" شكلت الزيارة الملكية لأقاليم بني ملال والفقيه بن صالح , ومرور الموكب الملكي من مدينة خريبكة , فرصة لقيام ضمائر وهمم المسؤولين بمدينة خريبكة من أجل الالتفاف حول مشاكل المدينة , لكن وللأسف وحسب كل المواطنين فان عملية استقبال عاهل البلاد لم تتجاوز عملية تلميع بعض الشوارع وخاصة التي سيمر منها الموكب الملكي , لتضل المدينة غارقة وسط المشاكل والفوضى وعلى كل المستويات . " يقول أحد المواطنين ويشاطره مواطن آخر الرأي حين اعتبر أن " إشعاع مدينة خريبكة تراجع وذلك من خلال الركود الذي يطبع نموها الديمغرافي... وأصبحت منطقة ركود نتيجة تراجع اليد العاملة ( اكتر من النصف) بسبب إعادة هيكلة النشاط ألمنجمي من طرف شركة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (م.ش.ف) مما أدى إلى تدهور لأوضاع المعيشية ... ليس الفوسفاط وحده يشكل الثروة بل أن العامل البشري بالمدينة يشكل الثروة الأولى... لكن هده الثروة تعاني من الهشاشة . فإن هناك إشكالات كبرى تعرقل التنمية المحلية." . و حسب دراسة ميدانية لجهة الشاوية ورديغة فان عدد الساكنة غير المصنفة داخل هياكل اجتماعية, والتي تعيش في وضعية هشة أو المهددة بان تصبح كذلك على صعيد أقاليم خريبكة " جهة الشاوية ورديغة " يبلغ ما مجموعه 10 آلاف و772 نسمة. ويتوزع هذا العدد, وفقا لنتائج الدراسة التي أنجزتها جامعة الحسن الأول بسطات بشراكة مع جهة الشاوية ورديغة ومؤسسة التعاون الوطني , ويمثل هذا العدد حوالي 65 في المائة من إجمالي الساكنة التي توجد في وضعية هشة على الصعيد الوطني, إذ بلغ عدد الساكنة في وضعية هشة بإقليم خريبكة ما مجموعه 1535 أسرة . ويتفق اغلب المهتمين بقضايا المدينة , أن من أهم الاكراهات التي تعيق العمل داخل جماعة خريبكة , مشكل المتملصين من الضرائب والتي بلغت 7.1 مليار سنتيم , سواء البرلمانيين أو أعيان المدينة ، وكذا بعض المؤسسات , لكن يضيف المصدر نفسه، " أن كل ما تحقق بفضل المجهودات التي قامت بها المؤسسات المالية ومكتب المجلس والسلطة المحلية .. فان عملا كبيرا ما يزال ينتظر الجميع لاسترجاع الباقي استخلاصه وتصحيح الوضعية المالية للمجلس، لبداية تنفيذ المشاريع التي ظلت لسنوات طويلة، حبرا على ورق ." فخريبكة حاضرة الجهة و مدينة رئيسية في الجهة، حيت منذ بداية نشأتها استقبلت يدا عاملة كثيرة من البوادي المتاخمة ومن مدن وقبائل مغربية مختلفة وكان للمدينة إشعاعها وخاصة الاقتصادي والاجتماعي... السياسي والنقابي و إذا استثنينا بعض التدخلات الخجولة ل م.ش.ف وتبقى محتشمة (المنجم الأخضر) والذي لازال حبرا على ورق , وقد طالب الجميع بتدخل الإدارة العامة لضخ منحة سنوية أسوة بالمجلس الجهوي (3مليار) بالإضافة إلى غياب قاعدة اقتصادية وضعف هيكلة المنطقة الصناعية الحالية وعدم إخراج منطقة الأنشطة الاقتصادية وعدم تشجيع الاستثمار وخاصة عمال المهاجرين ومشكل السوق الأسبوعي ومعضلة الباقي استخلاصه (7 مليار). الإشكالات الاجتماعية : عدم تثبيت الباعة المتجولين ( أسواق حضرية ) وغياب النقل الحضري (عدم تكرار التجارب السابقة) وتفشي ظاهرة العربات المجرورة