قلل عبدالرحمن العبيدان، المشرف على إنتاج مسلسل «القعقاع بن عمرو التميمي» من أهمية الانتقادات والجدل حول تجسيد الصحابة، وتركيب الأصوات في المشاهد التي ظهر فيها الخلفاء الراشدون في حلقات المسلسل التاريخي الذي عرض في رمضان، وتناول مراحل هجرة الرسول وحياة الخلفاء الراشدين والفتنة الكبرى التي تلت مقتل الخليفة عثمان بن عفان. وقال العبيدان الذي كلف من المؤسسة القطرية للإعلام منتجة المسلسل، بإدارة الإنتاج في لقاء مع الإعلاميين في الدوحة «لم يظهر أي وجه من وجوه الصحابة (..) ولو لم يخرج العمل بالصيغة التي خرج بها في تجسيد الصحابة، فإننا سندخل في القيل والقال وليس في العمل الدرامي، ومن تكلم عن تجسيد الصحابة تكلم عن أمور ليست مفصلية بالنسبة للعمل» . وأكد «لو لم نفعل ذلك، كان الأجدى أن يكون العمل توثيقيا وليس دراميا». ورفض العبيدان ما أثير من انتقادات أيضا للنص الدرامي، مؤكدا أن حلقات العمل الثماني التي تناولت الفتنة، حظيت بإشادة كبيرة. وأوضح «النص أجيز من قبل مشايخ وعلماء وكتابة النص ومراجعته استغرقت ثمانية شهور وهي مدة طويلة جدا في حين استمر التصوير سته عشر شهرا». وقالت الجهة المنتجة أن العمل عرض على لجنة علمية مكونة من الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ يوسف العودة والدكتور أحمد الريسوني والدكتور أكرم ضياء العمري والدكتور علي الصلابي. ولم تظهر وجوه من لعبوا أدوار الصحابة والخلفاء الراشدين الأربعة، ومع ذلك فقد آثار العمل انتقادات كبيرة من قبل رجال دين رفضوا حتى عملية التمثيل الجزئية للصحابة. وكان مخرج العمل السوري المثنى محمد صبح، علق على مسألة التجسيد «أنا لم أجسد أي صحابي من خيالي، وأنا لست رجل دين للقيام بهذا، وأنا عندما قدمت الصحابة والخلفاء الراشدين بهذه الطريقة حصلت على موافقة رجال الدين بعدما اتفقوا على أن ذلك لا يسيء لمظهر خلفاء الرسول». وعرض المسلسل التاريخي «القعقاع بن عمرو التميمي» على تلفزيون قطر وقناة «أم بي سي» وعدد آخر من القنوات العربية منها تلفزيون القدس والجزائر واليمن وليبيا. وأكد العبيدان وجود خطة لتوزيع المسلسل على عدد من القنوات الفضائية العربية، كما كشف المشرف على إنتاج العمل عن وجود مشروع ترجمة للمسلسل لتسويقه في الخارج. وشدد على «صعوبة العمل في المعارك الكبرى التي تضمنها المسلسل مثل معركة القادسية ضدالفرس ومعركة اليرموك ضد الروم، حيث جسدت المعارك بأكثر من ألفي كومبارس بالإضافة إلى استخدام التقنيات»، وقال العبيدان «مشاهد الحبكة الدرامية صورت في سوريا، حيث بنيت قرى خاصة بالمسلسل وكما تم تصوير معارك في المغرب. لكن المعركة التي تضمنت وجود الفيلة وهي معركة القادسية تطلب تصويرها في الهند وانتقال كامل كادر المسلسل إلى هناك وذلك لارتفاع تكاليف نقل الفيلة المدربة». وأنتج تلفزيون قطر التابع للمؤسسة القطرية للاعلام الكثير من الأعمال التاريخية التي عرضت مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي ومنها «الحجاج بن يوسف الثقفي» و«أبي جعفر المنصور» و«آخر أيام اليمامة»، وصولا إلى «القعقاع بن عمرو التميمي». إظهار «وجه» شخصية عمر بن الخطاب في أول عمل درامي في رمضان القادم في ذات السياق تعتزم الدراما السورية إنتاجَ أول مسلسل تاريخي ضخم يتناول سيرة الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه؛ سيعرض خلال موسم رمضان المقبل. وحتى الآن لم يتحدد بشكل نهائي الممثل الذي سيجسد لأول مرة شخصية ثاني الخلفاء الراشدين على الشاشة الصغيرة؛ حيث سيعتمد المسلسل إظهار وجه الشخصية المركزية في العمل الدرامي التاريخي بعد أن حصل القائمون على العمل على فتاوى تجيز ذلك من أكثر من مرجعية إسلامية. ومن المرجح أن تظهر شخصيات أخرى من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك في خطوة متقدمة على مستوى إنتاج مثل هذا النوع من أعمال السير التاريخية والدينية العربية. ومن