مسلسل تلفزيوني في رمضان العام المقبل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأكبر ميزانية تلفزيونية للدراما العربية يوسف الهزاع كشفت مصادر خاصة لايلاف الكثير من التفاصيل عن مسلسل الإنتاج المشترك بين مجموعة MBC التلفزيونية والمؤسسة القطرية للإعلام المزمع العمل فيه الأيام المقبلة، ومنها أن ميزانية العمل الضخم “الفاروق” المزمع إنتاجه ستتراوح بين الثلاثين والخمسين مليون دولار. وقالت المصادر ذاتها إن المسلسل الذي سمي بلقب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب لن يكون سيرة ذاتية محضة، بل إنه سيكون استعراض مرحلة كاملة تسلط فيها عدسات المخرج وأدواته التمثيلية الضوء على كل مضامين التنقلات المتسارعة في حياة العرب في الجاهلية والإسلام ثم في عصر الفتوحات وانتشار الإسلام. ورغم أن محور المسلسل واسمه يدور حول شخصية ابن الخطاب وهو أكثر الخلفاء الراشدين الذي اتسمت سيرته بتباينات كبيرة بين مؤيديه وكارهيه، إلا أن المسلسل سيعمل في إطاره الكبير على ما يشبه تفكيك الجدل في سيرته، سواء خلال حياته التي اتسمتبانتصارات متلاحقة وفتوحات كان أبرزها بلاد فارس والعراق والقدس ومصر، وخلال سيرته المكتوبة بعد وفاته وخصوصاً في وقت التدوين بعد سنوات طويلة من انقسام المسلمين في حروب الخوارج والجمل وصفين وغيرها. وكانت مجموعة MBC والمؤسسة القطرية أعلنتا عن مشروع الانتاج المشترك أمس الخميس في مؤتمر صحافي مشترك حضره رئيس مجلس إدارة “مجموعة MBC” الشيخ وليد بن ابراهيم آل ابراهيم، والشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني ومدير تلفزيون قطر محمد عبد الرحمن الكواري وقال رئيس مجموعة MBC إن المسلسل يتمتع “بميزانية مفتوحة” ويفترض أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل، ويخرجه السوري حاتم علي. واعتبر آل ابراهيم في مؤتمر صحافي أن المسلسل يبرز شخصية الخليفة الذي ارتبط اسمه “بالحكم الرشيد والعدل الشامل والوسطية” بعيدا عن “التطرف والعنف”، وهي شخصية يحتاج العالم اليوم إلى العودة لها بحسب آل ابراهيم. وسيعتمد المسلسل أيضاً “الروايات الأكثر دقة وتدقيقا لتلك المرحلة داحضا تعدد الروايات من قبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع”. وأهمية المسلسل تكمن بحسب رئيس المجموعة التلفزيونية في “استلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي، ليكون نموذجا ساميا للحاكم المتواضع والحكم الرشيد والعدل الشامل والرعاية الاجتماعية ومفهوم المواطنة والوسطية في الإسلام دون تطرف أو عنف، وتلك الشخصية التي تحتاج إليها الأمة الإسلامية في يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى”. وسيدبلج العمل إلى لغات كثيرة منها الانكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية وغيرها. وبحسب المؤتمر نفسه فإن اللجنة الشرعية المشرفة على العمل ستتكون خصوصاً من الشيخين الشهيرين يوسف القرضاوي وسلمان العودة، إلا أن مصادر إيلاف تؤكد انضمام آخرين وأهمهم السعودي عبدالوهاب الطريري وعراقي، في حين أن اللجنة ستخلو من أي اسم ينتمي إلى المذهب الشيعي رغم أن هناك من طرح هذه الفكرة، إلا أن الاقتراح لن يرى النور لعدة أسباب أهمها أن المسلسل لا يحمل ”معالجة توازنية” للطائفية في المنطقة، وأيضاً لأن عمر بن الخطاب شخصية تقف بين طرفي نقيض في كل تفاصيل حياته وسياسته. ورغم أن العمل لن يكون بعيداً عن المناخ العام في وفرة المسلسلات التاريخية التي أخذت طابعاً طائفياً في الفترة الأخيرة، على الأقل من قبل المتابعين والمراقبين، خصوصاً وأن إيران أنتجت عدة مسلسلات تاريخية اعتبرت مجحفة وغير منصفة مثل مسلسل يختص بسيرة الخليفة الرابع علي بن ابي طالب، إلا أن ”الفاروق” سيضرب عصفوراً آخر من خلال إبراز الصورة المنفتحة للمجتمع الإسلامي في العهد العمري وخصوصاً في الفقه واستنباط الأحكام من النصوص الدينية في ما يتعلق بحياة الناس وتنظيم شؤونهم، ذلك وأن عمر اشتهر بالكثير من المواقف التي غلب فيها مصلحة شعبية على النص المحكم وفق روح الشرع كما يذكر عنه أصحاب السير، مثل إسقاط حد السرقة في عام المجاعة وتنظيم الجند في الحروب وإسقاط سهم ”المؤلفة قلوبهم” من الزكاة، وصولاً إلى طريقته في تنصيب الخليفة من بعده. وعلى مستوى النص المكتوب فإن حبره الذي لم يسل بعد، ويتولاه الكاتب المتخصص في الشؤون الإسلامية وليد سيف قد يأخذ أشهراً طويله قبل اعتماده، خصوصاً وأن المراجعة الشرعية والتاريخية ستكون أولوية في كل مراحله، في حين أن المسلسل سيعتمد من جهة الممثلين بشكل كبير على كوادر عربية متنوعة من مختلف الدول العربية ولكن الممثلين السوريين سيحتلون الأغلبية لتمكنهم من هذا الجانب في سوابق كثيرة، إضافة إلى أن المخرج حاتم علي هو سوري الجنسية ويعرف كثيراً امكانات الكثير من مواطنيه.