نظمت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بالجديدة دورة تكوينية لفائدة المستشارين الجماعيين بالإقليم بتأطير من عز العرب الخلابي و المصطفى فاوت. وقد خصصت أشغال هذه الدورة التكوينية لمحورين أساسيين: الأول يتعلق بالتسيير الجماعي حيث تم عرض تجربة مدينة القنيطرة في التسيير الجماعي باعتبار ريادتها في هذا المجال ومراكمتها للتجربة منذ الانتخابات الجماعية لسنة 2009 ، بينما خصص المحور الثاني لملف التعمير انطلاقا من الأهمية الكبرى التي يحظى بها في تدبير الشأن المحلي .
ففي مداخلته حول موضوع تجربة القنيطرة، انطلق عز العرب الخلابي من الحديث عن السياق الانتخابي الذي شهدت بلادنا في الأشهر القليلة الماضية ، داعيا إلى استخلاص الدروس والدلالات من الرسائل التي وجهها المواطنون خاصة من خلال الانتخابات الجماعية ليوم 4 شتنبر ، والتي تصب في اتجاه القطيعة مع الفساد والإفساد بكافة أشكالهما ، وهو ماتؤكده بالملموس النتائج التي حققها حزب العدالة والتنمية في المدن الكبرى ، ومؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة المحافظة على هذه المكتسبات بل وتعزيزها من خلال النجاح والتميز في التسيير الجماعي وإعطاء صورة حقيقية عن فلسفة الحزب وتوجهه في تدبير الشأن العام ، مذكرا المستشارين الجماعيين الحاضرين بحجم المسؤولية الملقاة على كاهلهم باعتبار أنهم ينتمون إلى حزب وطني عتيد ذي مبادئ ومرجعيات ثابتة . بعد ذلك انتقل الأستاذ عز العرب إلى إبراز ملامح تجربة القنيطرة من خلال الإنجازات الكثيرة التي تحققت بقيادة الحزب ، خصوصا في العالم القروي من خلال نهج سياسة القرب والحضور الدائم لملامسة مشاكل المواطنين والعمل على إيجاد الحلول لها بتضافر كافة مكونات الحزب من مستشارين وكتابات محلية وكتابة إقليمية ، وهو ما تجسد بصورة واضحة في النتائج التي حصل عليها الحزب في الإقليم ، حيث نال ما مجموعه 202 من المقاعد الجماعية وسير أو شارك في تسيير 9 جماعات بينها جماعات قروية . وقد أكد على بعض المداخل الأساسية لتحقيق إشعاع حقيقي ووجود فعال للحزب في العالم القروي ، مركزا على ثلاثة مداخل : 1 . تقوية العمل الشبابي باعتباره قاطرة لتطوير حضور الحزب في البوادي من خلال الانفتاح على هموم الشباب وقضاياهم 2 . الرقي بالعمل النسائي انطلاقا من الدور الرائد الذي أصبحت تمثله المرأة في البوادي وبالنظر إلى الخصاص المهول الذي يعرفه الشأن النسائي في عالمنا القروي 3 . السعي إلى البحث عن المرشحين الذين تتوفر فيهم المصداقية والشروط الأساسية لتحمل المسؤولية وعدم قبول المتهافتين على الحزب دون التحقق من سيرهم . و من جهته، أبرز المصطفى فاوت في مداخلته حول موضوع التعميرالأهمية القصوى التي يمثلها هذا القطاع في تدبير الشأن المحلي على المستوى الوطني ، خاصة أمام تعدد المتدخلين فيه وهو ما يعني تعقد المساطروالإجراءات القانونية وصعوبة المداخل التقنية الضرورية للإلمام بالموضوع ، مركزا على نقطتين هامتين : رخص البناء ورخص السكن أو شهادة المطابقة . وقد فصل المتدخل في الحديث عن النصوص والمرجعيات القانونية المنظمة لهذا القطاع رغم تعددها ، مبشرا باقتراب صدور وثيقة جامعة لكافة هذه القوانين ، ومبينا في الوقت ذاته الصعوبات الكثيرة التي تعترض المكلفين بهذا القطاع في المجالس البلدية والقروية في ملف تقني له امتدادات اجتماعية واقتصادية ، وهو ما يفسر كثرة الملاحظات التي يسجلها المجلس الأعلى للحسابات حول قطاع التعمير في جميع ربوع المملكة ، وقد خصص السيد المصطفى فاوت حيزا هاما من مداخلته لهذه الملاحظات من أجل إفادة المستشارين الحاضرين خاصة المكلفين منهم بملف التعميرتعميقا للوعي بمشاكله الشائعة خاصة في المدن . بعد ذلك عمد الأستاذ إلى الإحاطة ببعض المساطرالمنظمة وخاصة مسطرة دراسة الأشغال الطفيفة والمنشآت الموسمية أو العرضية باعتبارها جزءا من ملف التعمير ، وكذلك مسطرة طلب الترخيص الوثائق التي ينبغي أن يتضمنها ، بما في ذلك تسيير لجنة دراسة طلبات الرخص وكيفية عملها سواء في ما يتعلق بالمشاريع الكبرى أو المشاريع الصغرى . وقد أنهى المصطفى فاوت مداخلته بعرض مجموعة من النماذج للمحاضر والطلبات المتعلقة بشؤون التعمير لتسهيل تدبير ملف التعمير خاصة بالنسبة للمكلفين بلجنة التعمير في المجالس الجماعية .
وفي ختام الدورة التكوينية، فسح المجال للنقاش ومداخلات الحاضرين في جو من التواصل والفهم العميق الذي أبان عن المستوى الرفيع والوعي المتجذر لكافة المستشارين الجماعيين الحاضرين وإحساسهم بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم واستعدادهم الدائم لتطوير كفاءاتهم وقدراتهم ، مثمنين هذه الخطوة الهامة التي أقدمت عليها الكتابة الإقليمية للحزب داعين إلى تكثيف وتضافر جهود الجميع للرقي بالأداء الحزبي و المحافظة على صورة حزب العدالة والتنمية وتطويرها .