عرفت مدرسة خميس متوح صباح اليوم تنظيم لقاء تواصلي وتكويني بتأطير من هيئة التفتيش والتأطير والمراقبة لفائدة مدرسي اللغة العربية بالمستويات الابتدائية العليا، حيث ألقى كل من الأستاذ الحسن الدوري والمفتش عبد الله العيدي والأستاذ بوشتة عبوش والمفتشة خديجة حديدي عروضا متنوعة. بعد أن ألقى السيد عبد الله العيدي كلمة افتتاحية رحب من خلالها بالحاضرين، تقدم الأستاذ الحسن الدوري بعرض تحت عنوان "اللغة والفكر من منظور الفلسفة وعلم النفس واللسانيات"، حاول من خلاله تعريف كل من اللغة والفكر من حيث اللغة والاصطلاح، كما تطرق لما وصفه بالتكهنات والافتراضات التي تحدد نشأة اللغة سواء من خلال المحاكاة والعلاقات الاجتماعية أو علاقتها بالعوامل الخارجية، ومدى أهمية اللغة في التعبير عن الأفكار والتوصيل والتواصل والتأثير وغيرها من الوظائف التي تؤديها اللغة، وكذا علاقتها بالفكر من منظور علم النفس واللسانيات.
وقد عمل المفتش التربوي عبد الله العيدي خلال عرضه على تبسيط بعض المصطلحات والمفاهيم والطرق المساعدة على تدريس اللغة العربية بمختلف المستويات الدراسية، سواء من حيث حسن صياغة الأهداف أو التدرج في تحقيقها، وكذا دور كل من المدرس والمتعلم خلال العملية التعليمية، كما قدم مجموعة من التوجيهات المساعدة على تجاوز تعثرات المتعلمين خصوصا في مكون التعبير الكتابي، مستعرضا وشارحا لمختلف المبادئ المرتبطة بمنهجية تدريس اللغة بالسلكين الأساس والوسيط، إضافة إلى تحديد الفرق بين مختلف أنواع الكفايات وأصناف النصوص ووظائفها وخصائصها.
بعد تنظيم حفل شاي من طرف العاملين بمدرسة خميس متوح على شرف الحاضرين، قدم السيد بوشتة عبوش منشط التلفزة التفاعلية بالقناة الرابعة عرضا حول الذكاءات المتعددة، استهله بوضع الحاضرين أمام تمرين رياضياتي لاختبار مدى قدرتهم على التخيل والتفكير المنطقي، ليعمل بعد ذلك على توضيح الفرق بين أنواع الذكاء الثمانية من خلال أمثلة ملموسة، والتمييز بين مهارات كل نوع والوظائف المستقبلية التي ينتهي إليها في غالب الأحيان كل متعلم حسب نوع ذكائه، داعيا في مستعرض حديثه إلى الاهتمام أكثر بضبط نوع الذكاء لدى كل متعلم من أجل تنميته.
تقدمت بعد ذلك المفتشة خديجة حديدي بعرض حول تدريس اللغة الفرنسية بالمدرسة الابتدائية من خلال نقل معرفة العلماء إلى معرفة مُدرسة، حيث عملت على ربط ما جاء في العروض الثلاثة السابقة ومدى مساهمتها في الوصول إلى التنقل الديداكتيكي، كما تطرقت إلى العلاقات التفاعلية بين الأقطاب الثلاثة "مدرس، متعلم، معرفة"، إضافة إلى تحديد الفرق بين البيداغوجي والديداكتيكي من حيث الصفة والوظيفة وتخصص كل منهما ومجال تعامله مع المثلث البيداغوجي، إضافة إلى تقديمها لبعض التوجيهات المساعدة على حسن تحقيق الأهداف الدراسية خلال تدريس اللغة الفرنسية.