أجمعت مختلف الشهادات التي استقيناها من عدة مدن مغربية حول ما يحدث في مصر ، أن الانتفاضة المتواصلة بأرض الكنانة نتيجة حتمية لسنوات من القهر والظلم ومصادرة الحريات وخنق الرأي الآخر ، بالإضافة إلى انسداد الآفاق أمام الشباب ، والمتعلم منه على الخصوص . وتؤكد هذه الشهادات أن ما يحدث في مصر ، يحظى باهتمام مختلف الشرائح المغربية بالنظر إلى أن للمغاربة ارتباطا وثيقا بالشقيقة الكبرى ، حيث نهل المغاربة من معين الثقافة والفن المصري وأصبح كل ما يحدث في مصر شأنا مغربيا بشكل أو بآخر... بني ملال المصطفى خامة (51 سنة موظف بالجماعة بحد البرادية ) : احتجاجات الشعبين التونسي و المصري ظاهرة صحية تؤشر على أن الشعوب التي تئن تحت القمع قد نفد صبرها . يجب أن تستمر احتجاجات الشعب المصري إلى غاية إسقاط النظام السابق ، احتجاجات سلمية بدون نهب و سلب للممتلكات . أكيد أن الشعب المصري سيرغم مبارك على الرحيل ، و يجب أن يفكر السياسيون و النزهاء في مصر في طريقة الخروج من حالة الفراغ السياسي لتفادي الفوضى و التسيب. ما يقع حاليا في مصر و تونس هو درس للمسؤولين في الغرب الذين يساندون الزعماء المستبدين و يحمونهم . و على الغرب أن يعي بأن الشعوب العربية قد ذاقت درعا بذلك و يجب مساعدتها لكي تختار حكامها بطريقة ديمقراطية. - محمد كردة (45 سنة تقني بمحطة البث الإذاعي و التلفزي بتازركونت بأفورار): المؤسف هو سقوط ضحايا في هذه الإحتجاجات، سواء بتونس أو بمصر . مواصلة الاحتجاج بالنسبة للشعب المصري تتغيا الوصول إلى إسقاط النظام الحالي، لأن هذا الخيار أصبح حتميا بعد سقوط قتلى وجرحى و كذا نهب و سلب للممتلكات التي يجب على المحتجين أن يتفادوه حتى لا تكن ذريعة لتدخل الجيوش و قوى السلطة لردعهم. بعد سقوط النظام، على الجميع الدخول في الحوار السلمي لبناء عهد جديد ، و التمسك بالديمقراطية كنهج وحيد لاختيار الحكام الجدد. عبد العزيز توفيق (34 سنة صاحب مقهى ثورة محمودة لإزالة الظلم على الشعبين التونسي و المصري. مواصلة الإحتجاجات بالنسبة للمصريين تستهدف الإطاحة بالنظام ثم تطبيق الديمقراطية لإنتخاب حاكمين جدد، مع القطع مع الزعامة الدائمة . على الحكومات في الدول العربية ، أن تستفيد من هذه الأحداث لإنصاف شعوبها و العمل على توسيع الحريات و حقوق الإنسان. أحمد وردي (48 سنة بنّاء ببني ملال) : الشعوب ضاقت مايقع في مصر و تونس شيء عادي بالنسبة لي ، لأن الشعوب ضاقت من الفقر و قمع الحريات . العديد من المواطنين ليس لهم ما يسدون به رمق أبنائهم و كذا التعبير عن ذلك . على المحتجين تفادي النهب و السلب لإخوانهم المواطنين .بالنسبة للمغرب، فإن الحريات الأساسية موجودة و لا يعاني المغربي من الفقر بشكل كبير. أكادير عبد الكريم مدون استاذ جامعي بكلية الاداب وطالب سابق بمصر. إن ما يحدث في مصر شيء طبيعي بالنظر إلى المكانة التي تحتلها مصر ضمن منظومة العالم العربي في جميع المجالات، وهي تؤكد اليوم عن طريق جيل آخر من أبناء شعبها أنها عائدة للريادة الشعبية التي استطاعت أن تقول لا انطلاقا من وعي دفين استمر لسنوات ،متحملا لكل الضغوطات من أجل وطن قد يكون عادلا وديموقراطيا يوما وهو ما لم يحصل، فقد غابت الأحزاب المؤطرة وبرزت