عرفت مدينة أكَادير منذ الأحد الماضي تهاطل أمطار غزيرة ومتواصلة، بلغت42 ملمترا بأكادير المسيرة و52 ملمترا بأكادير إنزكان، وتسببت في فيضانات شملت عدة مناطق بأغروض بنسركَاو وتيكوين بأكَادير، حيث غمرت المياه المنازل والمحلات التجارية، مخلفة خسائر مادية فادحة كما هوالشأن بالنسبة للمركب السياحي «قصبة سوس» ببنسركَاو، كما عرفت عمالة إنزكَان أيت ملول تداعيات التساقطات بكل من القليعة وأيت ملول تحديدا، وعرفت ذات العمالة أعنف الحوادث بعد أن انهار 55 منزلا بحي الخشايشات بإنزكَان التي اجتاحتها مياه واد سوس، نتج عنه تشريد مجموعة من الأسر المتضررة والتي تمت إحالتها على مركزالمعلمين. كما تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة أكادير منذ مساء أول أمس الاثنين في اضطراب حركة السير و تسرب المياه لعدد من المنازل والمرافق والمحلات التجارية، كما أدى تهاطل الأمطار في ارتفاع منسوب بعض الأودية التي تخترق المدينة وتسجيل بعض الخسائر المادية في الممتلكات دون أن تخلف ضحايا استدعت تدخل عناصر الوقاية المدنية مستعملة مجموعة من محركات الضخ بمجموعة من التدخلات في العديد من الأحياء والمناطق التي عرفت تسربات مائية. وفي اجراء استباقي لمواجهة الأسوء في حال استمرت وتيرة التساقطات المطرية بنفس المستوى، قررت نيابة التعليم بأكَادير وإنزكَان وتارودانت وغيرها من نيابات الجهة تعطيل الدراسة ابتداء من الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة صباحا من يوم أمس وإخلاء كل المدارس من التلاميذ والأطرالتعليمية. القرار، جاء بناء على قرار من وزارة الداخلية، صدر على إثر اجتماع طارئ وموسع عقد بولاية جهة سوس ماسة درعة صباح ذات اليوم، خاصة أن مصالح الأرصاد الجوية حذرت من وقوع عواصف رعدية مصحوبة بأمطارغزيرة مساء الأربعاء والخميس وتوقعت أن تصل إلى مستوى 100ملم. كما عرفت بعض الأحياء بأكادير طيلة الليلة قبل الماضية ونهار أمس اضطرابات في توزيع وضخ الماء الصالح للشرب، وذلك بسبب عطل مؤقت في محطتي معالجة المياه بتامري(سد مولاي عبد الله) وبسيدي بوسحاب (سد عبد المومن) التابعتين للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب. وفي علاقة بالموضوع، شهدت مدينة تارودانت تساقطات مطرية مهمة جدا لم تشهد المدينة مثيلا لها منذ 1963 جعل المياه تحتل كل الفضاءات ودواوير المدار الحضري، كما اكتسحت المدينة سيول أمطار منطقة جماعة سيدي دحمان وأيت إيعزة عبر جوانب الطريق الوطنية، مما أدى إلى انقلاب ثلاث سيارات وقطعت حركة المرور لفترة زمنية طويلة ولم تتمكن قنوات الصرف الصحي من استيعاب كميات المياه الهائلة تحولت على إثرها العديد من المنازل ومجموعة من المرافق العمومية وداخل حي جامع الكبير وبنيارة وسيدي بلقاس وزرايب أولاد بنونة وبيزمارن وتافلاكت وبلاقشاش والمعديات والمحايطة والبورة وأيت قاسم وسيدي احساين إلى فضاءات تملأها المياه، مما خلف أضرارا مهمة شملت أفرشة لكل المنازل كما شملت السلع والبضائع بالنسبة للمحلات التجارية المعنية وانهارت بعض المقاطع من الأسوار. من جهة أخرى عرفت مدينة الصويرة منذ بداية الأسبوع الحالي هبوب رياح قوية محملة بأمطار غزيرة عرفت ذروتها ليلة وصباح يوم الأربعاء 23 دجنبر 2009 . وكالعادة اختلطت مياه واد القصب القادم من أقصى الإقليم المحملة بالأخشاب والأحجار والازبال والحيوانات الميتة بمياه شاطئ المدينة. فيضان واد القصب الذي يرتقب أن يتسبب كالعادة في مجموعة من الخسائر المادية بالعالم القروي على الخصوص، تسبب كذلك في قطع مجموعة من الطرق وعزل مجموعة من القرى والمناطق القروية، كما أدى إلى انقطاع التلاميذ عن الدراسة بمجموعة من المؤسسات التعليمية بالعالم القروي حفظا لأرواحهم من تهديد الغرق، كما وقع في عدة حالات خلال السنوات الماضية. أما في حاضرة الإقليم التي لازالت تجتر معاناتها مع البنيات التحتية الكارثية لشبكة الواد الحار في مجموعة من النقط والأحياء السكنية،فقد اختلطت مياه الأمطار بالمياه الملوثة للواد الحار مما تسبب بالتالي في إغراق مجموعة من الأحياء السكنية والأزقة في كل من الجريفات والمدينة العتيقة، ناهيك عن مجموعة من المواقع بالقرب من مقر البلدية. من جهة أخرى، ذكر بلاغ لوزارة التجهيز أن هذه التساقطات تسببت في اضطراب طفيف في حركة السير بمنطقة شفشاون وتطوان والعرائش وكذا بالصويرة، مضيفا أن الفرق الجهوية لوزارة التجهيز والنقل على استعداد كامل للحد من حالات الإزعاج التي يتعرض لها سائقو السيارات وباقي مستعملي الطرق، إضافة إلى تنقية قارعات الطرق في أسرع وقت ممكن. وتجدر الإشارة إلى أن الطرق التي شهدت اضطرابات في حركة السير هي الطريق الجهوية رقم415 بين القصر الكبير وسيدي اليماني والطريق الوطنية رقم2 الرابطة بين تطوان وشفشاون، والطريق الوطنية رقم2 بين طنجة وتطوان بالنقطة الكيلومترية 2 ،33 وعدد من الطرق المحلية باقليم الصويرة. وبخصوص حالة الطقس على المستوى الوطني، أفادت مصالح الأرصاد الجوية أن الأمطار ستستمر في التساقط اليوم وغدا في مجموع المناطق المتواجدة غرب جبال الأطلس الكبير والمتوسط ومنطقة سوس والريف وفي الواجهة المتوسطية، وكذا فوق مرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط، حيث من المنتظر أن تشهد تساقطات ثلجية هامة. هذه التساقطات ناتجة عن تسرب كتل هوائية رطبة وباردة من المحيط الأطلسي المجاور، والتقائها مع الكتل الساخنة التي تغطي المغرب. وأفادت نفس المصادر أن التساقطات ستصاحبها رياح جنوبية أحيانا قوية فوق وسط الشمال والشرق،كما ستهب رياح رملية في الجنوب الشرقي والسفوح الجنوبية الشرقية والتي لن تشهد تساقطات مطرية. التساقطات المطرية بحسب الأرصاد الجوية ستستمر الى نهاية الأسبوع وستختلف قوتها بحسب المناطق حيث ستهم بالخصوص محور، طنجة، فاس، مكناس، مراكش، الصويرة ،آكادير والدار البيضاء في اتجاه الشمال، في حين باقي المناطق ستشهد اضطرابات جوية تنتج عنها تساقطات ضعيفة ومتفرقة.