تواصلت الأبحاث داخل مقر فرقة الشرطة القضائية بالناظور الخميس الماضي، في ملف «وحش الغابة» الملقب ب»بوليساريو» تحت إشراف عبد الحكيم العوفي، الوكيل العام لدى استئنافية المدينة، وظهرت معطيات جديدة، تزكي وصفه من قبل مصادر أمنية ب»أخطر المجرمين». وعلمت «الصباح» أن الوكيل العام أمر بتمديد فترة الحراسة النظرية للموقوف، لتعميق البحث معه وكشف كل العمليات الإجرامية التي نفذها منذ صدور أول مذكرة بحث في حقه في 2004، والمرتبطة على الخصوص بتكوين عصابة إجرامية وبالقتل العمد والاختطاف والاحتجاز والسرقة الموصوفة بالعنف واستعمال السلاح الناري وترويج المخدرات القوية. وأجرت عناصر الأمن إلى حدود ليلة الأربعاء الماضي بتتبع شخصي من والي أمن الجهة الشرقية عدة انتقالات مع الموقوف، بحثا عن مكان إخفائه للسلاح الناري، كما بوشرت عمليات تفتيش داخل مغارات وكهوف في مرتفع جبلي كان يتحصن به المتهم سالف الذكر لجمع المزيد من التفاصيل حول سجله الإجرامي. واستنادا إلى التحقيقات التي قامت بها فرقة الشرطة القضائية فإن المشتبه فيه المدعو «إبراهيم.ب، 38 سنة» كان يشهر سلاحه الناري في وجه الضحايا ويطلق عيارات نارية لسرقة ما بحوزتهم، وسبق أن دخل في مواجهات مع تجار الممنوعات لابتزازهم مقابل تسلمه مبالغ مالية كبيرة لتوفير الحماية ل»بزناسة» آخرين. وحسب معلومات استقتها «الصباح» ظلت الأبحاث جارية ضد المشتبه فيه، طيلة السنوات الماضية، بعدما استقر وسط مغارات وكهوف يصعب الوصول إليها وذاع خلالها صيته كأخطر الجناة الذين عرفتهم المنطقة، نظرا لما كان يشكله من خطورة، إذ كان يدعي أمام تجار مخدرات أنه سيطلق النار في حال مداهمته من قبل الأمن أو الدرك. وأضافت المصادر ذاتها، أن مراقبة تحركات المتهم استمرت لعدة أشهر دون جدوى، إلى أن سقط الثلاثاء الماضي في شرك الشرطة القضائية بعد محاصرته على متن سيارة مزورة، إذ أبدى مقاومة شرسة ولوح في وجه عناصر الأمن بسيف، قبل شل حركته واقتياده للتحقيق تحت حراسة مشددة. وفي سياق متصل، تضيف مصادر «الصباح»، تضمنت أبحاث الضابطة القضائية اعترافات مثيرة للمتهم سالف الذكر بمجموعة من الأفعال المنسوبة إليه، كما كشفت التحريات أن العديد من الضحايا لم يبادروا إلى تقديم شكايات خوفا من المتابعة الأمنية، بعدما سلبهم الموقوف سيارات مزورة وممنوعات مختلفة بواسطة التهديد بالسلاح الناري. واستنتجت عناصر الأمن، أن زعيم العصابة المذكور كان شديد الحذر في تنقلاته القليلة خارج الغابة ويستعين بدائرة ضيقة من المتعاونين ويتفادى التواصل معهم باستعمال الهاتف المحمول، وتم إيقاف متهمين ذكر أوصافهم أثناء التحقيق من بينهم ساعده الأيمن المدعو «نصر الدين»، بينما حررت مذكرات بحث في حق مشتبه فيهم آخرين على صلة بأنشطته الإجرامية. ابتزاز كان المشتبه فيه يشهر سلاحه الناري في وجه الضحايا ويطلق عيارات نارية لسرقة ما بحوزتهم، وسبق أن دخل في مواجهات مع تجار الممنوعات لابتزازهم مقابل تسلمه مبالغ مالية كبيرة لتوفير الحماية ل»بزناسة» آخرين.