كشف عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، السبب الحقيقي وراء تأجيل مناقشة أطروحة دكتوراه حول الخطاب السياسي لرئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران. وأرجع عميد الكلية محمد الغاشي، في بيان توضيحي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، سبب تأجيل مناقشة هذه الأطروحة إلى ما أثارته من ردود أفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا تزامن موعد مناقشتها مع فترة الإمتحانات الخريفية. وقال العميد في بيانه: “بالنظر إلى ما أثاره عنوان الأطروحة من ردود أفعال غير مسؤولة ومجانبة للصواب على منصات التواصل الاجتماعي، وبالنظر أيضا لتزامن المناقشة مع فترة الإمتحانات التي ستنطلق بالكلية ابتداء من الأسبوع المقبل، فإن العمادة قررت تأجيل المناقشة إلى موعد سوف يعلن عنه لاحقا”. واعتبر عميد الكلية أن ما تم تداوله على منابر إعلامية من وجود تدخل لجهات عليا بوزارة التعليم لإلغاء مناقشة الأطروحة الجامعية المذكورة بتاريخ 27 دجنبر 2019، “غير صحيح وعار من الصحة”. يشار إلى أن أطروحة الدكتوراه المذكورة مسجلة بمركز الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، من إعداد الطالب الباحث محمد الأمين مشبال، تكوين البلاغة وتحليل الخطاب، في موضوع “بلاغة الخطاب السجالي عند عبد الإله ابن كيران”، تحت إشراف الدكتور محمد مشبال. وأثارت الأطروحة المذكورة الكثير من الجدل، خصوصا بعد أن تم رفض أطروحة في وقت سابق بجامعة ابن زهر بأكادير اقترن اسمها برئيس الحكومة السابق، عبد الإله ابن كيران. صاحب الدكتوراه الطالب الباحث محمد الأمين مشبال، كان قد كشف في تصريح لصحيفة “عربي 21” اللندنية، أن المناقشة “قد تم تأجيلها بشكل مفاجئ، وبتدخل من جهة عليا لم يعرف طبيعتها”، وفق تعبيره. وأوضح مشبال، أن “إدارة الجامعة أبلغته، أنها تلقت اتصالا من وزارة التعليم تطلب فيها تأجيل مناقشة الأطروحة من دون توضيح للأسباب الدافعة لذلك”، لافتا إلى أن حملة قوية على مواقع التواصل الاجتماعي قد انطلقت ضده تتهمه ب”محاباة” بنكيران والترويج لخطابه، وتقلل من أهمية بنكيران وترى أنه لا يصلح كموضوع أطروحة علمية. وأردف مشبال بالقول: “أنا يساري معروف، ومازلت ناشطا ضمن حزب الاتحاد الاشتراكي، ولم أغير قناعاتي ولم أصبح من أتباع بنكيران، ولكنني في إنجاز الأطروحة لم أكن أرتدي أي قبعة أيديولوجية، وإنما انطلقت من مناهج علمية لتحليل الخطاب السياسي لبنكيران”. وعلاقة بالموضوع، سبق للجنة مناقشة دكتوراه الدولة بإحدى كليات أكادير، أن رفضت مناقشة أطروحة تقدمت بها طالبة بعنوان "الأبعاد اللغوية في الخطاب السياسي لرئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران"، وقال المشرف عن اللجنة، إن القرار تم اتخاذه بعد المداولة، مع "التحفظ"عن إبداء السبب. وأفاد مصدر مطلع لجريدة "العمق"، أن الطالبة سبق أن تقدمت بطلب مناقشة أطروحتها للجنة، "وتم رفضه بعد الوقوف على عدد من الأخطاء أبرزت عدم جاهزية الطالبة للمناقشة"، مشيرا إلى أنه بعد مرور المدة الممنوحة من طرف اللجنة، أعادت الطالبة طلبها، ليتم تحديد موعد الاثنين 16 شتنبر الماضي بفضاء كلية الآداب والعلوم الانسانية. وبعد منافشة دامت أزيد من ثلاث ساعات، غاب فيها رأي ومداخلة المشرف على البحث، قررت اللجنة في سابقة بالكلية رفض منح الطالبة لقب "دكتوراة".