استنكر محمد الأمين مشبال، إعلامي معتقل سياسي سابق إبان ما يسمى "سنوات الجمر والرصاص"، تأجيل موعد مناقشة أطروحته لنيل الدكتوراه "الخطاب السياسي السجالي لعبد الإله بنكيران"، التي كان مقررا أن تُناقش الجمعة المقبلة، دون تحديد أي تاريخ بديل، واصفا القرار بالحيف والظلم، والاستهتار بالجامعة المغربية. وقال محمد الأمين مشبال، في تصريح أدلى به لهسبريس، إن "لجنة علمية تضم خمسة دكاترة افتحصت الأطروحة، واعتبرت أنها تتوفر على الشروط التي تجعلها قابلة للمداولة"، مضيفا: "لكني فوجئت أمس الخميس بخبر تأجيل مناقشتها"، معتبرا ذلك مسا بحقوقه "كباحث وكمواطن عانى من الاضطهاد السياسي في شبابه، ويعاني من عقلية التعليمات في كهولته". وتابع المتحدث ذاته قائلا: "بعد تقاعدي منذ أربع سنوات، فكرت في تأليف كتاب عن خطاب حركات الإسلام السياسي المغربي، وتحديدا خطاب رئيس حزبه آنذاك، عبد الإله بنكيران، باعتباره ظاهرة فريدة في الخطابة السياسية في المغرب المعاصر، خاصة وأن لها ارتباطا وثيقا بمكونات الخطاب الشعبوي كما حدده باحثون مختصون، أمثال إرنيستو لالكلو، وجان فيرنر ميلر، وألكسندر دورنا، وباتريك شارودو". وزاد: "اقترح علي الدكتور محمد مشبال تسجيل أطروحة أستثمر فيها البلاغة الجديدة، ومفاهيم تحليل الخطاب، حتى تكون دراستي علمية، تحت إشراف الأستاذ المشرف، وهكذا تم تسجيلها في وحدة بحث البلاغة وتحليل الخطاب، وليس النص القديم"، مؤكدا أن "الأطروحة تندرج ضمن حقلي البلاغة وتحليل الخطاب، وليس في حقل الأدب". وأشار مشبال إلى أن "البلاغة التي استخدمتها تعني فن الإقناع بالوسائل الممكنة حسب الأحوال، كما عرفها أرسطو "، بحسب قوله، مضيفا أن "الذين يفهمون البلاغة على أنها الفصاحة والبيان والجمال فقط، فهم لا يعرفون تاريخ البلاغة ولا نظريتها". تجدر الإشارة إلى أن محمد الأمين مشبال معتقل سياسي سابق، حوكم بمعية 139 من رفاقه المنتمين لتنظيمات لينينية ماركسية خلال محاكمة الدارالبيضاء الشهيرة سنة 1977، وقضى 11 سنة خلف القضبان قبل الإفراج عنه بعفو ملكي. وللأمين مشبال رواية من أدب السجون بعنوان "أحلام الظلمة"، تحكي تجربته في المعتقل. وقد تابع مساره الدراسي بعد الإفراج عنه، حيث حصل على درجة الماستر في الترجمة من مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، وكان مقررا أن يناقش أطروحته لنيل الدكتوراه "الخطاب السياسي السجالي لعبد الإله بنكيران" الجمعة 27 دجنبر الجاري.