نظمت ثانوية ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، يوم الأربعاء 14 شتنبر 2011 ، الذي يصادف عيد المدرسة من كل سنة، حفل تكريم لفائدة ثلاثة أطر تربوية من خيرة العاملين بها، والذين أحيلوا على التقاعد برسم سنة 2010، وهم السيدة نعيمة زوهري والسيدان صالح القاروني وعبد اللطيف الفضي. وخلال هذا الحفل، الذي نشطه السيد نور الدين الصوفي، أستاذ اللغة العربية بهذه المؤسسة، ألقى السيد الحافظ سجود، مدير الثانوية كلمة بالمناسبة قال فيها إن السعي إلى تكريم شخصية فكرية تربوية وهي في كامل عطائها وعافيتها، معناه أن نبتعد، شيئا فشيئا، عما كان سائدا من أعمال التكريم التي تتم بعد الوفاة أو مع مرض عضال، معتبرا حفلات التكريم مظهرا من مظاهر الحضارة، وبرهانا على ما يشد الناس بعضهم إلى بعض، ويبقي على أواصر المحبة والأخوة والزمالة قائمة لا تلين ولا تتزعزع ولا تتصدع. وأوضح أن تكريم القيمات والقيمين بالمكتبات المدرسية سنة حسنة وفضيلة ومكرمة ينبغي الإشادة بها والتنويه بمن فكر في هذا الخلق النبيل، مضيفا أن مثل هؤلاء المخلصين يصعب علينا أن نودعهم، ويصعب علينا أن نتركهم للتقاعد، لأنهم معدن صقيل لا يصدأ، وطينة نادرة من تراب هذه الأرض، ومن عمقها الشعبي العظيم، كأنهم ولدوا لخدمة هذا الوطن، وخدمة العلم وخدمة الأجيال، ومؤكدا أن الصعوبة تزداد عندما يتعلق الأمر بأطر من خيرة أطر التربية والتكوين مثل هؤلاء. وأبرز أن الإدارة تفقد الكثير عندما تفقد أبناءها من أمثال المتحدث عنهم إثر إحالتهم على التقاعد، مشيرا أنها باتت اليوم في حاجة إلى جيل جديد من رجال التربية والتكوين، لكن من هذه الطينة التي نتحدث عنها، طينة بنفس الروح، بنفس الأخلاق، بنفس القيم، وبنفس الحرص والتفاني والإخلاص. ومن جهتها، قدمت السيدة خديجة بنصفية، باسم جمعية آباء وأمهات وأولياء تلميذات وتلاميذ الثانوية، شهادة في حق المحتفى بهم، حيث قالت في حق الأستاذة زوهري إنها أحدثت ثورة حقيقية في المكتبة المدرسية، ذلك أنها قامت من تلقاء نفسها بإحداث جائزة للتلاميذ الأكثر ترددا على المكتبة. وبالنسبة للأستاذ القاروني، فهو شخص مهتم بعمله، ومن خلاله أشكر الزملاء الذين التحقوا للعمل معنا من الثانوية الإعدادية ابن الخطيب بمراكش. وبخصوص الأستاذ الفضي، فأقل ما يمكن أن يقال عنه هو أنه أستاذ كفء للغة الفرنسية. وبدوره، ألقى السيد محمد بلبياض، أستاذ التربية الإسلامية كلمة، باسم زملائه العاملين بالمؤسسة، هنأ فيها المحتفى بهم على انتهاء خدماتهم وإنهاء مشوارهم في سلك الوظيفة العمومية، وقيامهم بما أنيط بهم خير قيام، معتبرا إياهم من أولئك الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة مهنة التعليم، تلك المهنة العظيمة التي كانوا فيها مثالا للمربي المخلص، والناصح الصادق، ومثالا للموظف الشريف، وللعامل المتفاني في عمله بإخلاص. وأكد أنهم، رغم توديعهم أيام العمل، ستبقى أسماؤهم مطرزة ومنقوشة على جدران أهل العلم والتربية، مشيرا أنهم قد أسقوا الغرس، فأورقت الأشجار، وأينعت الثمار، وغدت مآثرهم نفيسة لا تعادلها قيمة مادية، ومبرزا أن ذكرهم سيبقى بين الأزقة والفصول كصندل بنيت عليه أسقف المؤسسة، فبات يظلها من الحرور، ويمنحها رائحة الزهور. عقب ذلك، قدم المحتفى بهم شهادات مؤثرة وصادقة حول مسارهم المهني الحافل بالعطاء والتضحية ونكران الذات، خدمة لقضايا التربية والتكوين على صعيد الوطن. وفي الختام، تم تقديم هدايا رمزية وشهادات تقديرية إلى المحتفى بهم تستبطن امتنانا وعرفانا وشكرا عميقا لهم. حضر هذا الحفل السيد عبد الله جوف، رجل تعليم من السنغال، رفقة زوجته، وهو من قدماء تلاميذ ثانوية ابن يوسف للتعليم الأصيل، والطاقم الإداري والتربوي لهذه المؤسسة، وبعض أقارب وأصدقاء المحتفى بهم، إضافة إلى عدد من نساء ورجال التعليم بمراكش.