وبطء أشغال بكلية متعددة التخصصات وبعد بناء كلية الطب بالمدينة رغم التوفر على كل المعطيات وغياب الحي الجامعي وغياب المحطة الطرقية وغياب ملعب كرة القدم في مستوى المدينة وضعف الفضاءات الثقافية والتربوية (دار الشباب وحيدة) كما أن المدينة في حاجة ماسة إلى مقبرة. إشكالية إعداد المجال: هناك مشاكل مرتبطة بالتعمير , حسب بعض المهندسين , وأصبحت حلولها مستعصية نظرا للخروقات والتجاوزات والتماطلات منها : المجمع السكني الفردوس... والمعاناة اليومية لسكان هذا المجمع , بعد قطع الماء والكهرباء عن منازلهم , تقويم حي السوق القديم (لبلوك) وحي صوفال والحي الإداري وعدم هيكلة بعض الدواوير ( دوار أولاد الشيخ علي ، دوار احمد حيان ، لخدامة) حي الفرح حب قدور بلحاج حي السلام المراهنة دوار العربي أمين ....( مشكل تعبيد الطرقات (حي الأمل القدس – شارع عبد الرحيم بوعبيد – المسيرة –حي الفتح ) قلة القناطر وممرات الراجلين على طول خط السكك الحديدية ومشكل البناء العشوائي وضعف الوعاء العقاري الجماعي وضعف البنيات التحتية وغياب الوكالة الحضارية بالمدينة وعدم حل بعض المشاريع العالقة ( سوق لبيوت-سوق القدس-سوق لخوادرية..) وغياب ساحة عمومية , وعدم حل مشكل النفايات الصلبة وضعف المناطق الخضراء , بالإضافة إلى إعادة الهيكلة الشمولية للمدينة التي أصبحت لا تستوعب الطموحات وحاجيات السكان. إن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وإعداد المجال من خلال فتح أوراش كبرى لتلبية حاجيات السكان وإنعاش الاستثمار المحلي من خلال القدرة على جلب المستثمرين وتفعيل آليات الشراكة والتعاون مع القطاعين العام و الخاص وحسن تدبير الموارد البشرية وتخليق العمل الإداري , والاعتماد على معايير الثقة والكفاءة والنجاعة والإرادة السياسة . ويذكر أنه قد تم وضع مشروع تنموي ضخم لمواجهة مختلف الإشكالات والاختلالات لمدينة خريبكة يتضمن : (تهيئ مدرات مدا خيل المدينة- ازدواجية شارع بني عمير –ممرات وقناطر –تحويل السوق الأسبوعي إتمام قنطرة أسا- توسيع طريق الفقيه بن صالح- تأهيل المنطقة الصناعية – فضاء التنشيط التجاري- تحويل التيار الكهربائي- مركب سوسيو رياضي- إعادة هيكلة بعض الأحياء- محطة تصفية وهيكلة الشبكة ) إن مجموع المشاريع تصل قيمتها 408 مليون درهم (أكتر من 40 مليار) وسيتم تحويلها من طرف المجلس البلدي والعمران والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمكتب الوطني لسكك الحديدة ووزارة التجارة والصناعة والمكتب الوطني للكهرباء والشبيبة والرياضية والمجلسين الإقليمي والجهوي. كما تم الاتفاق على تسريع مشروع المنجم الأخضر (25 مليار) وبناء مركب رياضي فيحجم وفريقها الرياضي الأول أولمبيك خريبكة وتثبيت الباعة المتجولين ومحاربة العربات المجرورة والتسريع ببناء الطريق السيار ( بني ملال) والمحطة الطرقية والباقي استخلاصه 7.1 مليار والسكن الاجتماعي للشغيلة الجماعية، حل مشكل الصكوك العقارية (20 ألف مسكن) ، إحداث كلية الطب والحي الجامعي. ---------------------------------------- التعاليق 1- الكاتب : ana moajaba bhda