أثار رفض لجنة المناقشة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير أطروحة دكتوراه حول الخطاب السياسي لعبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا أن "الفيديو" الذي جرى تداوله لحظة إعلان رفض أطروحة الطالبة سهام السافير لم يفسر الأسباب التي دفعت لجنة المناقشة إلى رفض البحث الجامعي. وأوضح عبد الفتاح ناصر الإدريسي، أستاذ التعليم العالي رئيس لجنة المناقشة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر، أنه "بعد التداول في موضوع أطروحة الدكتوراه، تحت إشراف عميد الكلية، قررت اللجنة عدم منح الطالبة درجة الدكتوراه في الآداب". مصدر من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير استبعد وجود خلفية سياسية وراء رفض أطروحة دكتوراه الطالبة حول "الأبعاد اللغوية في الخطاب السياسي لعبد الإله بنكيران"، مشيرا إلى أن "مستوى بحث الطالبة لا يرقى إلى أطروحة دكتوراه". لكن لماذا قبل مركز الدكتوراه Langue et Communication بكلية الآداب بأكادير وصول البحث إلى مرحلة المناقشة حتى يتم إعلان رفض الأطروحة بشكل مفاجئ، وخلافا لما جرت عليه العادة في الجامعات المغربية، خصوصا أن الطالبة أمضت حوالي أربع سنوات في إعداد أطروحتها دون أن ينبهها أحد إلى ذلك؟ يتساءل عدد من الباحثين على مواقع التواصل الاجتماعي. أستاذ جامعي بالكلية ذاتها أوضح في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "اللجنة المشرفة سبق أن رفضت مضمون أطروحة الدكتوراه، وأعطت فرصة ثانية للطالبة لتصحح بعض الأمور، لكن وقع تفاهم بين المشرف على البحث وبين اللجنة ليمر البحث إلى مرحلة المناقشة". وخلال مرحلة المناقشة، تضيف مصادر هسبريس، "وقع توتر بين الأستاذ المشرف على بحث الطالبة وبين لجنة المناقشة حول الموضوع، ما أدى إلى انسحاب الأستاذ المشرف من المنصة، وهو ما رفضته اللجنة، لأنه لا يمكن أن تتم مناقشة بحث الدكتوراه بدون وجوده". العديد من التعليقات اعتبرت أن الطالبة الجامعية ذهبت ضحية صراع أكاديمي داخل لجنة المناقشة حول موضوع يبدو مثيرا للجدل. وقال طالب جامعي إن "الطالبة عليها أن تتوجه إلى العدالة لأنها ليست المسؤولة الوحيدة، فهناك الأستاذ المشرف وعميد الكلية والأساتذة المسؤولون في المختبر الذين قبلوا البحث منذ البداية". طالب جامعي آخر قال: "لا يعقل هذا الأمر. هل كانت الطالبة تحضر الدكتوراه بدون تأطير أو بدون مشرف عليها؟ المسؤولية يتحملها الأستاذ المشرف وكذلك عميد الكلية، باعتبار موضوع الدكتوراه يعرض عليهما". بينما اختار باحث جامعي أن يعلق ساخرا على الموضوع: "لعنة بنكيران تصيب الطالبة التي حضرت الدكتوراه في مقتل، كانت المسكينة تعتقد أن تحضيرها لأطروحة في موضوع "الأبعاد اللغوية في الخطاب السياسي لعبد الإله بنكيران" سيؤهلها لنيل دبلوم الدكتوراه بميزة مشرف جدا، مع توصية بالنشر، على اعتبار أنها أول من يمهد للدراسة الأكاديمية لخطاب عراب العدالة التنمية. لكن ربما جرت رياح السياسة المقيتة بما لا تشتهي سفينة الأستاذ المشرف".