للموضوعية أقول أن محمد عابد الجابري الذي إنتقل إلى عفو الله ورحمته أحدث إضافة نوعية في بناء جملة من المواقف في موضوع نقد التراث العربي الإسلامي. وأعطت لالفكر الفلسفي مكانة رمزية قوية في الفكر العربي المعاصر. إلى هنا والأمر عادي جدا ،لكن الذي لم أفهمه ولن أتفهمه أن الأستاذ عابد الجابري في كتاباته يقحم ذاته وذات المغاربة في كيفية إعادة التفكير في إشكالية استيعاب الحداثة ضمن دائرة الصراع القائمة في الوطن وفي العالم، وكيفية حل إشكالية الموقف من التراث، في ظل تنامي الأطروحات الداعية إلى نوع من النصية الجديدة الرافضة للغرب، وكيفية إعادة بناء هذه الإشكاليات، في ضوء مستجدات الحاضر، الفكرية والتاريخية العامة. إن إقحام الذات أي الإيديولوجية في مجال العلم فإنه مناف للعلم بحكم التعريف.بغض النظر عن صحة هذه الذات فعابد الجابري يفلسف ويفكر بعقل عربي رغم أن ابن مدينة فكيك الأمازيغية يعلم علم اليقين أن سؤال الهوية والتراث العربي لن تنطبق على حالته، لذلك فهو فطن مبكرا لهذا الإشكال الشخصي،فقام بذبح كل ما يوحي إلى إمازيغيته وتقمص شخصية العربي المتحرر، إن إقحام الذات أي الإيديولوجية في مجال العلم فإنه مناف للعلم بحكم التعريف.بغض النظر عن هذه صحة هذه الذات فعابد الجابري يفلسف ويفكر بعقل عربي رغم أن ابن مدينة فكيك الأمازيغية يعلم علم اليقين أن سؤال الهوية والتراث العربي لن تنطبق على حالته، لذلك فهو فطن مبكرا لهذا الإشكال الشخصي،فقام بذبح كل ما يوحي إلى إمازيغيته وتقمص شخصية العربي المتحرر، إلى درجة إتهام ذاته في الماضي بالمعقدة عندما كانت أمازيغية طبعا وأصبحت الآن متحررة الإشكال أنه لم يقدم لنا تلك الوصفة السحرية التي تخرج منها من هويتك لتتقمص هوية رغما عن ذاتك وهويتك وهل ممكن علميا وطبيعيا ،فقدح الذات في الماضي لا يعني نكرانها فعابد الجابري أمازيغي رغما عن أنفه فهذا هو الهروب إلى الأمام، إن إقحام ذاته العربية الغير الصحيحة في علمه يجعل هذا العلم غير صحيح أصلا، وعندما تغلب الإيديولوجيا على العلم، فإن ذلك يحد من تطوره، مادامت الإيديولوجيا تعني، في معناها البسيط، "الذاتية"، سواء أكانت هذه الذاتية فردية أم جماعية، كما أن الأيديولوجيا درجات. . على العموم فهو يفكر لغيره وليس لأهله، بل الأدهى من ذلك رغم تحرره حسب قوله أي عندما أصبح عربيا نجده فيما بعده يشكك في هذه الحضارة وفي أحد أعمدتها ألا وهو القرآن، حيث تعرض الجابري في عام 2006 لهجوم عنيف لنشره مقالا بعنوان "ما قيل إنه رُفع أو سقط من القرآن"، وهي مقالة ساق فيها الجابري بعض الآيات القرآنية التي قالت عنها بعض كتب التراث إنها "قد تكون سقطت" ولم تُدرج في نص المصحف. وكان مما قاله في المقالة التي أثارت جدلا واسعا: "إن القرآن وقع به بعض التحريف وأن علماء السنة اعترفوا بذلك".فكيف أن أنبهر بشيء وأنا أشك فيه. أنا أترحم على عابد الجابري مثله مثل ما ترحمت على وفاة مايكل جاكسون أسدى خدمات فكرية للغير ، أما أهله فلحسن حظنا أننا نؤمن بهويتنا الأمازيغية ونتحرر بها وليس بغيرها