في هذا الرد الذي ينشره موقع "لكم.كوم"، ينتقد صاحبه وهو الونات محمد سالم، الكثير من زوايا مقاربة ربورتاج "رائحة الغبار والبارود"، الذي أعده علي أنوزلا حول رحلته إلى مخيمات جبهة البوليساريو. وفي رده نقف على مجموعة من نقاط الاختلاف التي لا نوافقه الرأي في طريقة طرحها، لكننا نحتفظ له بحقه في الرد من أجل إثراء النقاش حول موضوع حساس ظل ومازال يرهن مصير المنطقة، وبسببه عانى ويعاني الكثير من الضحايا الأبرياء هنا وهناك. وفيما يلي نص الردين كما وردا على الموقع الذي أدخل عليهما بعض التعديلات الطفيفة التي تتعلق بتصويب كلمات أو تصحيح أخطاء نحوية أو طباعية، كما قام بحذف عبارات تقع نشرها يقع تحت المتابعة القانونية لأنها تتضمن اتهامات غير مسنودة، أو أوصافا تحمل مواقف مسبقة من صراع ما زال لم يحسم بعد، لنترك متن النص بعفويته وتلقائيته التي كتبها بها صاحبه مشكورا. ملحوظة: الرد الأول على نفس الربورتاج منشور في زاوية الرأي لصاحبه ماء العينين لكحل، الأمين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين. الرد رقم 1 رائحة الغبار والبارود وأنوزلا الجديد الونات محمد سالم شرع الموقع الإخباري في نشر سلسلة روبورتاجات ومقالات لمدير الموقع الصحفي على أنوزلا أعدها عقب زيارة قادته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة من الصحراء الغربية للمشاركة في المؤتمر الشعبي العام الثالث عشر لجبهة البوليساريو. وموقع لكم الإخباري حسب ما عرف عنه و انطلاقا من خطه التحريري المبين على ذات الموقع يطمح لأن يكون قيمة مضافة للمشهد الإعلامي المغربي ويتحمل مسؤوليات الإخبار والتحسيس من خلال الحرص على احترام معايير اكتفي بما يهمني منها: - الدفاع عن الحق في المعرفة والإخبار والإطلاع على الحقيقة بكل موضوعية ومهنية وفي احترام تام لأخلاق المهنة. - الدفاع عن حرية التعبير. - التحلي بالمسؤولية والعقلانية في كل معالجة صحفية. - مناصرة قضايا الديمقراطية. - الانفتاح على كل الفاعلين من كل الاتجاهات والحساسيات والتفاعل. - الالتزام بمبدأ التوازن في كل المقالات الإخبارية بما يضمن عرض وجهات نظر كل المعنيين بمواضيعها، اللهم إلا إذا تعذر ذلك، ولا تنشر إلا الأخبار المتحقق منها والتي لا تتناقض مضامينها أو تصريحات أطرافها مع القانون وأخلاقيات المهنة. أما مدير الموقع كاتب الروبورتاجات، فرغم الاتهامات التي توجه إليه من حين للأخر كحسابه على تيار على الهمة أو خضوعه لمدير الأمن السابق بجبهة البوليساريو عمر الحضرمي أو العظمي فانه ظل دائما محترفا وعرف عنه من الذين دأبوا على اخذ العصي من الوسط. أنوزلا طلب زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراوين و جبهة البوليساريو وافقت على الطلب، لكن الموافقة هذه المرة تختلف عن الموافقة على زيارة على لمرابط أو صحفي نيشان أو أي صحفي مغربي آخر وذلك من منطلق واحد هو أن أنوزلا ابن الشعب الصحراوي لأصوله الصحراوية، وزيارته للمخيمات الصحراوية كصحفي لايراد منها غير نقل الحقيقة والواقع وليس مطلوب منه التزوير أو التحريف، لكن الأهم من الزيارة هي أن يطلع أنوزلا على واقع أهله وأحبابه ويلامسهم عن قرب علا ضميره يصحو وتستفز الزيارة فيه روح الذات الغائبة