ما إن يكاد ملف الانتحار بأولاد افرج والنواحي يغلق حتى تنضاف إلى اللائحة حالة جديدة، بوتيرة أقل ما يقال عنها أنها خطيرة ومدمرة لفئة عمرية فاعلة في المجتمع وهي فئة الشباب. فبعد سبعة حالات انتحار عرفتها المنطقة في الشهور الأخيرة وبطرق مختلفة ولأسباب متنوعة، اهتز سكان دوار أولاد حجاج التابع لجماعة أولاد افرج زوال يوم أمس الأحد إثر انتحار سيدة متزوجة وتبلغ من العمر 38 سنة تنحدر من دوار الغمارات، بعد أن تناولت في غفلة من أهلها أقراصا مسمومة تستعمل لقتل الفئران، مخلفة وراءها زوجا حزينا وأسرة مكلومة وطفلتين في عمر الزهور.
وحسب تصريح أحد أفراد عائلة الفقيدة، فقد عملت هذه الأخيرة على تناول السم مباشرة بعد عودتها من السوق الأسبوعي لأولاد افرج، قبل أن تطالب أهلها بالاهتمام بطفلتيها دون أن تخبرهم بما تناولته من سم لم يمهلها طويلا حتى بدأت تتقيأ وتتوجع من شدة الألم، الشيء الذي دفع بأهلها إلى ربط الاتصال بمركز إسعاف الجديدة من أجل حملها على وجه السرعة إلى المركز الصحي لأولاد افرج، ورغم مجهودات الطاقم الطبي لإنقاذ الضحية وإفراغ ما بمعدتها من سموم، إلا أن حالتها الحرجة ودخولها في غيبوبة استدعت نقلها إلى المستشفى الإقليمي، إذ أسلمت الروح إلى بارئها قبل أن تصل إلى مدينة الجديدة.
كما أضاف متحدثنا أن الضحية لم تكن تعاني قيد حياتها من أية اضطرابات نفسية أو صحية، ولم تعش في الساعات الأخيرة من حياتها أية مشاكل لا مع الأسرة ولا مع غيرها، الشيء الذي جعل من حالة الانتحار هاته غريبة ومفاجئة وغير متوقعة من طرف الجميع، خصوصا بين أفراد العائلة.
وقد انطلقت الإشاعات والتكهنات بالمنطقة حول أسباب الانتحار، حيث ذهب البعض إلى كون الفقيدة كانت تعاني حالة اكتئاب بسبب الغياب الدائم للزوج نظرا لطبيعة عمله، فيما ذهب آخرون إلى أنها كانت تعاني من أزمة نفسية وصحية غير مستقرة بسبب وضعيتها الاجتماعية، إلا أنها تبقى مجرد أقاويل وفرضيات تتناقلها الألسن، حيث تبقى الأسباب الحقيقية وراء الانتحار مجهولة لحد الساعة في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التشريح الطبي، وما ستتوصل إليه الأبحاث الأمنية في الأيام القادمة.
وعن ردود أفعال السكان بأولاد افرج، فقد عبر عدد من المتتبعين للشأن المحلي عن أسفهم لنزيف الأرواح الذي تعيشه المنطقة بسبب تزايد حالات الانتحار في الآونة الأخيرة، مشيرين إلى أن حالة الفوضى الذي يعرفها قطاع بيع سموم الفئران والحشرات والأدوية الفلاحية تساهم بشكل كبير في توفير وسائل الانتحار بأبخس الأثمنة وبأسهل الطرق، حيث يدعو سكان أولاد افرج عبر الجديدة24 المسؤولين عن هذا القطاع إلى ضرورة تقنين ومراقبة نقط بيع هذه المواد الذي تشكل خطرا كبيرا على الساكنة بمختلف شرائحها، حتى يتم الحد ولو بنسب متفاوتة من تنامي هذه الظاهرة الغريبة والخطيرة.