الريفيون ضد إقامة مشروع سياحي / سكني، الريف ضد تشييد كازينو وملاهي ليلية، الريف ضد الانفتاح وغير ذلك، من مستتبعات السياحة .. هذا ما يحاول لاعقو احذية المخزن إشاعته، مرفوقا ببعض التوصيفات من قبيل : الريفيون متزمتون، عنصريون، الى غير ذلك من مفردات "الزديح" المخزني . باعتبار ان العالم في تطور وتحول اجتماعي وثقافي مستمر ،و اعتبارا لكون المعطيات الطبيعية والثقافية والتاريخية كلها نقاط جذب سياحي ممتاز بالحسيمة ونواحيها ، واعتبارا أيضا ، لكون الامازيغ في أصلهم شعب متحرر، حر ، يحترم الجميع ويستقبل الجميع ، وهذا دليل على انه ليس شعبا محافظا أو متزمتا بالمرة ، فإن الريفيين ليسوا ضد اي مشروع يجلب نفعا على المنطقة ( تا مش ماكيهرب من دار العرس ) ،، ، فقط ، هم يعارضون إفتراس غابة تراثية ، لاقامة فنادق و جلب الخلييجين المعرفوفين بانعاشهم للسياحة الجنسية عالميا ، ولا أتصور ان الريفيين سيسكتون عن الامر ، وهذا حقهم دون مساومة ،، أما لو كان الامر يتعلق بانشاء مشروع سياحي نظيف ، دون إجهاز على ممتلكات الغير وافتراس غابة بكاملها ، فانهم سيرحبون بالمشروع ايما ترحاب ،،،،إذ انه ، قبل مشروع سواني كانت ، في نفس المنطقة قرية البحر الابيض المتوسط السياحية ، بكل جمالها واحترامها للمعايير البيئية ، ولا أحد من الريفيين عارض مشروع "كلوب ميد" بل تحسر جلهم على مغادرة هذه المؤسسة لمنطقتهم ، يحاول بعضهم إلصاق هذه التهمة الايديولوجية الناصبية المغرضة بالريفيين ( تهمة التزمت والعنصرية ) ، حيث سمعت وقرات كثيرا من معللات مغرضة ، تظهر الريفيين شعبا متزمتا يعارض مشاريع سياحية ، قد تكسر بنيته الثقافية ” المحافظة ” ... وهذه محاولة رد على الناقمين : ان الشعب الامازيغي ( ومنه الريفيين ) كان سباقا الى التحرر و اسقبال الاجنبي ، وتسييد المرأة و إيلائها إمرته في كثير من المحطات التاريخية ... وما مقولة المجتمع الريفي مجتمع محافظ إكسونوفوبي ، يكره الاجنبي لا تكريس عروبي ديني متعمد و متخلف ، أسهم في إشاعته مهندسو التدجين الاعلامي والبروباغاندا المؤدلجة ، منذ "خرافة طارق بن زياد" الى غاية اليوم ،و ذلك في سبيل تكريس توصيف عروبي للامازيغ كشعب بسيط خنوع إعتنق الاسلام ودافع عنه ، بل إمعانا في تكريس صورة تحيل على أن الامازيغ هم من قادوا حملات الاستيلاء على الاندلس باسم الاسلام ، والذود عن راية الدين ، والحفاظ على تقاليده وسماته المحافظة ومنظومته الاخلاقية ، وما هذا، منطقيا، الا نوع من ماكينة استلاب ، نجح فيها العرب وأظهروا ان الامازيغ اندمجوا في منظومتهم الدينية دون مقاومة ، وهذا الامر ( شعب محافظ ) لا يحق سوسيولوجيا وانتروبولوجيا وسيكولوجيا وسياسيا ومنطقيا ايضا ، علما ان هذا الامر/ التوصيف ، قد تأتى لهم بعدما تم طمس تاريخ الامازيغ الحقيقي ، ومقاومتهم للدين العربي ، و اخلاقيات العرب الصحراوية المنغلقة المتحجرة ، في أكثر من 70 حملة عسكرية ،( لنا في مقاومة الملكة الامازيغية : ديهيا خير دليل ) ، الريفيون معروفون بعنادهم ،( الضروري لاثبات الذات ) و حين تتجلى للرائي بعض من صور ” المحافظية ” فذلك في عمقه ما هو الامحاولة للحفاظ عن بنية ذهنية واخلاقية عميقة جدا مخزونة عبر اللاوعي الجمعي لكثير من تكثيفات المنظومة الثقافية الامازيغية الاصيلة ، وطبيعيا ، بفعل ، سيرورة التثاقف ، قد تبدو فيها سمات وتمظهرات دينية اسلامية ، بعدما تم تمزيغ كثير من أوجهها ، ودعكها في قوالب منسجمة مع البناء الذهني الامازيغي العام ، ولعل هذا الامر هو ما يجعلها تبدو في كثير من الاحيان تجليات متطرفة أو ” متزمتة “، ، الريفيون اندمجوا بسرعة فائقة في اروبا ، بعد تهجيرهم ، ومنطقة الريف مازالت متمنعة على المد الوهابي ، وهي المنطقة التي قال فيها عبد السلام ياسين : الريف يحتاج الى فتح اسلامي جديد ،،،كل هذه الأمور تبين ان قابلية الريفيين للتغيير و الانفتاح والتحرر قابلية مفتوحة على الدوام ،،، في الحقيقة هذه التوطئة أفردتها هنا، فقظ لتوضيح أن الريفيين لا يعارضون إقامة مشاريع سياحية ، ومنها مشروع سواني ، بل يعارضون ، جريمة تدمير غابة جميلة باشجارها وتنوعها البيئي ، لغرض بناء مشروع سكنى فاخر في معظمه ولن يعود بخير على المنظقة ، خصوصا بعدما بدأت تلوح في الافق تلاعبات الشركة المسؤولة عن المشروع ونيتها الاحتيالية ، بيئيا ليس الريفييون وحدهم من يعارض زبر واجتثاث غابة بكاملها ، بل اعتقد ان كل غيور وفي اي منطقة كان ، سيقف ضد هذا الاجرام ، وكذلك سيعتري الاستنكار ،أصغر جمعية بيئية مستقلة مناضلة ، إلى ” كرين بيس ” الرائدة في مجال الدفاع عن البيئة عالميا ، ” ( منظمة السلام الاخضر ).. مثلا ، إذا كان لا بد من تدمير غابة باكملها لتشيد مشروع ما مكانها ، لماذا لم يفكر المسؤولون ، في إجتثاث اشجارها بجذورها و إعادة غرسها من جديد في مكان آخر ؟؟؟ علما ان هذه العملية معمول بها في كثير من الدول ، وحتى الافريقية منها ، وهناك آليات خاصة بهذه العملية وفي المتناول ؟؟؟؟؟؟ وكيف لدولة تدهس حقوقنا ، أن تقنعنا بانها تروم مصلحتنا وخيرنا ؟؟؟ وكيف لنا أن نثق في شعاراتها ؟؟؟؟ و ما معنى أن تخصص لعالي الهمة ، ملحقة دائمة ، (SUITE) بفندق "الجسيمة باي" أو أليس هذا من باب : ” عين على المكان ” ؟؟؟ وكل هذا التسابق وهذه اللهفة أليست على علاقة مبيتة للسكن في أجمل خليج في العالم ، ؟؟؟ وليشرب الريفيون بحر سواني ،،، للاستئناس هذه مجموعة من اتفاقيات دولية حول حماية البيئة ، صادق عليها المغرب ، و مالو ما بغاش إحشم ؟؟؟؟ إتفاقيات دولية، منها اتفاقية كيوتو 1992، معاهدة برشلونة 1998، جنيب 1979، ريو ديجانيرو 1992، تدعو كلها الى حماية البئية وتأهيلها. و”الدولة المغربية” موقعة على أزيد من 60 إتفاقية بخصوص البيئة عامة وملزمة أمام المنتظم الدولي على إحترامهما.