لوحظت في العشر الأواخر من رمضان حركية غير مسبوقة شملت النظافة والتبليط والسرعة في إنجاز مشاريع شبكة الصرف الصحي، حيث تم تجنيد قرابة 200 مواطن بلباس الإنعاش الوطني من أجل تنقية جوانب الشوارع الرئيسية وصباغة الجدران والأرصفة، خاصة قرب جنبات الإقامة الملكية والقصر الملكي والشوارع التي اعتاد الملك محمد السادس المرور بها، خوفا من تكرار حادث الدارالبيضاء. وسارع المسؤولون إلى تخصيص مجموعة من الشاحنات والفرق المتخصصة في مراقبة الأعمدة الكهربائية، خاصة وأنه سبق لأحد الأعمدة الكهربائية أن سقط بحي سيدي يوسف بن علي بمراكش وأودى بحياة مواطن. وقد رصدت ميزانية كبيرة لإنجاز هذه الأشغال، إضافة إلى التسريع بعملية تزيين بعض المشاريع التي ربما يدشنها الملك كالمطار المدني ومحطة القطار الجديدة وقسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل ومعهد التكوين الفندقي. وقد أجمع الملاحظون أن هذه المشاريع تنقصها الجودة، بسبب سرعة الإنجاز والغش في المواد الأولية، وخير دليل على ذلك ما وقع لشبكة الصرف الصحي التي عرفت إعادة الأشغال بها لأكثر من مرة، أمام مقر الولاية وبمدارة سوق الربيع وخارج الأسوار، حيث ما إن تنتهي الأشغال وتتم عملية التبليط حتى تظهر حفر كبيرة وعميقة تتسبب فيها انجرافات التربة، بسبب غياب الجودة في إنجاز الشبكة والغش في المواد المستعملة، كما أن المشاريع العقارية لم تسلم بدورها من الفساد والغش مما يجعل ساكنة مراكش تنتظر بفارغ الصبر غضبة ملكية تعصف برموز الفساد المتجذرة بهذه المدينة.