تمكنت الشرطة القضائية ببوعرفة من توقيف ( ق ع م ) المتهم بجريمة قتل المسمى قيد حياته الطيب الطويل يوم 17 غشت 2009 ببوعرفة . وأعاد المتهم تمثيل الجريمة يوم أمس الثلاثاء 13 أكتوبر 2009 على الساعة العاشرة والنصف ، وحضر تمثيل وقائع الجريمة عميد الأمن الإقليمي ، ونائب وكيل الملك ، وباشا المدينة ، وعناصر الشرطة القضاية وممثلين عن وسائل الإعلام المكتوب والالكتروني . في هذا المقال وتنويرا للرأي العام المحلي والمتتبعين سأسلط الضوء على هذه الجريمة التي وصفت حسب سكان بوعرفة بالبشعة ، لتبديد الشائعات والأفكار المغلوطة التي ارتبطت بها . معطيات حول الضحية : القتيل هو الطيب الطويل ويبلغ من العمر 74 سنة ، حرفته كساب ، له زوجتين و17 ابنا ، وحسب تصريحات أفراد آسرته ، فانه كان متعدد العلاقات ، وعرف بصرامته وحبه لفعل الخير .كما كان ميسور الحال ، وينوي شراء منزل جديد . معطيات حول المتهم : اسمه ( ق ع م ) مزداد سنة 1984 مهنته التجارة ، وهو يكتري دكان بشارع الزرقطوني ببوعرفة ، يبيع فيه الأحذية البلاستيكية والافرشة ، وحسب إفادات الشرطة القضائية ، فان المتهم كان يطمح في التسلق الاجتماعي ، وتحسين وضعيته المادية على غرار باقي التجار المنحدرين من منطقة تافيلالت ، وقد سبق أن تورط في قضية تسليم شيك بدون رصيد . دوافع وحيثيات الجريمة : سبق للقتيل الطيب الطويل أن اقرض المتهم مبلغا ماليا يقدر بخمسة ملايين ونصف مقابل التزام بتسديده موقع من طرف المتهم ومصادق عليه ، وبتاريخ 15 غشت 2009 باع القتيل 60 خروفا بمبلغ مالي يقدر بتسعة ملايين سنتيم على أساس شراء منزل جديد ، وتوجه مساء نفس اليوم إلى المتهم (ق ع م ) لمطالبته بتسديد ديونه ، كما هدده برفع دعوى قضائية في حالة الرفض أو التماطل ، ولوح بتقديم الالتزام الذي بحوزته . خاف المتهم من أن تتحول تهديدات الطيب الطويل إلى حقيقة فعليه ، فقصده بمنزله بحي الطوبة يوم الاثنين 17 غشت 2009 على الساعة التاسعة صباحا ، وقد استقبله القتيل بالمنزل بحكم العلاقات التي تربطهما ، وقاما سوية باحتساء الشاي واكل الكاكاو .ولما نزل المتهم إلى الطابق الأرضي لإحضار الماء ، عثر على حزام جلدي فقام بشنق القيل بواسطته في غفلة من أمره بنما كان جالسا على الكرسي ، ونظرا للقوة البنية الجسدية للمتهم ، فانه لم يترك الفرصة للقتيل للإفلات . وزاد في إحكام الخناق على القتيل حتى خرج الدم من فمه حسب تصريحات المتهم أثناء تمثيل الجريمة . ولما استكمل المتهم جريمته قام بجر القتيل إلى غرفة مجاورة ، وأغلق عليه الباب بإحكام ، تم غادر المنزل دون أن ينتبه إليه احد . وفي يوم الخميس 20 غشت 2009 وبعد مرور أربعة أيام عن الجريمة ، تعفنت الجثة واخدت تنبعث منها الروائح الكريهة ، مما دفع الجيران لإخبار جهاز الأمن الذي حضر بعض أفراده إلى عين المكان . ولما فتحوا المنزل على الساعة التاسعة ليلا وجدوا صاحبه مشنوقا بحزام جلدي . تأخر كشف ملابسات الجريمة : لقد وقعت جريمة القتل كما قلنا يوم 17 غشت 2009 ولم تتم عملية توقيف المتهم حتى 14 اكتوبر2009 على الساعة الثالثة وعشر دقائق مساء ، أي بعد مرور شهرين عن حدث الجريمة . بخصوص هذه النقطة وضح مسؤول الشرطة القضائية بان الأمر يعود إلى عدة أسباب : أولها كون الجثة وجدت في حالة تعفن متقدم وقت العثور عليها ، خاصة وان الجريمة وقعت في عز الصيف ، وثانيا لان القتيل حسب نفس المصدر الأمني كانت له صداقات متعددة وعداوات متعددة ، مما صعب الأمر في بداية الأمر وجعل التحقيق يأخذ مسارات متعددة . أما بخصوص عدم القبض على المتهم خاصة وان اسمه كان متداولا بقوة بين الناس ، أجاب مسؤول الشرطة القضائية أن المتهم كان هو أول من استدعي قصد التحقيق ، كما استدعي مرات متعددة كان خلالها هادئا وعاديا ، كما كان المتهم مراقبا من طرف فرقة أمنية خاصة يضيف هذا المصدر الأمني ، إلا انه يوم الخميس 8 اكتو بر 2009 قام بإغلاق هاتفه النقال ، ولم يعد يفتح الدكان مما زاد في شكوك جهاز الأمن ، ليتم اعتقاله يوم الاثنين 12 أكتوبر 2009 ، ولما أفصحت له عناصر التحقيق عن تناقضاته وتضارب أقواله بين المحضر الأول والأخير انهار كليا واعترف بجريمته . عواقب الجريمة : بعد الانتهاء من عملية تمثيل الجريمة يوم أمس ، نظمت مجموعة من الأشخاص الغاضبين مسيرة تنديدية رفعت خلالها شعارات تمييزية وعنصرية ، وهنا وجب أن نفتح قوسا للتوضيح ، فمن حقنا أن نحتج على تدهور الوضع الأمني بالمدينة ، ونلقي المسؤولية على أي طرف شئنا ، لكن ليس من حقنا بتاتا أن نعتدي على ممتلكات الغير أو أن نقوم بنشر عبارات الكراهية تجاه الآخر المختلف معنا ، لان المغرب هو لنا جميعا وبدون تمييز بين من ينحدر من الصحراء ومن ينحدر من الضهرة .