متابعة منه لمجريات ثورتي مصر وتونس المجيدتين، وابتهاجا بانتصار الشعبين الأبيين على الاستبداد والطغيان، وتقديرا لبطولة الشعبين التونسي والمصري، واستخلاصا للعبر والدروس من هاتين الثورتين العظيمتين، فإن مجلس شباب حزب الأمة يعلن ما يلي: 1. تهنئته للشعبين التونسي والمصري بمناسبة نجاح ثورتيهما في الإطاحة بنظامي بنعلي ومبارك المستبدين؛ 2. تحيته العالية لهذا الصمود البطولي الذي أظهره شعب مصر وتونس حتى إزالة الطغيان؛ 3. تعازيه الحارة إلى أهالي شهداء هاتين الثورتين الذين نسأل الله أن يسكنهم فسيح جنانه مع النبيئين والصديقين وحسن أولئك رفيقا؛ 4. دعوته الحاكمين بالمغرب إلى الاعتبار الايجابي من هاتين الثورتين، وذلك بالمسارعة بإجراء إصلاحات ديمقراطية حقيقية تتمثل في : • الإعلان عن تبني خطوات نوعية في الإصلاحات الدستورية والسياسية، تنتهي بإقرار ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم، بما يضمن استقلالية البرلمان كمؤسسة تشريعية، ويضمن استقلالية الحكومة ويمنحها الإمكانيات الدستورية والقانونية والسياسية لتنفيذ برامجها واختياراتها، مع ما يتطلبه هذا الإجراء من إصلاح للقضاء وتمكينه من استقلاليته بكافة مقتضياتها؛ • إطلاق مجال الحريات (حرية التعبير والتنظيم وحرية الصحافة)، واجتثاث كل تلك الترسانة القانونية القمعية التي تقيد حرية التنظيم وتجرم حرية التعبير والصحافة وتنتهك مجال الحريات عموما؛ • إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين ومراجعة كل الأحكام المفتقدة لشروط الإنصاف والعدالة التي تمت تحت مسمى ” الحرب الدولية على الإرهاب”، وإقرار الضمانات والتشريعات القانونية التي تمنع أية عودة للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان؛ • القطع مع سياسة تفريخ الأحزاب وتفصيل الخارطة السياسية على مقاس الاستبداد، وإنهاء عملية “فبركة” الحزب الأغلبي الذي يستعمل وسائل الدولة في حروبه التي سببت و ستسبب الخراب في المشهد السياسي؛ • القطع مع اقتصاد الريع، وإنهاء آليات التحكم السلطوي على مجال الاستثمار، وإقرار المنافسة الاقتصادية الحرة والشريفة، دون إغفال ضرورة الحرص على البعد الاجتماعي والتضامني للاقتصاد؛ • تبني خطوات عملية واستعجالية في المجال الاجتماعي وذلك بإدماج المعطلين حاملي الشهادات ضمن أسلاك الوظيفية العمومية والقضاء على البطالة عموما، وسن سياسات اجتماعية وطنية تقضي بشكل بنيوي غير فولكلوري على الفوارق الاجتماعية والقضاء كذلك على الفوارق بين الجهات. إن نظرية الاستثناء التي يدعيها البعض حول بلادنا خاطئة، إذ المغرب ليس جزيرة معزولة عن العالم الخارجي، وهو غني بشبابه الذي يحلم ببلد جميل جمال الديمقراطية التي لا تضمنها إلا دولة الحق والقانون التي يعز فيها المواطن ويذل فيها المستبد والظالم والفاسد، غني بشبابه الذي هو اليوم أكثر تطلعا إلى تحقيق حلمه في الحرية والكرامة والعدالة والمساواة، غني بشبابه الذي هو اليوم على قدر كبير من الاستعداد للتفاعل الايجابي مع كل المشاريع الديمقراطية، قدر استعداده لمواجهة الاستبداد الذي ينشر الخراب والظلام. لأجل هذا الشباب ولأجل كرامة هذا الشعب المغربي، نداؤنا إلى المسئولين: سارعوا إلى إصلاح ديمقراطي يكون ضمانا لانتقال سلمي وهادئ نحو ضفة الديمقراطية. أحمد بوعشرين المشرف على المجلس الوطني لشباب حزب الأمة الرباط يوم الجمعة 7 ربيع الأول 1432 ه الموافق 11 فبراير 2011