خرج العشرات من ساكنة درب العرصة بآزمور و باقي الأحياء المجاورة إضافة إلى عدد من فعاليات حقوقية وجمعوية عشية يوم أمس الإثنين انطلاقا من الساعة الرابعة و النصف وحتى حدود السادسة مساء، تتقدمهم عائلة و أصدقاء الشاب الذي كان ضحية إجرام مقصود ليلة السبت الماضي، في مسيرة جابت العديد من شوارع المدينة لتتوقف لمدة ساعة و ما يزيد بالقرب من مصلحة الشرطة القضائية، و مركز الدرك الملكي بآزمور. حيث دعا المحتجون من خلالها نهج سياسة أمنية تقاربية بناءة منددين في نفس الوقت بالقصور الحاصل على مستوى تطويق الجريمة و الحد من مما تشهده المدينة من استفحال الإجرام و الاعتداءات على المواطنين من أعمال للسرقة والنهب بواسطة التهديد بالسلاح الأبيض الذي أصبح اللغة الرائجة في ظل تجارة الأقراص المهلوسة التي غدت المدينة مرتعا خصبا لها، وعلى طول المسيرة رفع المحتجون شعارات تطالب الجهات المسؤولة بتوفير الحماية الأمنية و استتباب الأمن ومحاربة كل أشكال الجريمة والعصابات والشبكات التي تبت الرعب في نفوس المواطنين وجعلتهم في حال غير مستقر، و قد جاءت هذه الوقفة بعد الحادث المرعب الذي شهدته مدينة آزمور بشارع محمد الخامس على مشارف درب العرصة، مساء يوم السبت المنصرم و الذي راح ضحيته الشاب ذي الواحد و عشرين ربيعا " حسن شناف" عامل كحارس أمن بإحدى الشركات، من قبل مجموعة من الجناة الوافدين من إحدى الدواوير بجماعة اولاد رحمون المحادية للمدينة، بواسطة سيوف و أسلحة بيضاء، كما تعرض خمسة آخرون لإصابات بليغة من قبل الجناة.
وفور انتهاء المسيرة التي دامت زهاء الثلاث ساعات زارت " الجديدة 24 " عائلة الضحية و هي تتقبل تعازي الأهل و الجيران، حيث صرحت لها من خلال والدته المكلومة بأن ابنها و مورد رزقها قد ضاع في مجزرة حقيقية لم ينفع معها الاستجداء و تقديم يد العون من قبل المواطنين الحاضرين لكون المجرمين كانوا ينهالون على كل حاول الاقتراب منهم، و رغم مكالمة رجال الأمن سيما أن الجريمة كانت بالشارع العام لم يحضروا إلا بعد فوات الأوان، فيما سيارة الإسعاف كان تأخرها بدعوى ضرورة نقل الضحية و شخص آخر في حاجة للإسعاف، مما زاد معاناتهم و حرقتهم على ابنهم، فيما جات تصريخات أخت الضحية منصبة حول الإجرام الذي بات يشهد هذه المدينة و دور رجال الأمن في تصديهم له، و أن مسيرتهم جاءت عفوية لدق ناقوس الخطر الذي أضحى يهدد كل مواطن بهذه المدينة فكل يوم حسب تصريحها نسمع عن ضحية هنا و هناك تم سلب ما لديه من نقوذ أو هواتف تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، و مطالبنا هي مطالب كل مواطن أزموري الأمن و السلامة و تحقيق العدالة.
هذا و تبقى الإشارة أنه سبق لعدد من فعاليات المدينة قد وجهت في وقت سابق العديد من الشكايات للجهات المسؤولة والأمنية محليا وإقليميا ووطنيا احتجاجا على تنامي الجريمة والسرقة بالمدينة والجماعات المحادية لها مطالبة هذه الجهات بتكثيف التواجد الأمني بالمدينة ومضاعفة العنصر البشري و توفير الدعم اللوجستيكي له، لتغطية آزمور وتكثيف الحملات التمشيطية بمختلف الاحياء بالليل كما بالنهار خاصة وأن العديد من الشبكات أضحت تتخذ من آزمور فضاء لممارسة أنشطتها من بيع للمخدرات بكل أصنافها بعيدا و المتاجرة في الدعارة، عن أية مراقبة أو تضييق. وضع كهذا بات يفرض على الإدارة العامة للأمن الوطني إعادة النظر في الخريطة الأمنية لآزمور التي تفتقر إلى التوازن المطلوب، بحكم موقعها بين مجموعة من الأخياء الهامشية و الدواوير العشوائية، إلى جانب الغياب التفاعلي لرجال الدرك و التقصير في أداء مهامهم بهذه المناطق التي تحولت لوكر حقيقي للمجرمين، و أشهر أسواق تجارة المخدرات، التي يتوافد عليها متعاطوها من كل المدن القريبة لها، وهو ما يتطلب ضخ دماء جديدة بمصلحة الشرطة القضائية، ومضاعفة عتادها، وإحداث تغييرات على مستوى بعض المناصب الأمنية، بما يتماشى وحجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الجهاز الأمني، الذي أضحت مهمته جد صعبة، نظرا إلى الانفلات الأمني الخطير الذي باتت تعرفه العديد من أحياء المدينة، التي أضحى فيها حضور رجال الشرطة شبه منعدم، من قبيل أحياء «الوفاق» و«أم الربيع» و«الأمل» و«بن شقرون» و«الحفرة» و«المدينة العتيقة»، الأمر الذي شجع كثيرا، على تصاعد حالات الاعتداء على المواطنين، واعتراض سبيلهم، وتناسل نقط بيع المخدرات بكل أصنافها، أمر بات أيضا يتطلب خلق مخافر جديدة بهذه النقط و البحث عن مكان جديد لمفوضية الأمن بدل التي تكتريه الآن بين الفيلات .
صورة تجمع والد و أم و أخ الضحية و صورة للضحية حسن شناف