بعد توالي جرائم القتل في مدينة آزمور، التي كانت آخرها مصرع شاب في العشرين من عمره بعد تعرّضه لاعتداء وُصف ب»البشع» بواسطة السيوف والسكاكين، خرجت ساكنة حي العرصة الذي كان مسرحا لآخر جريمة قتل، وبعض الأحياء القريبة منه في مسيرة عفوية، عشية أول أمس، جابت شوارع المدينة في اتجاه مفوضية الشرطة في آزمور ومركز الدرك الملكي القريب منها. ودامت المسيرة أزيد من ساعتين وردد خلالها النساء والرجال والشباب شعارات عفوية تطالب بوضع حد لمثل هذه الجرائم التي يذهب ضحيتها شباب المدينة. ولم يفوت المحتجّون المناسبة لتذكير الأجهزة الأنية بعمليات السرقة والاعتداءات التي باتت تطال المواطنين في أحياء المدينة وفي أرجائها. وطالب السكان المحتجون عناصر الأمن بمحاربة أوكار ترويج المخدرات والكحول والماحيا والحبوب المهلوسة، التي قالوا إنها «تباع في واضحة النهار من طرف أشخاص معروفين لدى الجميع».. مؤكدين في الوقت ذاته أن انتشار مثل هذه «المصائب» في الأحياء الشعبية والفقيرة لمدينة صغيرة كآزمور يكون في غالب الأحيان سببا رئيسيا وراء حدوث الاعتداءات وجرائم القتل. وقال أحد السكان المحتجّين إن الاعتداء الذي تعرّض له الشاب الذي لقيّ حتفه في نهاية الأسبوع على يد مجموعة أشخاص تم بواسطة السيوف والسكاكين أمام الناس ودون تدخل سريع من طرف دوريات الأمن، التي قالوا إنها من المفترَض أن تكون قريبة من مكان الحادث، فيما تحدث محتجّون آخرون عن وضعية مدينة آزمور الهشّة، التي تفتقر إلى فرص شغل حقيقية لشباب المدينة، وكذا إلى فضاءات بإمكانها احتواء المئات من الشباب الذين يتجولون في المدينة دون عمل، فلا يجدون أمامهم سوى كل مغريات الانحراف السريع. وذكّر المتحدث نفسه بالمسيرات التي نظمتها ساكنة المدينة إبان الحراك الشعبيّ الذي شهدته عدد من المدن المغربية قبل سنتين، والتي كانت في الغالب للمطالبة بتوفير فرص الشغل وعدم تهميش أقدم مدينة مغربية وتحويلها إلى مجرّد معبَر إلى مدينة الجديدة والمركبات السياحية المتواجدة على ترابها.. يُذكَر أن مدينة آزمور كانت، في نهاية الأسبوع الماضي، مسرحا لجريمة قتل فارق فيها الحياة شابّ كان معيلَ أسرته، بعد تعرّضه لاعتداء بالسيوف من طرف بعض الأشخاص. كما شهد درب «الذهب» في المدينة نفسِها في شهر نونبر من السنة الماضية جريمة قتل أخرى ذهب ضحيتها شابّ عمره 18 سنة إثر تلقيه طعنات قاتلة من قاصر لا يتجاوز عمره 15 سنة، في شجار أشهِرت فيه السيوف.. كما استحضر السكان جريمة قتل أخرى وقعت قبل شهور قليلة ذهب ضحيتَها شاب آخر في شاطئ سيدي بونعايم، في عراك بالسيوف أيضا، وكان حول فتاة..