المرجح أن يخرج المسلسل المخرج السوري حاتم علي، من خلال نص درامي كتبه وليد سيف في شراكة تتجدد بين الثنائي بعد عدة مسلسلات قدماها معا، وهي: «التغريبة الفلسطينية» و«صقر قريش» و«صلاح الدين الأيوبي». ولم يكشف حتى الآن عن الجهة المنتجة، أو بقية شخصيات المسلسل الذي لا يزال في طور الإعداد. وكان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قد رفض تجسيد شخصية ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب في مسلسل تلفزيوني، بعد طلب تقدم به اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري لحسم مصيره، وإبداء الرأي الشرعي. وقال الشيخ علي عبد الباقي -الأمين العام للمجمع- في تصريحات خاصة لmbc.net: إن القرار صدر بالإجماع؛ إذ إن ظهور الأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة على الشاشة حرام شرعا، وبالتالي فظهور شخصية عمر بن الخطاب في أيّ عمل مرئي ممنوع. وأكد عبد الباقي أن المجمع يرفض الأعمال الإيرانية التي تجسد الأنبياء والصحابة، وأنه يرى عرضها حراما، مشيرا إلى أن هناك عديدا من الفتاوى في العالم الإسلامي ترفض تجسيد الصحابة والأنبياء. رغم فتوي تحريمه .. «يوسف الصديق» يحظى بنسبة مشاهدة عالية جدير بالذكر أن الإعلام العربي شهد مؤخرا جدلا واسعا بسبب عرض مسلسلات إيرانية تظهر على التلفزيون وجوه شخصيات ذات قداسة لدى المسلمين، مثل شخصية النبي يوسف، وعيسى، عليهما السلام، وآخرين، إلا أن مبادرة العديد من القنوات الفضائية بشراء حقوق بث هذه المسلسلات مثل قناة «نسمة » وميلودي».. قد أكسبها متابعة جماهيرية كبيرة، حيث استطاعت قناة «ميلودي»، مثلا، أن تحصل على لقب أكثر القنوات المثيرة للجدل بجدارة منذ بدء بثها على القمر الصناعي النايل سات فبعد أن كان الجدل مثار حولها فيما يخص نوعية الإعلانات التي تقدمها ترويجا للأعمال الفنية التي تعرضها بشكل حصري،وجدت قنوات ميلودي جانباً آخر يميزها في الإثارة يتمثل في عرض أعمال فنية تتناول حياة الأنبياء وأحدثها المسلسل الإيراني المدبلج للعربية «يوسف الصديق» . ويبدو أن قنوات ميلودي دراما ضربت بكافة التوصيات والفتاوى عرض الحائط حيث اصدر د. علي جمعه مفتي الجمهورية فتوي صريحة يحرم عرض ومشاهدة هذه الأعمال ، واتفق معه مجمع البحوث الإسلامية مؤكدا على تحريم ظهور الأنبياء والعشرة المبشّرين في الجنة من الصحابة وآل البيت والملائكة. وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن قناة «ميلودي» لم تستجب ومازالت تعرض المسلسل الذي بدأت حلقاته الأسبوع الماضي يومياً وقبلها قناة «نسمة» منذ رمضان، ويتناول المسلسل حياة سيدنا يوسف عليه السلام لمدة 45 حلقة ويتجسد فيه سيدنا يوسف ووالده سيدنا يعقوب عليهما السلام وكذلك وحي الله جبريل عليه السلام . والغريب أن المسلسل يجد حفاوة وترحيب كبير من قبل الجمهور، حيث حظي بنسبة مشاهدة عالية، خاصة وانه يتمتع بصورة نقية وملابس الشخصيات زاهية وديكور مميز وكذلك أسلوب مبسط في الدبلجة. ومالا يعرفه الكثير من الجمهور أن المسلسل ليس جديدا بل هو إنتاج احدي الشركات الإيرانية عام 2008 واستمرت فترة كتابته 4 سنوات وتم تصويره لمدة 9 سنوات، ويشارك في العمل عدد كبير من نجوم إيران حيث ظهر الفنان الشاب حسين جعفري في شخصية سيدنا يوسف في مرحلة صباه،والممثل مصطفى زماني بدوره في مرحلة الكبر، وقامت كتايون رياحي في دور زليخة الزوجة السابقة لعزيز مصر، والهام حميدي في دور زوجة سيدنا يوسف، وجعفر دهقان في دور بوتيفوار عزيز مصر . على الجانب المعاكس نجد أراء مؤيده لعرض المسلسل ومتابعته ومن ضمنها رأي المفكر الشيعي احمد راسم النفيس الذي تسأل لماذا كل هذا الهجوم على المسلسل خاصة وانه يقدم أنبياءنا في صورة مناسبة بدلا من أن يعرضها أعداء الإسلام في صورة غير مناسبة مؤكداً ان الإنتاج الإيراني غير ملزم بفتوي الأزهر في تحريم عرض أو إنتاج هذه النوعية من الأعمال الفنية.