غطرسة الحزب الحاكم الذي تمنى الجميع رحيله ولو في صمت، وهو حلم يتحقق اليوم بفضل جيل جديد راكم المشاكل منذ عقود. لقد عشت في مصر بحكم دراستي مدة خمس سنوات منذ 1984 وكتبت عن تاريخ مصر وعن زعاماتها الكاريزمية التي تحولت اليوم من الفرد نحو الجماعة، تعرفت عن قرب على مثقفيها ومفكريها الذين ما استساغوا يوما الوضعية السياسية والاقتصادية التي كانت تعرفها مصر خلال الثمانينيات. لقد واكبت عن قرب التطورات الاجتماعية والقهر الذي كان يعيشه المجتمع المصري، عشت لحظات الانتفاضات الطلابية وانتفاضة الشارع المصري وعشت حظر التجول وغلاء المعيشة واستنتجت وأنا طالب أن هذا الشعب بقدر ما هو يحب بلده بقدر ما هو مستعد للتضحية من أجل الحرية والكرامة. عدت إلى مصر بحكم مشاركاتي في ندوات الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بشكل منتظم سنوات 2001 و2002 و2003 و2007 وكان آخرها أبريل 2010 وفي كل سنة كنت ألاحظ عن كثب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها مصر، شاهدت أكواخ المصريين وسكناهم داخل المقابر، لاحظت الفوارق الاجتماعية الفاحشة، جالست مفكريهم ومثقفيهم من خلال الصالونات الأدبية وتجمعات جمعية كفاية. الكل كان متفقا على فساد كل شيء في مصر، فساد الأحزاب والسلطة. لقد كان لي حظ التلمذة على يد أستاذ قدير الأستاذ الدكتور المرحوم رؤوف عباس حامد وهو من كتب سيرة ذاتية أحدثت ضجة في مصر سماها «مشيناها خطى» وقد كانت له الجرأة لفضح ما يجري في مصر وقد كان من الذين يقولون لا للنظام، وهو ما يقوله اليوم الشارع المصري، إن ما يقع اليوم في مصر ليس وليد الصدفة وغير مرتبط بما يجري في تونس إنه تراكم استمر لعقد من الزمن، إنها صرخة ضد الحرمان والقهر، إنه رفض للحزب الواحد الذي أصبح يسيطر على كل شيء في مصر، إنه البحث عن الأمان والعدل والمساواة . لقد عرفت الشعب المصري عن قرب، عرفت صبره ووطنيته لكن كذلك عرفت قوته ووعيه وغضبه الذي يعبر عنه اليوم من خلال انتفاضة ضد الاستبداد وضد طبائعه كما قال عبد الرحمان الكواكبي وأنا متيقن أن الشعب المصري سينتصر لأنه يحب مصر . انتفاضة شعبية ضد الظلم والإذلال - رشيد يحياوي ( كاتب مقيم سابقا بالقاهرة) ما يمكنني قوله الآن بخصوص انتفاضة الشعب المصري ضد نظام حسني مبارك، هو ما كنت توقعت أسبابه في يوميات كتبتها حينها، أي قبل ربع قرن، أيام إقامتي بالقاهرة التي امتدت لسنوات. ومن يقرأ هذه المقتطفات من اليوميات يدرك إلى أي حد تحمل الشعب المصري ضائقة العيش والإذلال اللذين مارسهما عليه النظام الحالي، وتحديدا منذ بدايات الثمانينات حين شرع النظام المصري في نهج سياسة الانفتاح الاقتصادي. وهي السياسة التي باعت ما بناه المصريون بعرق جبينهم ولم تعطهم مقابله سوى الأوهام بكون الرخاء الاقتصادي في انتظارهم. ولم يكن المستفيد من العملية سوى طبقة من رجال الأعمال والسياسيين الفاسدين الدائرين في فلك النظام وحاشيته. غير أن شعب مصر العظيم الذي هزم إسرائيل وصبر على الفقر والظلم واغتصاب الحقوق الاقتصادية والسياسية، أظهر أنه لم يعد مستعدا للعيش بأوهام يتشدق بها النظام في سلسلة أكاذيب بينما الواقع لم يزدد سوى سوءا، بحيث تعمقت الهوة بين فئة قليلة تستحوذ على خيرات