اعتقل عبدالله السنوسي، احد اركان نظام معمر القذافي والملاحق من المحكمة الجنائية الدولية ليل الجمعة السبت في مطار نواكشوط بموريتانيا. وافادت مصادر امنية موريتانية ان اجهزة الامن الموريتانية اعتقلت رئيس الاستخبارات العسكرية سابقا لدى وصوله من الدارالبيضاء في المغرب على متن رحلة جوية عادية موضحة انه كان يسافر “بجواز سفر مالي مزور”. ونشرت وكالة الأنباء الرسمية المغربية الخبر بدون الإشارة إلى أنه كان يوجد في المغرب، مكتفية بالإشارة إلى الرجل البالغ من العمر 62 سنة، صدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية. من جهة أخرى قالت مصادر أمنية موريتانية لوكلة فرانس بريس، إنه تم اقتياد السنوسي الى مقر امن الدولة في نواكشوط، ولم يتبين ما الذي تنوي الحكومة الموريتانية ان تفعله به وهل ستسلمه الى مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. فيما طالبت ليبيا وفرنسا بتسليمه لهما. وافاد بيان من الرئاسة الفرنسية ان “مذكرة توقيف دولية صدرت بحق عبد الله السنوسي بعدما دانته محكمة فرنسية غيابيا بالسجن مدى الحياة في التاسع عشر من سبتمبر 1999 لدوره في اعتداء العاشر من سبتمبر 1989 على طائرة كانت تقوم برحلة يوتا 772، والذي اسفر عن مقتل 170 راكبا منهم 54 فرنسيا”. وقاد العقيد عبد الله السنوسي (62 عاما)، صهر معمر القذافي ومن المخلصين له لمدة طويلة جهاز الاستخبارات العسكرية في ليبيا الذي تعتبره المحكمة الجنائية الدولية “احد اقوى الاجهزة واكثرها فاعلية بين اجهزة القمع في النظام”. وقد اكدت مصادر امنية في النيجر ومالي في اكتوبر 2011 ان عبد الله السنوسي، الذي اختفى منذ سقوط طرابلس في غشت 2011، انتقل الى النيجر ثم مالي مع عدد من رجاله. وبعد شهر من ذلك اعلن النظام الليبي الجديد اعتقاله في منطقة سبها جنوب ليبيا لكن لم تبث له اي صورة من حينها. وقد اصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحق السنوسي مذكرة توقيف في السابع والعشرين من يونيو اكدت فيها انه “من خلال نظام الدولة الليبية وقوات الامن الليبية” ارتكب السنوسي “جرائم ومطاردة بحق مدنيين تشكل تهمة جريمة ضد الانسانية” منذ اندلاع الثورة الليبية منتصف فبراير 2011 وخصوصا في طرابلس وبنغازي ومصراتة. وقالت المحكمة الجنائية في مذكرة التوقيف “هناك اسباب معقولة تدفع الى الاعتقاد انه من 15 فبراير 2011 حتى 20 فبراير 2011 على الأقل وخصوصا في بنغازي، تعرض المدنيون لأعمال غير انسانية ارتكبتها قوات الامن بقيادة عبدالله السنوسي”. كما اتهم السنوسي بالتورط في مذبحة سجن ابو سليم في طرابلس حيث كان يعتقل العديد من السجناء السياسيين وحيث قتل اكثر من الف منهم بالرصاص سنة 1996. كيف دخل السنوسي إلى المغرب؟ ويطرح اعتقال السنوسي، في حالة ما إذا تأكد أنه كان يقيم في المغرب الكثير من الأسئلة حول طريقة دخوله إلى المغرب وإقامته فيه والمدة التي أقامها فيه. وكانت صحيفة ليبية هي “برنيق”، قد كشفت أن مجموعة من المطلوبين لدى السلطات الليبية يوجدون بالأراضي المغربية. وذكر الموقع الالكتروني للصحيفة أن مجموعة من كبار المسؤولين الأمنيين في نظام العقيد القذافي يوجدون في المغرب، ومن بينهم من مازالوا يصدرون أوامرهم الهاتفية للقيام بعمليات تخريبة في ليبيا على حد ما جاء في نفس الموقع. أسلحة بسفارة ليبيا في الرباط وكانت مصادر إعلامية قد كشفت في وقت سابق عن أن السلطات الليبية عثرت مؤخرا على كمية من المتفجرات والأسلحة داخل مقر سفارة ليبيا في العاصمة المغربية الرباط، مؤكدة العثور أيضا على سيارة من نوع (بي أم دبليو) مفخخة أمام مبنى السفارة. وذكر في وقت سابق أن التحقيقات الأولية كشفت عن أن هذه التحركات كان القصد من ورائها اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، موضحا أن العناصر التي كانت مكلفة بهذه العملية قادمة من دولة موريتانيا.