تحولت مدينة بني ملال إلى ورش كبير للإصلاحات وتبليط الشوارع ورش وصباغة الأشجار والأحجار بمادة «الجير»، وأضحت كل شوارع المدينة تعرف سباقا ضد الساعة من طرف موظفي البلديات والإنعاش الوطني ورجال السلطة المحلية وأعوانها استعدادا للزيارة الملكية المرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة، وتعيش جماعات ومقاطعات ودوائر إقليمبني ملال حالة استنفار قصوى داخل جميع المصالح والأماكن المعنية بالزيارة الملكية، حيث عرفت ساحة المسيرة الخضراء تشذيب أغلب الأشجار والنباتات الموجودة بها، وتزيينها بألوان مختلفة من المصابيح وأصبحت معها حديقة بني ملال الأولى مكشوفة ليتمكن الناس من رؤية الملك يوم الزيارة، حيث من المنتظر أن تكون ساحة المسيرة مكانا استقبال الملك كما كان الحال في منتصف أكتوبر من سنة 2001 في زيارة محمد السادس الأولى لبني ملال. كما اكتسى شارع محمد الخامس في اتجاه مراكش، وانطلاقا من ملتقى شارع الحسن الثاني حلة جديدة، خاصة وأنه سيكون منطلق الملك محمد السادس في اتجاه مدينة أفورار قصد افتتاح مشروع محطة توليد الكهرباء الأكبر في إفريقيا والأولى من نوعها بالقارة السوداء، حسب مصدر من المكتب الوطني للكهرباء، المحطة التي بلغت تكلفتها 17مليون درهم من تمويل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الأوروبي للاستثمار والمكتب الوطني للكهرباء. وبالإضافة إلى زيارة إقليم أزيلال وتدشين بعض المشاريع هناك، من المنتظر أن يدشن الملك بمدينة بني ملال مشروع المدينةالجديدة على مساحة 300 هكتار بمنطقة امغيلة، ومركزا للتكوين المهني بالسجن الفلاحي بالفقيه بن صالح، ومدرسة السياحة والفندقة ببني ملال، ومشاريع أخرى. وكانت زليخة الناصري قد تفقدت قبل شهرين عدة أماكن بكل من بني ملال وأزيلال، معلنة عن قرب الزيارة الملكية دون تحديد موعدها، في حين تكلف أئمة مساجد بعض القرى المجاورة للطريق الرابطة بين الفقيه بن صالح وبني ملال بإخبار المواطنين بضرورة الاستعداد للزيارة الملكية الثانية في تاريخ المنطقة منذ اعتلاء محمد السادس العرش. بالإضافة إلى تجنيد عشرات عمال الإنعاش في كل جماعة قروية أو بلدية للقيام بأعمال صباغة الأماكن المهجورة وإجراء إصلاحات على الأماكن التي من المنتظر أن يمر منها موكب الملك. وفي ذات السياق علمت «المساء» أن تحريات تقوم بها مصالح الأمن لتجنب تسليم الملك رسائل من مواطنين بالمدينة، خاصة من الأحياء الهامشية، أو رفع لافتات مطلبية كالمطالبة بالإفراج عن محمد بوكرين بعد تدهور وضعه الصحي بسجن بني ملال، كما تجند أعوان السلطة بالقرى الجبلية التي خرجت قبل أسابيع في مسيرات سلمية لفك العزلة عنها بإقليم أزيلال لتجنب رفعها لافتات تحتمي بها بملك البلاد من التهميش والفقر اللذاين يطالانها.