البلاد وبين أغلبية محرومة كليا حتى من أبسط حقوق العيش الكريم. لقد أظهر شعب مصر أن كرامته فوق كل اعتبار، وأن وطنه مصر في حاجة لنظام سياسي ديمقراطي عادل اجتماعيا واقتصاديا، يستجيب لحقوق 80 مليون مصري غالبيتهم العظمى من الفقراء ومهضومي الحقوق. وهذا ليس ببعيد عن شعب له من قوة الإرادة ما يحقق به هذا الهدف. - عبدالله كَغير ( رئيس مصلحة ببلدية أكَادير،باحث في علم الإجتماع) يجب أن نكون صرحاء،ما يقع حاليا في مصر،وما وقع منذ أسابيع في تونس،لم يكن ليفاجأنا كثيرا. كل ما وقع وما سيقع لاحقا يعتبر بمثابة تحصيل حاصل، لأن كل الأنظمة التي أسستها الإنقلابات العسكرية والتوريث..مصيرها السقوط كما حدث لدول أمريكا اللاتينية، فالمسألة إذن هي مسألة وقت فقط لإزالة تلك الأنظمة الديكتارتورية. وما يقع بمصر كان بالإمكان تفاديه لوأن الحكام استجابوا لمطالب الشعب التي هي مطالب مشروعة بما في ذلك المطالبة بتطبيق التناوب على الحكم عبرمؤسسات منتخبة بشكل ديمقراطي سليم، مع كل ما يمكن أن ينتج عن ذلك من وضعية اقتصادية واجتماعية. إذن في البداية والنهاية يبقى ترسيخ أسس الديمقراطية الحقة هوالبديل الوحيد للخروج من هذا النفق الذي وضع فيه هؤلاء الحكام أنفسهم. مراكش زكية 28 موظفة بمراكش: على الشعب المصري أن يظل صامدا إلى أن يحقق مطالبه العادلة، مثلما على الرئيس حسني مبارك أن يفهم أن الشعب قد قال كلمته و يجب أن يمتثل لها . فهذا الرئيس جثم على أنفاس المصريين ثلاثين سنة، ومع ذلك مازال مصرا على الاستمرار. الناس يعيشون في فقر مدقع و يعانون القمع. على الرئيس أن يعلم أن زمن الدكتاتوريات قد آن زواله وأن الوقت حان ليحقق الشعب المصري أمله في التحرر . محمد 20 سنة طالب بكلية الحقوق كنت أتمنى أن يتخلى الرئيس حسني مبارك عن الحكم عوض أن يتمادى في تلطيخ يده بدماء المصريين. مع الأسف مرض التمسك بكرسي الحكم أصابه فجعله يصادر إرادة الشعب لثلاثين سنة تقوى خلالها الفساد و تعمقت فيها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وأصبح الفقر لازمة لاصقة بالمواطن المصري. أعتقد أن ريح الحرية بدأت تهب على العالم العربي والفاتحة كانت مع تونس ومصر، ولا أعتقد أنها ستتوقف عند هذا الحد. يوسف الحادمي 32 سنة فنان، باب الأمل يشرع في وجه الشعوب العربية التطورات التي عرفتها مصر في الشهور القليلة الأخيرة كانت كلها تشير إلى حدوث انتفاضة شعبية. فالمصريون ضاقوا ذرعا بنظام الرئيس مبارك الذي لم يعد مستساغا أن يستمر في الحكم إلى ما لا نهاية. الغريب أن الرئيس لم يستوعب أن الزمن الذي نحيا فيه اليوم هو زمن ديمقراطي ولا يمكن لأي قطر أن يحافظ على نفسه كاستثناء أو أن يمانع إزاء الإرادة الديمقراطية التي تتحرك كونيا. من حق الشعب أن يتنفس هواء الحرية والكرامة بعد عقود من السطو على آماله وحلمه في التحرر والعيش الكريم. أعتقد أن ثورة الياسمين بتونس قد ساهمت في تقوية الشعور العام المصري بأن بإمكان الشعب أن يحدث التغيير المنتظر بعد أن ظل يراكم خيباته من أداء النظام. الجميل في الحالتين المصرية والتونسية أن الشعب عاد مرة أخرى ليصبح الأداة الأساسية للتغيير بعد سنوات طويلة من اليأس. المصريون والتونسيون فتحوا من جديد باب الأمل