فقد أحد عناصر الشرطة المنتمي إلى أمن طنجة وهو أب لأربعة أبناء الأحد الماضي سلاحه الناري (مسدس) و20 خرطوشة من إحدى غرف المركز التربوي الجهوي بمكناس، حيث كانت تقيم عناصر الشرطة المستقدمة من مختلف المدن المغربية بمناسبة الدورة الخامسة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب. وفيما يجهل ما إذا كانت الخراطيش من عيار 9 ملم أو 7.65 ملم، ينتظر أن تكشف نتائج التحقيق الذي تباشره مختلف الأجهزة الأمنية من شرطة قضائية واستعلامات عامة ومراقبة التراب الوطني مع عناصر الحراسة الخاصة وعناصر الشرطة والمركز التربوي الجهوي والطلبة الأساتذة عن ملابسات اختفاء السلاح الناري و أعيرته. ويستفاد من مصادر أمنية مسؤولة، أن مجهولا أو مجهولين محتملين، اقتحموا الغرفة بعد تكسير زجاج إحدى نوافذها وتم الاستيلاء على السلاح الناري وأعيرته، بعد استغلال عدم و جود الشرطي بالغرفة لسبب من الأسباب، ليختفوا ومعهم السلاح الناري وخراطيشه. وفور التوصل بخبر الحادث الذي يأتي ساعات قليلة قبل نهاية فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس ومأدبة العشاء التي ترأسها صاحب السمو الملكي مولاي رشيد بالقصر الملكي بمكناس تكريما للمشاركين في الدورة الخامسة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، وحفل توزيع جوائز الاستحقاق على المشاركين من عارضين ومهنيين، مما جعل الأجهزة الأمنية تستنفر كل عناصرها بحثا عن السلاح الناري و الجهات المحتمل أن تكون وراء هذه العملية. فمباشرة بعد الإعلان عن اختفاء المسدس الناري والأعيرة، فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الموضوع، حيث تم التحقيق مع الشرطي صاحب السلاح المفقود، كما تم التحقيق مع كل عناصر الأمن الخاص وكذا عناصر الشرطة المستقرين بالمركز التربوي الجهوي، إلى جانب الاستماع إلى قاطني المركز وكل المتواجدين به. ويأتي هذا الحادث، بعد عملية مماثلة لايزال التحقيق يباشر بشأنها، وتتعلق بسرقة ثلاثة مسدسات و18 عيارا ناريا من مركز حراسة الغابة بضاية عوا بضواحي إفران، حيث لم تسفر بعض الأبحاث التي تباشرها مختلف الأجهزة الأمنية من درك ملكي و شرطة قضائية واستعلامات عامة ومراقبة التراب الوطني عن أية نتيجة . كما أن هذه العملية تأتي في أعقاب ماكشفت عنه التحقيقات الأولية مع الخلية الإرهابية المفككة، والتي بينت أن عناصرها سبق أن استهدفوا عنصر شرطة اعتدوا عليه وسرقوا سلاحه الناري بمدينة الدارالبيضاء، وهو السلاح الذي تم حجزه مع عناصر الخلية، حيث لايستبعد أن تكون هذه الفرضية حاضرة ضمن مسارات التحقيق التي بوشرت من قبل مصالح الأمن، التي باتت تسارع الزمن لتحديد الملابسات التي عرفتها عملية استهداف سلاح عنصر الأمن بالمركز التربوي الجهوي بمكناس. ويذكر أن ملف سرقة الأسلحة أصبح يثير الاهتمام لدى محتلف الأجهزة الأمنية، وذلك بعد رصد تنامي حضور استعمال السلاح الناري في عمل الشبكات الإجرامية، خاصة بعد حادث إطلاق النار سجل مؤخرا عند حاجز أمني بالناظور، والذي قاد البحث بشأنه إلى اعتقال عناصر من شبكة للمخدرات معروفة بالمنطقة، ضبطت بحوزتهم أسلحة نارية من ضمنها بنادق ميكانيكية، ووسائل اتصال متطورة. وكشف مصدر مطلع، بأن مصالح الأمن أصبحت تتابع موضوع السلاح الناري بكثير من الحذر، وقال بأن ماكشفت عنه التحقيقات في سياق عدد من الملفات وجود قطع سلاح بيد شبكات للمخدرات، أصبحت تعمل وفق نموذج المافيا، وأن هذا السلوك أصبح يزعج الأجهزة الأمنية، لتخوفها من تحول هذه الأسلحة إلى أيدي عناصر إرهابية، خاصة بعد تبين وجود ارتباطات بين شبكات المخدرات والشبكات الإرهابية. كما رصدت مصالح الأمن المغربية، حسب المصدر ذاته، في الفترة الأخيرة تحولا في نمط شبكات المخدرات، وقال بأن عددا منها أصبحت تتحول من النمط التقليدي المتعارف عليه في الشمال المغربي، إلى نمط آخر شبيه بعمل المافيات الإيطالية، مع كل مايعنيه ذلك من تملك أسلحة نارية، واستعمالها في الدخول في عمليات تصفية وانتقام، سواء في مواجهة عناصر الأمن، أو الشبكات المنافسة، وهو أمر تمت معاينته في عدد من المدن، حين تقتل شبكات للتصارع حول احتكار السوق