوارع هذا السعار الجنسي في الشوارع ؟ - قلت يا صديقي خذ عني لو نظرنا إلي عمق الظاهرة سنراها ليست رغبة في الجنس بل هي رغبة في التمرد على الاستخفاف الذي نعيشه فالنساء يا صديقي يستخففن بالعقول تماما كما الأنظمة العربية الكل يستخف بالكل . فان لم يكن فقل لي أي متعة تلك عندما يلاحق 10 شباب فتاه في الشارع في الظاهر هو سعار جنسي وفي العمق هو رفض للاستخفاف بالعقول. *سؤال أخر لماذا نرفض الديمقراطية الغربية فهي المخلص الوحيد لنا؟ استفزني سؤاله كثير فرددت بأسئلة له . هل الغرب يريد بقاء إسرائيل؟ فأجاب نعم. هل الديمقراطية هي حكم الأغلبية؟ أجاب نعم يا صديقي إما وجود إسرائيل أو الديمقراطية في الوطن العربي فوجود الأخيرة يعمل على فناء الأولى بالضرورة لأنها كيان لقيط مكروه. وحتما الديمقراطية لو نفذت لن يأتي إلا كل من ينادي بحرق إسرائيل وهنا أنا لا أحكم على النوايا فلو قلت لك حماس أتت بالديمقراطية فحاربوها ستقول لي حماس إرهابية . "فخليني ساكت أحسن." أخر سؤال / لماذا أو ليش حقوق المرأة مش زابطة في بلدنا؟ فقلت بعد تململ حفاظا على علاقتي ببعض من ينادين بحقوق المرأة ولكني تحدثت فهن يعرفن إنني سليط اللسان صريح حد الوقاحة ويعجبهن ذلك ...المهم . - هذا يرجع يا صديقي إلى أن بعض النساء يعتبرن الحرية في وضع الشالة على مؤخرة الرأس وترك بعض أزرار القميص مفتوحة,ولبس الضيق من الملابس والخروج في الساحات العامة . *مثال بسيط يا صديقي انظر حولك أغلب من يمثلن النساء في المجالس والمحافل الوطنية والدولية يحترفن وضع الماكياج ولبس" البدي" ولعق الآيس كريم باللسان,للأسف يا صديقي ليونة أجسادهن تتكلم بالنيابة عن عقولهن فلا بد يا صديقي من نساء كاملات كأمك... فنساء بلادنا يعرفن الغث من السمين . "والحين سيبنا من هالكلام وجعت راسي تعال عازمك على راس شيشة عالبحر"