غزت فيضانات أكبر واد «ميت» بفاس أحياء بكاملها ليلة أول أمس الأحد، مخلفة خسائر مادية كبيرة لدى عدد كبير من الأسر بأحياء مجاورة له. وعزت مصادر جماعية الفيضان المفاجئ لهذا الوادي إلى ضعف الطاقة الاستيعابية لسد «الكعدة» بصفرو، موردة أن هذا السد فاض بعد تساقطات قوية عرفتها المنطقة في الأيام القليلة الماضية. وتقول المصادر إن مثل هذا الفيضان لم تشهده المنطقة منذ عقد الثمانينيات، وهي مرحلة لم تكن بنيت فيها أجزاء كبيرة بجانب هذا الوادي. ويقطع هذا الواديفاس، ويمر وسط عدة أحياء، قبل أن يصل إلى المدينة العتيقة بها ليصب في وادي سبو. وتكفلت الأسر باستخراج المياه التي داهمت بيوتاتها. ولم يدم حضور العمدة شباط إلا بضع دقائق، وعد فيها بعض الساكنة بإعطاء «تعليماته» بحضور الوقاية المدنية و»لاراديف»، المؤسسة المكلفة بالتطهير والماء والكهرباء، وشركة «ج إم إف»، الخاصة، المكلفة بالنظافة. لكن حضور هذه المؤسسات لم يكن إلا شكليا، يقول أحد ساكنة حي «مونفلوري»، وهو من الأحياء المتضررة من هذا الفيضان. أما المسؤولون الأمنيون فلم يحضر أي منهم. نفس الغياب سجل على السلطات المحلية التي اكتفت بإيفاد مقدميها لمتابعة التطورات. ولم تشاهد أي سيارة لرجال الأمن بالمنطقة. وكان ثلاثة مقدمين فقط وحدهم يجوبون أطراف هذه الأحياء. في حين ظل نائب رئيس مقاطعة سايس، أحمد أغربي يتنقل بين أزقة حي «مونلفوري» في وقت متأخر من الليل. المستشار الاستقلالي أغربي زار، رفقة وفده، عددا من المنازل المتضررة ووقف عند الأضرار التي ألحقت بها، لكن «دون أن يقدم إلى هؤلاء أية وعود انتخابية»، يقول أحد أعضاء وفده. المصدر ذاته أشار إلى أن وادي المهراز يعتبر من أخطر الوديان بالمنطقة، مذكرا بفيضانات «تاريخية» شهدتها المنطقة في سنوات الثمانينيات، ومعتبرا أن الترخيص ببناء بعض المنازل في جنبات الوادي في فترات سابقة يعتبر قرارا خاطئا من الأصل. ومن جهة أخرى، غزت المياه منازل بأكملها في حي وادي فاس بسبب فيضان هذا الوادي. وقالت المصادر إن المركز التجاري «مرجان» والذي يوجد على مقربة من هذا الوادي تأثر بهذا الفيضان الذي «داهم» هذه الواجهة التجارية. وفي السياق ذاته، اضطر أصحاب السيارات والعربات المتوجهة إلى مدينتي فاس وتاونات عبر الطريق الوطنية رقم 8، ليلة الأحد الماضي، إلى العودة من حيث أتوا بسبب انقطاع الطريق إثر فيضان وادي اللبن والذي علا منسوبه على القنطرة المقامة عليه. وعمدت مصالح الدرك الملكي بتيسة إلى إقامة حواجز طرقية قرب وادي اللبن وإدريس الأول لتوجيه أصحاب السيارات والشاحنات والحافلات المستعملة لهذا المحور الطرقي، إذ كانت تضطر إلى العودة من حيث أتت، إنْ من فاس أو تاونات ونواحيها، أو إلى تغيير الاتجاه عبر الطريق المارة عبر منطقة تيسة في اتجاه الطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين مدينتي فاسوتازة، مما عطل مصالح مستعملي هذه الطريق التي تعرف حركة سير كثيفة خاصة إبان عيد الفطر. أما في تازة، فقد نقلت المصادر أن شارع بئر أنزران، وهو من أكبر شوارع المدينة والذي تعرض لإصلاحات «هامة» قبل زيارة الملك الأخيرة للمدينة، قد «أصيب» بخسائر كبيرة بعد التساقطات. وأضافت المصادر بأن حفرا كبيرة ظهرت في أماكن عدة بهذا الشارع، معتبرة أن هذه الخسائر لا تتحمل فيها التساقطات المسؤولية الرئيسية لوحدها، «لأن الغش في البناء له جانب أكبر كذلك من هذه المسؤولية».