قالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن تونس تستعد لقطع خطوات هامة على الطريق الصحيح بعد ثورتها التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي, وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي مساعدة هذا البلد حتى يصبح منارة للديمقراطية. وأشارت الصحيفة ذفي مقال للاقتصادي جوزيف ستيغليتز- إلى أن جميع الأنظار أصبحت الآن منصبة على هذه الدولة الصغيرة ذات العشرة ملايين ساكن والتي كان لثورتها صدى إقليمي وخاصة في مصر, لاستخلاص الدروس من هذه الهبة الشعبية والوقوف على مدى نجاح هؤلاء الشباب الذين أطاحوا بنظام مستبد في إرساء نظام ديمقراطي مستقر. ومضت الصحيفة تقول إن أول الدروس، التي يمكن استخلاصها مما حدث في تونس، هو أن تحقيق نمو اقتصادي مستقر لبلد ما لا يعتبر كافيا للحكومات لتجنب الهزات، خاصة أن تونس كانت تحقق نسبة نمو في حدود 5% على مدى العقدين الماضيين بما جعلها تصنف من أكبر الدول المستقرة اقتصاديا في المنطقة. وأضافت أنه يمكن أن نستخلص كذلك من الثورة التونسية أن اتباع إملاءات الأسواق المالية الدولية والحصول على تصنيفات جيدة لا يعني بالضرورة تحقيق نجاح في خلق فرص العمل وتحسين مستوى العيش لأغلب فئات المجتمع. وأكدت الصحيفة أن جميع الدراسات الاقتصادية تؤكد أن النجاح الاقتصادي الحقيقي للحكومات يكمن في اتباع سياسة تتميز بالعدالة الاجتماعية والقضاء على جميع أشكال الفساد. وأضافت أنه عندما تندر فرص العمل ويتم إسنادها وفق مقاييس سياسية, وعندما يقوم المسؤولون الحكوميون بتكديس الأموال، فإن ذلك سيولد حتما غضبا شعبيا كالذي حدث في تونس، ويمتد حاليا إلى بلدان أخرى في المنطقة بأسرها. وشدد المقال على أن بداية تونس نحو الديمقراطية تتميز بنقاط قوة ذعلى خلاف العديد من الدول- أبرزها الشعور بالانسجام الوطني الناجم عن الإطاحة بدكتاتور مكروه من الجميع, وهو ما يتطلب العمل على تعزيز هذا الشعور من خلال مزيد من الشفافية والتسامح والاندماج على الصعيدين السياسي والاقتصادي على حد سواء. وخلصت الصحيفة إلى أن تونس تستعد لبداية جيدة من خلال إصرار شعبها على تشكيل حكومة انتقالية, وتطوع التونسيين لخدمة وطنهم في هذا الظرف الحساس الذي تمر به بلادهم بما يشجع على أن تصبح تونس بالفعل منارة للديمقراطية, مضيفة أن المجتمع الدولي ذالذي طالما ساند الديكتاتوريات بدعوى الحفاظ على الاستقرار- يتحمل مسؤولية مساعدة تونس خلال هذه الفترة.