أمام الشعوب العربية. آسفي - عبد المالك الشرفي : فاعل جمعوي بداية يمكن أن نطلق على عمليات الاحتجاج و المظاهرات التي تعرفها عدد من الأقطار العربية ب «ربيع الشعوب العربية» إسوة بما حدث في كل من» براغ سنة 1968» و» بيكين بساحة تيان إينمان سنة 1990»، و هي حركات احتجاجية في أصلها ذات طابع اجتماعي لكنها تحولت من مطالب اجتماعية صرفة إلى مطالب سياسية تطالب بإسقاط الأنظمة ذات الطابع العسكري القمعي و الذي أتبت التاريخ فشلها في تدبير الشأن الداخلي لبلدانها خاصة على مستوى التنمية البشرية. وإن كنت أثمن هذه الحركات و أساندها إلا أن ما يحز في القلب هو ما رأيناه سواء في تونس أو في مصر هو تحول هذه المسيرات السلمية إلى أعمال نهب و تخريب و قتل ،و هو ما يبين أن غياب التأطير الحزبي لهذه المظاهرات قد تكون له نتائج وخيمة على الشعب أولا قبل أن تؤثر على النظام. و يبقى الحل هو نهج الديمقراطية و حرية الرأي و النقد البناء و تقوية الأحزاب الوطنية التاريخية التي تؤمن بالديمقراطية وبالتداول على السلطة واحترام إرادة الشعب - عبدالحق ميفراني : شاعر وصحفي لا يمكن أن نقرأ ما يحدث في مصر، دون فهم سياقه السياسي. فبعد ثورة شباب تونس ضد نظامها الاستبدادي جاءت ثورة شباب مصر وبنفس الأسلوب. حركة احتجاجية قوية بشعار سياسي محدد «البحث عن نظام ديمقراطي بديل» حينها يمكن لتلك العناوين الاجتماعية أن تجد طريقها للتحقق. إذ ظل المطلب الاجتماعي محركا أوليا لمطلب سياسي أهم يمثل لحظة فاصلة في تاريخ الشعوب، والثورة لا يمكنها أن تكون، إلا إذا استطاعت أن تحقق مطلب التحرر.. فقانون الثورات يرفض الخنوع واحتكار السلطة والفساد والاستبداد، وقانون ثورات هذا الجيل الجديد من الشباب العربي يفوق الدروس السابقة. الثورة وأسئلة التغيير أمست اليوم تصدر من الفيسبوك لا من مقرات الأحزاب فقط.. عبدالرحيم اكريطي النائب الأول لرئيس فيدرالية الجمعيات و النائب الأول لرئيس منتدى الصحافة الجهوية دكالة عبدة بصراحة،أرى على أن الشعب المصري قد عانى الويلات في الفترة السابقة، ماجعل ثورته قاسية ضد النظام الحاكم، ومن خلال ما وقع في تونس الشقيقة وما يجري في الوقت الراهن بمصر أرى إن هذه التظاهرات والاحتجاجات القوية للشعب المصري ما هي إلا رسالة موجهة بشكل مباشر إلى بعض الحكام العرب الديكتاتوريين الذين كانوا سببا في الوضع المتأزم لبلدانهم ولشعبهم، والذين اغتنوا على حساب شعوبهم وراكموا أموالا طائلة . تطوان يوسف خليل السباعي (إعلامي) ما يقع في تونس ومصر نتيجة الاستبداد والديكتاتورية وتفشي الفساد في هاته البلدان. وكمواطن عربي، لا يمكن إلا أن أكون مع صوت الجماهير المطالبة بالتغيير وتداول السلطة في البلدان المغيبة فيها الديمقراطية. مصطفى الفخار (حلاق) أحداث تونس ومصر تؤكد أن البلدان التي تغيب فيها الديمقراطية الحقيقية آيلة للزوال. والحمد لله في المغرب نحن في منأى من هاته الأحداث، لا لشيء سوى أن رياح الديمقراطية تأتينا من أوربا. محمد شقور (نادل) بعد زوال نظام بنعلي وما يعيشه نظام مبارك في مصر. الشعوب العربية تؤكد أنها قادرة على فرض مطالبها وإحداث التغيير المنشود نحو الديمقراطية، سيما في ظل أوضاع تتسم بالأزمات والتحولات السياسية.