بعد حالة من الهدنة في مختلف مناطق الريف، خلال الأسابيع الماضية، عادت الاحتجاجات من جديد يومه الأحد 18 مارس الجاري، في عدة مناطق بمنطقة الريف، تضامناً مع حراك جرادة. في بلدة تماسينت التابعة لاقليم الحسيمة، خرجت مسيرة احتجاجية عشية اليوم انطلقت من مركز تماسينت استجابة لنداء لجنة الحراك الشعبي بتماسينت. هذه المسيرة التي لم تَعلن عن وجهتها اللجنة المنظمة، استنفرت السلطات الأمنية بالإقليم، التي نزلت بثقلها عند مخرج البلدة، عبر خليط من القوات العمومية التي كانت على أهبة الاستعداد لمنع المسيرة من التقدم نحو مدينة امزورن. ورفع المتظاهرون شعارات تُطالب بحرية معتقلي حراك الريف وعموم المعتقلين السياسيين بالمغرب، وأخرى مَطلبية مُختلفة تهم المطالب الاجتماعية والاقتصادية لساكنة تماسينت ولعموم ساكنة المنطقة، اضافة إلى شعارات تُندّد بالمقاربة الأمنية التي تنهجها الدولة مع الاحتجاجات، وغيرها من الشعارات التي تنشد الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وزحفت المسيرة خارج مركز البلدة، قبل أن تتدخل القوات العمومية لمنع تقدمها عبر حاجز بشري مشكل من القوات المساعدة وقوات التدخل السريع التابعة للدرك الملكي، وأمام هذا الحاجز توقفت المسيرة ليتناول أحد نشطاء لجنة الحراك كلمة، ندد خلالها بالمقاربة الأمنية التي تواجه بها الدولة الحركات الاحتجاجية الشعبية بمختلف المدن المغربية، مُشددا على أن هده السياسية لن تفلح في وقف الاحتجاجات بل ستزيد من الاحتقان وتوتر الاوضاع. وغير بعيد عن تماسينت، خرج العشرات من المحتجين بمدينة امزورن مساء اليوم للمطالبة باطلاق سراح معتقلي الحراك، حيث انطلقت الشعارات الحراكية وسط الظلام من حي ايث موسى وعمر. هذا التحرك الاحتجاجي استنفر السلطات الأمنية بالمدينة، التي سخرت مختلف أجهزتها وعملت على مطادرة المحتجين، مع شن حملة تمشيطية في شوارع الأحياء، لازالت مستمرة لحدود اللحظة مسفرة عن اعتقال بعض الشبان وفق ما أوردته مصادر متطابقة. وفي مدينة الناظور تدخلت السلطات الأمنية عشية اليوم باستعمال القوة لتفريق ومنع وقفة احتجاجية، نضمها نشطاء الحراك وطلبة كلية سلوان بساحة التحرير، وقرب مقر الباشاوية، تضامنا مع ساكنة جرادة، وللمطالبة بالإفراج عن معتقلي "حراك الريف". وأسفر التدخل عن إصابة واحدة في صفوف المتظاهرين الذين طاردتهم القوات العمومية على طول شارع محمد الخامس وسط الناظو،و توقيف حوالي 3 نشطاء من المتظاهرين، قبل أن يتم إخلاء سبيلهم وفق مصادر اعلامية محلية.