اضطرت السلطات المحلية بإقليم تازة، يوم أول أمس الأربعاء، إلى الاستعانة ب»خدمات» تلاميذ بعض المؤسسات التعليمية لتجميل المدينة وإعدادها حتى تكون في حلة «جديدة» بعد تلقيها لخبر زيارة «مفاجئة» للملك لهذا الإقليم. وكانت السلطات قد عمدت في الأيام الماضية إلى تكثيف أشغال تبليط الشوارع الرئيسية وتزيين جنباتها وتهييء مدخل المدينة «ترحيبا» بقدوم الملك. واستعانت من أجل ذلك بخدمات مستخدمي الإنعاش الوطني. وقسم هؤلاء المستخدمون إلى فرقتين، الأولى تعمل بالنهار والثانية تشتغل بالليل. وزرعت أشجار النخيل على وجه السرعة بجنبات الشوارع الرئيسية، وذلك إلى جانب أشجار أعطت المنظر الجميل للمدينة. وطليت جميع الجنبات بالصباغة. كما بنيت بعض السياجات للحيلولة دون انجراف التربة وانتثارها على الشوارع وتم تزفيت بعض الطرقات التي ظلت لسنوات عرضة لتجاهل السلطات ذاتها، بالرغم من شكايات المواطنين ومستعملي الطريق. أحد المواطنين بتازة سخر من «حملة» تجميل المدينة قائلا إن السلطات لم تكن تعير منذ سنوات أي اهتمام لمطالب الساكنة بتأهيل البنيات التحتية، إلى أن أخبرت بقدوم الملك. وأضاف المصدر ذاته أن المسؤولين المحليين بمثل هذه التصرفات ينافقون الملك ويكذبون عليه. وكان من المقرر، تقول المصادر، أن يقوم الملك بزيارة للمدينة لمدة يومين ما بين11 و12 شتنبر الجاري، إلا أن وزارة القصور الملكية والأوسمة والتشريفات أخبرت السلطات بأنه تم تقريب موعد الزيارة بعدما أجلت زيارة مشابهة كان من المقرر أن يقوم بها الملك إلى القنيطرة. وسادت نفس أجواء تزيين الشوارع بالقنيطرة، وخلفت حالة استنفار السلطات المحلية بها غضب صهر الملك، البرلماني بناني، الذي اتهم بعض المسؤولين ب»الكذب» على الملك. وطبقا لذات المصادر، فإن الملك سيحل بفاس، قبل أن يتوجه إلى تازة، وبعدها إلى مدينة تاونات التي كانت بدورها تشهد منذ مدة «حملة» لتنقيتها وتزيينها. وينتظر أن يمر الملك، في طريقه نحو تاونات، عبر طريق الوحدة، وهو أول طريق أسس في فترة الاستقلال وساهم في أشغاله الملك الراحل الحسن الثاني رفقة عدد من رموز الحركة الوطنية. وسيقف الملك على الوضع المهترئ لهذا الطريق، بالرغم من أن مشاريع إصلاح عديدة طالته، لكن دون أن تنقذه من «الضياع» الذي يتسبب يوميا في حوادث سير مميتة.