تثير الأكياس البلاستيكية المخصصة لجمع النفايات المنزلية شهية العديد من المتشردين والحمقى بمدينة الحسيمة. ويقوم البعض منهم بجولات ماراثونية على مختلف الزوايا والأماكن المخصصة لرمي الأزبال بالمدينة، حيث يأكلون منها في عين المكان، أويعمدون إلى نقلها إلى بعض المنازل المهجورة أوالفضاءات التي يحتلونها. وشوهد العديد من المشردين يقتسمون الأزبال مع القطط والكلاب الضالة، في مشاهد تقشعر لها الأبدان وتبعث على التقزز والاشمئزاز، ولايجدون أي حرج في ذلك. وتستأثر العظام وبقايا الفواكه والسمك باهتمام المشردين والمتسكعين الذين يستغلون جنح الليل للبحث عما يقتاتون به من داخل الأكياس البلاستيكية. ويعاين المواطنون، مجموعة من المتسكعين والمشردين وهم يتسلقون سور بقعة أرضية بشارع الجندي المغربي، قبل أن ينزلوا بداخلها، وهو متأبطون أزبالا مختلفة حصلوا عليها من خلال تفتيشهم داخل الأكياس البلاستيكية. وترغم الظروف العائلية والاقتصادية، العديد من هؤلاء المشردين على مغادرة منازلهم، ولا يجدون سوى الشوارع والفضاءات المهجورة الملاذ الوحيد لاحتضانهم أيام شدة الحر وقساوة البرد، والقمامة وجبات غذائية، رغم ماتحمله من سموم. وناشد فاعلون جمعويون، الجهات المسؤولة التفكير في استراتيجية جديدة تمكن من احتواء هذه الظاهرة، وتوظيف أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقامة مشاريع اجتماعية بالمنطقة، كفيلة بإيواء هذه الفئة من المواطنين ورعايتهم والحرص على تلبية احتياجاتهم باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من رعايا هذا البلد.