يصدق المثل المغربي القائل "العداوة ثابتة والصواب كاين" على العلاقة التي تربط بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ورئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماس، فبين الطرفين تاريخ من الجدل والمناوشات، ترجع إلى فترة كان فيها بنشماش برلمانياً، وكانت مداخلاته لا تخلو من انتقادات حادة لبنكيران. خلال المنتدى البرلماني الدولي الثاني للعدالة الاجتماعية، الذي نظم يوم امس الاثنين بمجلس المستشارين، لم يكن متوقعاً أن يحضر بنكيران، لكنه حضر، رغم ما يضمره من انتقاد لحزب رئيس المجلس (حزب الأصالة والمعاصرة)، منذ أن فاز برئاسة الغرفة الثانية في سنة 2015. خلال هذا اللقاء، ألقى بنكيران كلمة مرتجلة، تحدث فيها عن حركة 20 فبراير التي انطلقت قبل 6 سنوات باحتجاجات كبيرة في المغرب، والتي كان حزب العدالة والتنمية قد رفض المشاركة فيها، وأورد في كلمته البيت الشعري المعروف للتونسي أبو القاسم الشابي "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر". جاء ذلك في سياق حديثه عن استمرار الاحتجاجات التي تشير، حسبه، إلى أن هناك اختلالات وعدم توزيع الثروة وموازين العدل وعدم الاستجابة للرغبات الطبيعية الموجودة في المجتمعات، هذه الأخيرة تلجأ للانتفاضات في كثير من الأحيان. وجاء في تعقيب بنشماس على كلام بنكيران قائلاً: "دون التقليل من الاحترام الواجب للشاعر أبو القاسم الشابي، نستطع أن ندخل بعض التعديل لنقول: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد لممثلي الشعب وللمتحدثين باسمه أن يبادروا إلى ابتكار وإيجاد حلول من خلال سياسات عمومية وتدابير عملية وتشريعات عصرية". هذا الأمر لم يرق عدداً من المستشارين البرلمانيين المنتمين لحزب العدالة والتنمية، وانتقدوا ما اعتبروه تحريفاً من طرف بنشماش للبيت الشعري المعروف، ووجدها البعض فرصة لتوجيه الانتقادات من جديد لحزب الأصالة والمعاصرة.