يتساءل العديد من المواطنين بمدينة العيون، عن السر الذي يجعل مدينتهم تعرف غياب الحاويات لطرح النفايات المنزلية، وهو الأمر الذي يحثم على السكان طرح الأزبال بشكل عشوائي على الأرض وفي زوايا مختلفة من شوارع وأزقة المدينة مع ما يصاحب ذلك من وجود لمعالم تلوث حادة تؤثر سلبا على المحيط البيئي للعديد من أحياء المدينة بسبب هذا التصريف السبي للنفايات المنزلية . ويسبب غياب حاويات جمع الأزبال في وجود " مطارح " متعددة ومتقاربة على طول الشارع الواحد وعند أبواب الأزقة، حيث يعمد المواطنون في ظل هذا الغياب إلى طرح نفاياتهم المنزلية بشكل عشوائي. ويزيد غياب هذه الحاويات في تشوه المجال البيئي نتيجة لجوء السكان إلى رمي هذه الأزبال بشكل عشوائي إما في أكياس بلاستيكية متعددة الأشكال والألوان والأحجام أو إفراغها مباشرة على الأرض ، حيث تصبح مرتعا للكلاب الضالة والقطط التي تلجأ إلى الأكوام لتقتات منها ، كما أن العديد من المطارح العشوائية المتواجدة بالشوارع الرئيسية أضحى مرعى لقطعان الماعز التي تجوب أحياء المدينة ، ناهيك عن ما يقوم به أشخاص تعودوا على التجول والتردد بشكل يومي على هذه الأماكن يبحثون وسط هذه الأكوام من الأزبال عن أشياء قابلة للبيع أو عن الفضلات المتبقية من الطعام يحملونها معهم غالبا ما يستغلونها في تغذية المواشي، وهي كلها سلوكات سلبية تساهم في تشتيت وانتشار لهذه الأزبال على مجال أوسع تتطلب من عمال النظافة وقتا أطول لجمعها، كان بإمكانهم استغلاله لو توفرت هذه الحاويات ، كما أن هذا الوضع يتسبب في خلق أرضية لانتشار الحشرات والذباب باختلاف أنواعها التي تهاجم بيوت المواطنين، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتقلق راحة الساكنة وتصبح أكثر تأثيرا مع ارتفاع درجة الحرارة بالمدينة .ويكفي لكل زائر القيام بجولة بسيطة في شوارع وأحياء المدينة للوقوف عند النقص الحاد الذي تعرفه من ناحية المؤسسات الثقافية و الرياضية وكذا الفضاءات الخضراء كمتنفسات لتمضية الفراغ ، حيث أصبحت بعض الفضاءات عرضة للتهميش وقبلة للمنحرفين والمتسكعين وتعاطي المخدرات بما فيها مقارعة الخمر ، وهو ما يهدد حياة المارة .