خابت آمال ساكنة حي نرجس بالجديدة في الحصول على ترخيص من قبل السلطات المختصة، للشروع في بناء مسجد يكون في مستوى تطلعات وانتظارات عباد الله.
ولم يتلق السكان، حسب الشهادات التي استقتها الجريدة، أي رد علاقة بطلب كانوا تقدموا به، سنة 2006، إلى الجهات المختصة، في موضوع بناء مسجد فوق بقعة أرضية كان محسن حصل عليها من المزاد العلني، ووهبها للسكان من أجل هذه الغاية، ناهيك عن مبلغ مالي بقيمة 400 مليون سنتيم، مخصص لأشغال البناء والتجهيز.
وقد ظل سكان حي نرجس يقيمون الصلوات الخمس في محلات عشوائية (كارجات)، وكانت صفوف المصلين تمتد إلى الشارع. وقد ظلوا على هذا الحال، يقيمون الصلوات تحت أشعة قسوة الظروف المناخية. ناهيك عن عرقلتهم حركة السير والمرور في الشوارع والأزقة بالجوار.
هذا، وارتأى المصلون من عباد الرحمان بحي نرجس، إقامة جدران من مالهم الخاص، بارتفاع أقل من 3 أمتار حول البقعة الأرضية التي وهبها إياهم المحسن. وشرعوا، خلال شهر رمضان، في إقامة الصلوات الخمس وصلاة التراويح بداخل فضاء هذا المسجد، سيما أن أقرب مسجد إليهم في حيهم، كائن بحي السعادة وحي المويلحة، ويبعد عنهم بأكثر من كيلومتر.
وفي الوقت الذي كان سكان حي نرجس يستعدون لاستقبال عيد الفطر (غدا السبت)، إذا بهم يتفاجئون، ظهر اليوم، مباشرة بعد صلاة الجمعة، بحلول لجنة مشتركة، ضمت في صفوفها رجال السلطة، قياد المقاطعات الحضرية بالجديدة، وذلك دون سابق إنذار أو إشعار، مهددين بإغلاق بيت الله. الأمر الذي أسفر عن موجة عارمة من الاحتجاجات والاستنكارات، واعتبره السكان استفزازا في حقهم لا مبرر له. وقد أثمر تدخل بعض الحكماء في احتواء الوضع الذي كان قابلا للانفجار والخروج عن السيطرة، جراء إجراء مفاوضات مع ممثلي السلطة المحلية.
وقد أجرت الجريدة استطلاعا واستقراءا للرأي حول أسباب المنع من تشييد بيت الله فوق البقعة الأٍرضية التي وهبها المحسن. وصرح مواطنون غاضبون أن السلطات تستند في منعها إلى كون البقعة المحاذية لحمام شعبي، والتي يعتزمون تشييد مسجد عليها، هي مخصصة لبناء حديقة. وهو الأمر الذي ردوا عليه بقوة، عندما استحضروا مسجد "كدية بن دريس"، والذي قالوا أنه جرى بناؤه فوق أرض كانت في الأصل حديقة عمومية. وقد لمح بعضهم إلى كون أسباب ومسألة المنع، وعدم الترخيص ببناء مسجد بحي نرجس، قد تكون أكثر وأعمق مما يبدو ظاهرا للعيان.