ويهب لمناصرة الحق و العدل و مناصرة أهله فهو مع الشعب الفلسطيني ظالما أو مظلوما وليس مع شعبه وأهله مظلومين. روبورتاج الأخ المحترم على أنوزلا الأول الذي أود الرد عليه في ردي الأول هذا و الذي عنونه برورتاج من داخل مخيمات جبهة البوليساريو: رائحة الغبار والبارود والذي نشر بالموقع يوم 26 ديسمبر اثار ضجة في أوساط الصحراويين الذين كانوا دوما يعتبرونه ابنهم وهو كذلك، وكنت من الذين هبوا للدفاع عنه رغم شوائبه موضحا انه اخذ العصي من الوسط و لايمكن أن يطلب منه أكثر فالرجل محترف وعليه أن يعطي لهذا الطرف و يعطي للطرف الآخر مع إنني أسجل في هذا الروبورتاج من العبارات المنتقات بشكل دعائي ما يلي: 1- سأكتشف بعد ذلك أن اغلب الأطر الشابة داخل الجبهة تجهل كل شيء عن المغرب، وكان على أنوزلا لايعرف أن ما تعرفه هذه الأطر عن المغرب أكثر مما يعرفه هو عنه، وان ماعاشوه وعرفوه عن المغرب وظلم النظام المغربي، وقمع النظام المغربي، وليس دعاية لقيادة وإعلام البوليساريو كما طاب للأخ أنوزلا أن يدعي، بل يكفيه أن يزور معتقل البير قرب العيون، أو المرتفع قرب الردار بالسمارة، ليرى المقابر الجماعية للصحراويين، أو يكفيه أن يلتقى معتقلي قلعة مكونة واكدز ودرب مولاي اعلي الشريف والبيسي سيمي بالعيون، أو فلينظم لقاء مع الكونوليل لمدور أو الجنرال البناني أو يسال الجنود والضباط المغاربة أو يسال الأسرى أو فقط ليعود إلى خطاب الحسن الثاني للمسيرة ليسمع ما قاله الرجل الذي اعتبره في مقاله الثاني حكيما و رزينا وما إلى ذلك، من ينسى ذاك الخطاب أخي أنوزلا: إذا وجدتم الأسبان فعانقوهم و تقاسموا معهم زادكم و إذا وجدتم غيرهم فالقوات المسلحة الملكية تحميكم، من هذا الآخر غير النساء والأطفال والشيوخ الصحراويين الفارين من البطش ومن الجحيم، أتأسف للأخ أنوزلا الذي لم يلتقي ضحايا أم ادريكة واتفارتي الذين أمطرهم ملكه الحكيم بقنابل الفوسفور والنابالم، أو على الأقل فليزر مدينة العيونالمحتلة اليوم ليرى كيف يضرب الشيب والشباب والنساء ويجرجروا من رؤوسهم جهارا نهار ويعتقلون فقط لأنهم يطالبون بأحد الثوابت التي التزم بها أنوزلا في موقعه، أم سيقول إن ذاك ذبن قيادة البوليساريو التي وصفها بالفاشلة: 2- الأخ أنوزلا تحدث عن الأخ إبراهيم غالي، وقال بالحرف الواحد: سفير ما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الجزائر وهو منصب حساس داخل الجبهة التي لازالت تعتمد على الجزائر في كل شي، هل الأخ أنوزلا وجد بالمخيمات أو بالمناطق المحررة رجل امن جزائري واحد، هل وجد المخيمات محاصرة بالجيش الجزائري كما يقوله النظام المغربي، في أي شيء وجد الأخ أنوزلا الموضوعي الصادق والمحايد هذا الاعتماد الكلي، أو انه أراد فقط أن يؤكد ادعاءات المخزن؟ 