.. لا يسمع غير وهم وضلال .. يدفعه لطرق باب الغرباء .. متمتما بعبارات بلهاء .. أزيك ياباشا من فضلك كوب ماء .... آسف علي أزعاجك .. أخوك عادل سليمان .. وهو يتجول في طرقات المنزل .. بحركة نصف دائرية ؟ نظراته مريبة .. تزيد من الشكوك له .. لكنه الخجل من رد عابر سبيل ! ثم يبدأ حواره المنمق .. بالجلوس مبحلقا في وجه المار والعابر .. كأنه وثيق الصلة بمن في الدار ! يبدو لزقه تأمينية .. منفرة للآخر .. الذي يستشاط غضبا .. وهو يوجه له نظرات نارية .. تنتهي غالبا بطرده ؟ غير مباليا .. أطرش ..ساقع .. متطفل من العيار الثقيل .. علي خلق الله .. ليصيح بتنهيدة ناشازية .. ياباشا من فضلك دقيقة .. اسمعني .. لا تفهمني غلط .. أرجوك جرب تعرف مقصدي .. عايز أخدمك .. بالذمة ده كلام ؟ الحياة أخذ وعطا ! فلامجيب غير دفع الباب بحدة .. في وجهه عدة مرات متتالية ؟ العجيب أن سحنته تجمع ما بين ملمح ثعباني يحتضر.... وآخر شيطاني له أنف مفلطح .. ويزيد من نفوره رائحته النتنة ,, صيفا وشتاء ا ..كصوته الشكماني .. وانحناءة ظهره التي تبدو كهفيه الشكل والمعني ؟ حتي وهو يرتشف من كوب الماء.. يزبد رغاوي صابونية .. مقززة . وهو يتمتم بعبارات غير مفهومة .. واضعا ساق علي ساق .. في بلادة محتال ؟ لتلعب الصدف دورها .. مع الآخر .. الذي طرق عادل سليمان باب منزله .. ذات صباح رطب .. كعادته .. ليطلب هذه المرة خدمة من العيار الثقيل .. .. كتاب ألف ليلة وليلة .. فيبدو أنه عرف بخبرته .. كطواف .. أن قاصده .. أديبا معروفا .. مرموق الشآن .. ذائع الصيت .؟ ليقوده خياله المريض .. وعقله الباطن .. أن ذلك يعني سهولة التعامل معه .. التمتع بأبتزازه ..ربما لحس الأدباء المرهف ..ذوقهم الذائد.. ثقافتهم المنهجية ..وبالتالي يألون علي أنفسهم كثيرا ..أمام حماقات وعبث .. من هم علي شاكلة عادل سليمان .. فهو أحيانا يلبس ثوب أديب ؟ ومرة قديس ؟ وثالثة طبيب ؟ ورابعة ساحر؟ كثيرا ماتحدث عادل سليمان .. بلغة شكمانية ... عن المبادئ السماوية..فلسفة شكسبير... لمن يقصدهم .. بلا أدني شعور برفضه ؟ هو لا يعرف غير مكر الأغبياء .. لكي يرتشف كوبا من الشاي مجانا .. يبحلق في وجه حرمة بشذوذ .. ولا مانع من السعي للحصول .. علي وظيفة .. ليتسولها لغيره ... لكي ينال بضعة جنيهات .. يدخرها لفك المربوط ..وشراء لفات البانجو ؟ وكلماته يخرج منها رزاز مائي .. كأنه السيل المتقطع ..يملأ وجه أديب ألف ليلة وليلة ..بكل وقاحة جاهل .... يتطاير يمينا .. ويسارا ..صائحا .. كله ثواب ياباشا ..ثم يدعي له بدهاء الأبله ؟ قدرته الهائلة علي تسخير الجن ؟ فك المربوط ! نقل الهرم الأكبر إلي صحراء الربع الخالي ! فك حصار غزة ! فيضيق الأديب به زرعا .. وبمكر .. يفتح له جزءا .. من نافذة الحديقة ليلا .. في الظلام الدامس .. لكي يحضر الجن .. ليشفي امرأته الشابة .. من حادث خيل ..تعرضت له منذ سنوات بعيدة .. هكذا أدعي له الأديب كبير الشآن والعقل ..أعطاه الأمل في الكشف عن مواهبة ؟ بل وعده بمكافأة سخية جدا ؟ وعادل سليمان يصر بعقله المريض ..علي قدرته الأسطورية .. بتحضير الجن السفلي .. وفي أي وقت ؟ ليلا؟ نهارا؟ كأنه يماطل الأديب بعبطه .. المنقوع في مقلب زبالة ؟ ليرد الأديب .. بكل ثقة .. كما يحلو لك .. اليوم بطوله لك ؟ تمر سحابة سوداء ..علي وجه عادل سليمان البائس ..ليزبد من رغاويه الصابونية علي الأرض .. ثم يبصق بحركة هستيرية ؟ وقبل أن يجيب .. بنعم ؟ لا ؟ سأله الأديب بهدوءه المعتاد ..وهو يداعب عالم زائف ؟ .. تعرف تجيب لصديقك .. الذي حدثتني بشأنه منذ قليل .. وظيفة ؟ طيب علتك يا سيد عادل ..لماذا لم تشفيها ؟ طيب بتنهيدة موسيقية .. تعالج رغاويك الصابونية ؟ ياشاطر لاتدعي أنك صديق لعالم خفي ؟ ثواني معدودة .. والشرطة تكبل يده ؟ لتسقط ألف ليلة وليلة .. من جيب بنطلونه ..الممزق من الخلف ؟ والأديب ينظر له بأبتسامة مشفقة ؟ مكتفيا بهذه العبارة .. إبقي حضر العفريت في السجن ؟ ليصرخ بصوته الشكماني .. كفي .. كفي .. لم أقصد ! كنت أداعبك ؟ كنت أداعبك ؟ حرمت ياباشا .. حرمت ياباشا .. حرمت ياباشا ! ليحمل الأديب .. كتابه ألف ليلة وليلة ..عائدا ألي مكتبته .. يقرأ رائعة أسمها القناع عبدالواحد محمد [email protected]