فاطمة شكيب- في موقف يتجاوز التضامن الرمزي مع الصحفي علي أنوزلا، مدير موقع "لكم. كوم" المعتقل منذ يوم 17 سبتمبر، على خلفية تهم تتعلق بما يسمى ب"الإرهاب"، دعا عمر إحرشان، عضو الأمانة العامة لجماعة "العدل والاحسان"، كل المعنيين بالتغيير الديمقراطي في المغرب إلى التحرك" نصرة لمبدأ الحرية والكرامة وضد الحكرة والاستبداد والمزاجية في التعامل مع أصحاب الرأي المختلف". وتعتبر هذه الدعوة بمثابة أول موقف عملي يصدر عن قيادي بارز بأكبر هيئة سياسية في المغرب، واستغرب أحرشان بقوة على صفحته الإجتماعية من صمت بعض الصحفيين المغاربة اتجاه ما يتعرض له علي وقال في هذا السياق إنها"كارثة أن يسكت الجسم الصحفي عن متابعة صحفي بقانون مكافحة الإرهاب، لأن المنظومة القانونية للصحافة هي لحظة فارقة وحاسمة، على كل منا أن يصطف في الجانب الذي يراه أصلح له ولبلاده، وحتما فالكل سيخضع للمحاسبة غدا". وأشاد، أحرشان على صفحته بالموقع الاجتماعي "فيسبوك"، بمهنية أنوزلا في العمل الصحفي، مُثنيا على "حسن سلوكه وأخلاقه وحسن معاملته مع الغير وحسن إصغائه، وأدب تعبيره عن رأيه حتى في حالة الاختلاف الجذري معه" يضيف أحرشان. وأكد قيادي الجماعة أن قضية أنوزلا التي وصفها ب"الفضيحة"، تكشف "التخبط والارتجال وطغيان منطق تصفية الحسابات والتضايق من الصوت الآخر." وأوضح أحرشان أن اعتقال أنوزلا، "مكن من وضع حد لنوع من الخلط السياسي، وساهم في تحقيق فرز مجتمعي مهم" مشيرا إلى أن "لائحة المنظمات والشخصيات المتضامنة معه، في المغرب وخارجه، تتزايد كما ونوعا بالشكل الذي يضيق الخناق على من اتخذ قرار الاعتقال ومن نفذه، ومن صنع هذا الملف ومن وافق أن يكون أداة لتنفيذ هذا المخطط . وختم إحرشان قوله بلهجة شديدة "أقول هذا الكلام لمن لبسوا فجأة رداء الشجاعة والجرأة واجتهدوا أكثر من المخزن وتفننوا في جلد أنوزلا وتبرير اعتقاله ومحاكمته بقانون مكافحة". يشار إلى أن جماعة "العدل والإحسان" نزلت منذ اعتقال أنوزلا بكل ثقلها التضامني مع الأخير، مسثتمرة في ذلك هيئتها الحقوقية وموقعها الرقمي إضافة إلى ما يكتبه قادتها على صفحاتهم الإجتماعية. وحسب مصادر مقربة من الجماعة فإن بعض قادتها يدافعون عن فكرة استغلال هذه الفرصة والنزول إلى الشارع بقوة للتظاهر، حيث لا يرون في اعتقال الصحفي أنوزلا إلا عنوانا ل"موجة جديدة للإستداد المخزني" وجب التصدي لها وإلا ستشمل هذه الموجة الإجهاز على كل المكاسب الديمقراطية التي حققها الشعب المغربي بفضل تضحيات مناضلي بعض أحزابه وهيئاته الديمقراطية، وهو عكسته الجماعة في افتتاحيتها الأخيرة عندما عنونتها ب"الموجة الجديدة للإستبداد"، فيما يدافع قادة آخرون من الجماعة عن تقديم الدعم في حدود معينة دون النزول إلى الشارع مخافة أن تتهم الجماعة من قبل بعض شركائها الميدانيين في الشارع بأنها "تركب الأحداث وأنها تسيطر عليها بحكم عدد قواعدها الكبيرة".