أحالت عناصر الشرطة القضائية لأمن بوعرفة، بحر الأسبوع الماضي، المتهم بارتكاب جريمة قتل راح ضحيتها رجل عجوز، يدعى قيد حياته، الطيب الطويل، 74 عاما، في منزله، على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بوجدة، وتوبع بتهمة القتل العمد. وتمكنت عناصر الشرطة من إيقاف المتهم، المدعو (ق. ع.م)، بعد تحريات وتحقيقات مكثفة باشرتها لفك غموض الجريمة البشعة، التي أنهت حياة الضحية، بمنزله بحي الطوبة بالمدينة، بعدما تعرض للشنق بواسطة حزام جلدي، يوم 17 غشت الماضي. وأفادت مصادر محلية، نقلا عن مصادر أمنية، أن عناصر الشرطة المذكورة، انتقلوا، صباح الثلاثاء الماضي، مصحوبين بالمتهم إلى مسرح الجريمة، حيث أعاد تمثيل أطوارها، بحضور مسؤوليين قضائيين وأمنيين بالمدينة. وذكرت المصادر نفسها أن أسباب ارتكاب الجريمة، تتمثل، حسب إفادات الشرطة القضائية، في أن المتهم، 25 عاما، يعمل في التجارة (يكتري دكانا بشارع الزرقطوني ببوعرفة، يبيع فيه الأحذية البلاستيكية والافرشة)، كان يطمح إلى تحسين وضعيته المادية على غرار باقي التجار المتحدرين من منطقة تافيلالت، وسبق أن تورط في قضية "تسليم شيك دون رصيد". وأضافت المصادر أن المتهم اعترف بارتكاب الجريمة في حق الضحية (يعمل كساب، له زوجتين و17 ابنا، كان ميسور الحال ومتعدد العلاقات، حسب تصريحات أفراد آسرته، وعرف بصرامته وحبه لفعل الخير، كما كان قبل مقتله ينوي شراء منزل جديد)، بسبب مبلغ 5 ملايين سنتيم ونصف، كان الضحية أقرضه إياه، مقابل التزامه بتسديد موقع من طرفه ومصادق عليه، بتاريخ 15 غشت الماضي، بعد أن باع الضحية 60 خروفا بمبلغ مالي قدر ب 9 ملايين سنتيم على أساس شراء منزل جديد، مضيفا أن الضحية توجه مساء يوم الحادث إليه، وطالبه بتسديد ديونه. كما هدده برفع دعوى قضائية في حالة الرفض أو التماطل، ولوح بتقديم الالتزام الموقع الذي بحوزته إلى القضاء، ما جعل المتهم يشعر بالخوف من تنفيذ الضحية لتهديداته، فقصد منزله بحي الطوبة، يوم الاثنين 17 غشت الماضي، في حدود التاسعة مساء، واستقبله الضحية، بحكم العلاقات التي تربطهما، واحتسيا معا أكوبا من الشاي وحبات من الكاكاو، مشيرا إلى أن طلب من الضحية كوب ماء، فأشار إليه أن ينزل إلى الطابق الأرضي ويحضره، وما إن نزل المتهم عثر على حزام جلدي، فحمله وفاجأ الضحية، الذي كان يجلس فوق كرسي، بشنقه، إذ أكد حسب تصريحاته أمام المحققين، أنه أحكم قبضته على الضحية بحكم قوته الجسمانية، حتى خرجت الدماء من فمه، ثم سحب الضحية إلى غرفة مجاورة، وأغلق عليه الباب بإحكام، وغادر المنزل دون أن ينتبه إليه أحد. يذكر أن عناصر الشرطة، حسب المصادر، قامت على مدى شهرين من ارتكاب الجريمة، بمجهودات مكثفة وفتحت تحقيقا موسعا لكشف غموض الجريمة، إذ نقلت عينات من الأشياء التي وجدت بمسرح الجريمة، والبصمات لعرضها على خبرة الشرطة العلمية، وكانت هناك مجموعة من المعطيات منها أن جثة الضحية وجدت في حالة تعفن متقدمة، كما أن الضحية كانت له علاقات متعددة وعداوات متعددة، ما صعب الأمر في بداية الأمر وجعل التحقيق يأخذ مسارات متعددة. وتمكنت من الوصول إلى المتهم، الذي كان أول من استدعي قصد التحقيق، كما استدعي مرات متعددة كان خلالها هادئا وعاديا، في حين، ظل مراقبا من طرف فرقة أمنية خاصة، إلا أنه يوم الخميس 8 اكتوبر الجاري، أغلق هاتفه المحمول، لم يعد يفتح الدكان ما زاد في شكوك المحققين، الذين ألقوا القبض، الاثنين الماضي، وجرت مواجهته بتناقضات وتضارب أقواله بين المحضر الأول والأخير، فانهار كليا واعترف بجريمته. يذكر أن عناصر الشرطة القضائية، اكتشفت جثة الضحية، بعد مرور 4 أيام على الجريمة (الخميس 20 غشت الماضي)، بمساعدة بعض الجيران، الذين اشتموا روائح كريهة تنبعث من منزل الضحية، وبعد إخبار مصلحة الشرطة والانتقال إلى مسرح الجريمة، عثروا على الضحية مشنوقا بحزام جلدي، وجثته متعفنة وبدأت في التحلل. وأضافت المصادر نفسها، أن التحريات الأولية لعناصر الشرطة، بعد نقل جثة الضحية إلى مصلحة الطب الشرعي، لتشريحها ومعرفة أسباب الوفاة، كشفت أن الضحية تعرض للشنق بواسطة حزام جلدي، قبل أن توجه إلى رأسه ضربة قوية بآلة حادة، أربعة أيام قبل اكتشاف جثته المتحللة. وأوضحت المصادر نقلا عن مصادر أمنية، أن المحققين وجدوا إلى جانب جثة الضحية، كؤوسا من الشاي وبعض مخلفات الأكل (قشور الكاوكاو)، ما رجح لديهم فرضية تعرض الضحية للقتل على يد جان واحد أو عدة جناة، كانوا برفقته داخل المنزل.