بعد جدل طويل حول أطروحة دكتوراه أمين مشبال، و بعد حملة فيسبوكية عن سبب تأجيل المناقشة، تمت اليوم في كلية الآداب و العلوم الإنسانية بمارتيل تحت إشراف الدكتور محمد مشبال. "الخطابة السياسية السجلية لدى حزب العدالة والتنمية، تحديدا بشخص بنكيران" كان موضوع أطروحة الباحث، و كان من الضروري جدا الانفتاح على نوع الخطب الأخرى بما فيها البلاغي و الفلسفي و السياسي.. لأجل التوصل للإجابة عن سؤال مفاده "أين يمكن أن نصنف خطاب بنكيران داخل كل هذه الأنواع؟". "الأطروحة هذه، تدخل في سياق تنوع البحث العلمي و شموله بالكلية، لذلك فنحن دائما ما نتطلع للجديد و ليس إعادة هضم الأطروحات السابقة فحسب، و هذا كان من أحد الأسباب التي جعلتني أدخل مع الباحث في مغامرته" هكذا قال الدكتور محمد مشبال واصفا البحث بالمغارة لقلة المراجع نحوه، و لعدم التطرق إليه سابقا... و قد صرح لنا أمين مشبال أن اختياره للموضوع لم يكن وراءه أي موقف أو انتماء سياسي و خزبي، كل ما في الأمر أن طريقة الخطابة لدى بنكيران تشكل حالة استثنائية خولت له الفوز بالانتخابات و كسب ثقة الناس، هذا إضافة إلى الربيع العربي "إن صح التعبير" الذي برزت بسببه بعض التيارات الدينية.. كان عملا مختلفا عن سابقيه، إذ لم يقتصر على المراجع التقليدية المعهودة، و إنما انطلق من مقاطع الفيديو على اليوتيوب، ليمر إلى تحليل شعبوية بنكيران في خطابه، استنادً على بلاغة و بيان المتحدث و عفويته المقصودة في الكلام، و كذا سلاسة خطابه و أثرها على السامع الذي هو المواطن، فنوقشت الأطروحة أمام لجنة علمية مكونة من خمسة دكاترة، ليفضوا بعد ذلك إلى نتيجة واحدة هي "مشرف جدا، مع التوصية بالنشر".