تسببت الأمطار العاصفية، التي شهدتها غالبية المدن المغربية نهاية الأسبوع المنصرم، في فيضان «واد الحيمر» القادم من جبل كندر بمنطقة ايموزار مرورا بالجماعة القروية لاولاد الطيب فالاحياء السكنية بالمنطقة الجنوبية الغربية لمدينة فاس و التي تضررت بفعل ارتفاع مستوى مياه الوادي جراء كمية الأمطار الهائلة التي تهاطلت على المنطقة في وقت قياسي مساء الاحد 13 شتنبر الجاري.حيث فاجأت ساكنة المنطقة، ساعات قليلة بعد الافطار و تسربت المياه الى العديد من الدور السكنية بالأحياء و في مقدمتها حي الرشيدية 2 ، حي لالة سكينة ، حي النخيل، حي زواغة العليا وصولا الى حي المرجة. متسببة في عرقلة السير بهذه الأحياء التي غمرتها الأوحال، فيما عزلت تجمعات سكانية بفعل هول مجاري المياه التي تسببت في اضرار مادية كبيرة لحقت الاغراض المنزلية، إضافة الى الاتلاف الواسع الذي لحق سلع المحلات التجارية و خاصة بمنطقة زواغة العليا. وإلى ذلك أكد سكان المنطقة التي طالتها الفيضانات، بانها المرة الثانية التي يتكرر فيها فيضان وادي الحيمر في أقل من عام بدون ان تبادر السلطات المعنية الى اتخاذ الاجراءات الوقائية العملية من قبيل تحريف الوادي نحو وادي المهراز الذي اقيم عليه سد، حيث تربطه بوادي بوفكران قناة، و ذلك لتفادي تهديدات هذا الوادي الذي يمر عند فيضانه فوق مدرسة انوال بطريق عين الشقف مهددا بذلك ارواح العشرات من التلاميذ و الاحياء والتجزئات السكنية التي تم الترخيص لها بشكل عشوائي فوق المجال العمومي المائي كتجزئة الرشيدية 2 . وفي سياق تفسير ما حدث، كشفت مصادر عليمة بأن مسؤولي حوض سبو كعادتهم لا يبادرون الى إفراغ السدود التلية كسد "الكعدة" و سد "عرفة" لتكييف طاقتهما الاستيعابية مع حمولة المياه المرتقبة ولوجها إليه بعد موجة التساقطات المطرية المنتظرة مع الأيام القادمة. فيما تاخرت من جهتها السلطات المحلية والجماعة الحضرية وكذا شركات التدبير المفوض وعلى رأسها »لارادييف« في بدء عمليات صيانة وتنقية الأودية و ممرات القناطر وبالوعات الوادي الحار قبل حلول موسم الأمطار بحكم أن المصلحة الوطنية للأرصاد الجوية كانت قد دقت ناقوس خطر سوء الأحوال الجوية على مدى الأيام القليلة الماضية لكن لا حياة لمن تنادي.الشيء الذي يثير من جديد و بجدية اكبر المخاطر التي تطرحها وضعية البنيات التحية بمدينة فاس، والتي أضحت غير قادرة على تحمل وقع حالات الفيضانات.