إعلان المبادئ : أصبت بإحباط كبير و كآبة شديدة و أنا أتابع عن كثب تطورات ملف الصحفي علي انوزلا. كنت عاجزا عن فهم ما يجرى، لكن التوضيحات التي قدمها الأستاذ بنعمر في الندوة الصحفية لأول أمس بالرباط، كانت كافية بالنسبة لي لكي أكون فكرة أولية حول النفق المظلم الذي دخله هذا الملف. ما هو مؤكد أن أي شخص حامل لمشعل الحرية و أفكار تندد بالاستبداد و تدعو إلى التغيير، سيكون صاحبها معرضا للاعتقال في أي لحظة من اللحظات ، و بتهم ملفقة، قد لا تكون بالضرورة هي الأفكار التي يدافع عنها. علمنا الزمن بان أي مناضل يتم اعتقاله، عليه أن يختار بين شيئان إما الصمود و الذهاب بمواقفه و المبادئ التي يؤمن بها و يدافع عنها إلى آخر رمق، و إما الاستسلام تحت هول التعذيب و الضغط النفسي و الإغراءات و الوعود الكاذبة أحيانا. و في كلا الحالتين، فالمعتقل مطالب بالاختيار بين خطتين للدفاع. الأولى: في حالة صموده فمن المؤكد أن يقف بجانبه كل عاشقي الحرية داخل الوطن آو خارجه ما دامت قضيته عادلة. و من اجل ذلك يرسم إستراتيجية للدفاع عن نفسه التي ستدخله في بالتاكيد في مواجهة مع النيابة العامة و من خلالها ضد الدولة الظالمة. و في حالة الاستسلام أو التنازل عن القضية التي اعتقل من اجلها، فالمعتقل قد يربح وعودا قد تكون حقيقية أو وهمية و كاذبة لأنه ببساطة لا يمكن أن نثق في نظام غير عادل و لا ديمقراطي ( لا ثقة في النظام و لا ثقة في الحكومة و لا البرلمان). و سيخسر كل رفاقه و أصدقائه و محبيه و المتعاطفين معه و مع قضيته. ما اعرفه عن علي انوزلا انه رجل خلوق و شجاع و جريء. فإلى يومنا هذا لا أتصور و لا أثق انه بدلوه تبديلا، لكنني أسف إن أعلنت أنني غير راضي على إقدام علي على توقيف لموقع " لكم كوم" بمراسلة مكتوبة (وهذا بالضبط ما كان يريده النظام من اعتقال علي انوزلا أصلا). كما اتاسف لتعيين محامي جديد دون التشاور مع من وقفوا معه بدون تردد منذ الوهلة الأولى من اعتقاله. علينا أن نبقى حذرين جدا من دواعي تطورات هذا الملف. و في حالة أن ثبت "استسلام علي" لجلاديه، فما علينا إلا أن نصلي صلاة الجنازة على "لكم" و "خط لكم" و نتقبل الهزيمة الثقيلة و نمشي على جراحنا نمشي و نمشي لكي ننهض من جديد و نقاوم حتى سقوط الظلم و الفساد و الاستبداد. و عليه أعلن تجميد كل تحركاتي في هذا الملف حتى يتضح الخيط الأبيض من الأسود، متمنيين كل الخير لعلي انوزلا داخل زنزانته أو خارجها، أملين أن يطلق سراحه في اقرب الآجال. و السلام عليكم