احتضنت قاعة العروض بالثانوية التأهيلية أبي يعقوب البادسي يوم السبت 14 يناير 2012 حفل تكريم للأستاذ عبد القادر لمكاري بمناسبة مغادرته لحجرات الدرس بعد أن أمضى سنوات من عمره في تدريس مادة اللغة الفرنسية بالمؤسسة المذكورة.وقد حضر الحفل،الذي انطلقت فعالياته حوالي الرابعة بعد الزوال،أعضاء الهيئة التربوية وعدد من أساتذة الثانوية وأصدقاء المحتفى به،إضافة إلى بنات وزوجة الأستاذ المكرم. الحفل تميز بإلقاء عدد من الكلمات بالمناسبة،بينها كلمة افتتاح ألقاها بالنيابة عن هيئة التدريس الأستاذ عزيز العلاوي،تلتها كلمة مدير الثانوية عبد الواحد بنقدور،وكلمة للسيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ألقاها نيابة عنه السيد أحمد بجبيج،وقد أجمعت كلها على الإشادة بخصال الأستاذ عبد القادر لمكاري الإنسانية وروح المرح التي يتصف بها وعلاقاته الجيدة مع وسطه المهني،فضلا عن ما تميز به مساره المهني من علامات المثابرة والاجتهاد،بدءا من عصامية تكوينه الذاتي والتجارب الحياتية والعملية التي تدرج فيها ،وليس انتهاءً بحفاظه على عادة القراءة والاغتراف من مختلف الأفاق الفكرية والفنية.ولعل الشريط،الذي قدمه الأستاذ عبد المجيد السخيري في ختام الحفل التكريمي،جاء يوثق بالصور والتعليق أهم المحطات التي أسهمت في تشكيل شخصية المحتفى به،ملقيا في الوقت نفسه الأضواء على ما لا يعرفه ربما الكثيرون عن شخصية الأستاذ عبد القادر لمكاري بخصوص التجارب الغنية التي خاضها منذ سن مبكر(الاشتغال بعدة مهنتجربته العمالية بمعمل السكر بمدينة زايو ،ومعمل زليجة للرصاص بوادير الحيمر وغيرها في سبعينات القرن الماضي)،وهي التجارب التي بصمت شخصيته بالكثير من علامات القوة والانفتاح والقدرة على التواصل والتعايش مع الآخرين،وأكسبته الحس النقدي والجرأة في الرأي والموقف... كما أنها زودته بخبرات كان لها دور هام في تبلور اهتماماته الأدبية والفنية،واغتناء ذاكرته بمخزون سردي سيجد طريقه إلى النور في رواية ستصدر قريبا،هذا علاوة على انعكاس هذه التجارب برمتها وتقاطعاتها في متخليه الشعري.في مسار هذا الرجل حكايات كثيرة،وتجارب نقابية وحزبية من الزمن الصعب وسنوات "الرصاص" أثمرت شخصية جديرة بالمعاشرة،وجديرة أيضا بالاحتفاء والثناء المستحق،وقد توقف الشريط عند معظمها بما سمح به المقام. في كلمته القصيرة شكر الأستاذ عبد القادر الحضور من الأصدقاء والزملاء الذي شرفه بالتكريم،وكل الذين ساهموا في إعداد الحفل الجميل لتكريمه،من نساء ورجال الثانوية والأصدقاء،ودعا لهم بالسعادة وبالمزيد من العطاء والنجاح. وفي ختام الحفل تسلم الأستاذ المكرم هدايا بالمناسبة عربون محبة وتقدير من قبل زملاءه وأصدقاءه من المؤسسة وخارجها.بعد ذلك التئم الجميع في حفلة شاي،تخللتها كلمات لزملاء وزميلات ربطتهم علاقات خاصة بالمحتفى به أثنت على شخصه وخصاله الأخلاقية وشغفه بالأدب والشعر والقراءة.