3- الأخ أنوزلا زار قاعدة الشهيد هداد، لايهم أن يعترف بها أو يقول ما يسمى، لكن الأخ أنوزلا تحدث عن وضع الدبابات والآليات العسكرية وإنها لم تصن منذ أمد بعيد، لكن الأخ أنوزلا ومع أن الآليات تحمل ترقيم القوات المسلحة الملكية المغربية لم يفطن أو تغاضى قصدا عن القول بان هذه غنائم عسكرية غنمها جيش التحرير الشعبي الصحراوي من الجيش المغربي لكي لا يعترف بهزائم الجيش المغربي وبقوة جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقوة مقاومة وصلادة من قال في مكان آخر إنهم مهربو مخدرات و ما إلى ذلك. 3- الأخ أنوزلا تأثر كثيرا كثيرا وهو وسط هياكل الغنائم المتآكلة ووزير الخارجية يعض سيجاره عندما تذكر الأطفال الذين رآهم بميخم العيون وهم يلعبون في التراب بثياب تشبه الأسمال البالية، وكأني به نسي انه بمخيمات لاجئين يعيشون على المساعدات الإنسانية ومع ذلك لا يقارنون بأي لاجئين في العالم لا في الصومال ولا في دارفور بل وأحسن حال حتى من ملايين الأطفال الذين يعيشون وسط القمامات بكرايانات سيدي مومن بالعاصمة الاقتصادية للمغرب أو دوار الدوم أو دوار الحاجة بالعاصمة السياسية الرباط أو غيرها أو يباعون وسط ساحة جامع لفنى بمراكش للمتاجرة الجنسية للأجانب، الله اكبر، على الحياد والمصداقية والهادفية والاحترافية التي شيعت عن الأخ الكريم على أنوزلا. 4- الأخ أنوزلا نفذ أوامر الفاسي الفهري والهمة عندما خلق لنفسه أجواء نقاش حول موضوعين يلعب النظام المغربي على تشويه كفاح الشعب الصحراوي من خلالهما: موضوع الإرهاب والمخدرات وموضوع المساعدات الإنسانية، ومع أن الأخ أنوزلا لم يعترف انه كان حرا في كل شيء، يلتقي من أراد، ويسال من أراد وكيفما أراد، وجد الجواب الشافي عن هذه المواضيع من مواطنين عاديين وعائلات وليس القيادة التي يقول عنها مغالطة وتنشر الدعايات وفاشلة عمل على تزوير الحقائق ليستعمل سياسة الإعلام المتستر ليستخدم عبارات وحسب مسؤول من الجبهة، دون ذكر الاسم مع انه ذكر أسماء كل من التقاهم، فإن عملية الاختطاف تورط فيها صحراويون ممن "أعماهم البحث عن المال"، على حد قوله، وذلك من أجل "بيعهم" أو "مقايضتهم" مع تنظيمات إجرامية قد تقوم هي الأخرى بدورها ببيعهم أو مقايضتهم مع تنظيم القادة في منطقة المغرب الإسلامي. هذا كلام مخزن بامتياز، وهو يريد تأكيد ما صرح به الفاسي الفهري وإبعاد الشبهة التي باتت متأكدة من أن الاستخبارات المغربية هي التي كانت وراء الاختطاف من مخيمات اللاجئين لتلصق تهمة الإرهاب بالجبهة... 5- الأخ أنوزلا، طرح مقترح الحكم الذاتي وأراد التسويق له، الرد الذي جاءه، وحضره المؤتمر وأيضا المطلب الشعبي الذي سمعه هو الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل، وان الجميع مجمع و مستعد للعودة إلى الكفاح المسلح ولم يقل إن القيادة تجد صعوبة حقيقية في إقناع المواطنين بالتريث وترك الفرصة للسلام، فلماذا يخفي الأخ أنوزلا هذه الردود، لماذا يحاول تصوير الصحراويين بأنهم مستاؤون من الوضع ويريدون أي حل يقدم لهم لدرجة وصلت حد تحليل كلام الأخ الخليل سيد امحمد والقول بالحرف الواحد انه يريد الوصول إلى حل سياسي للقضية التي ما زال يحمل همها مثل جمرة يخشى أن تنطفئ في يده ولا يريد أن يظل يحملها إلى أن تحرق جسده... اتباركلاه اعلى السي المحلل... 6- الأخ أنوزلا لفت انتباهه داخل قاعة المؤتمر شعار يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح، وحاول تزكية ما يروج له عمر العظمي والبشير ادخيل وحتى البصري بان الشهيد الولي لم يكن يهدف إلى استقلال الصحراء عن المغرب و انه فقط مغربي يساري وكأنه نسي أن النشيد الذي قال انه عنيف كتبه الشهيد الولي وفي احد مقاطعه فلا مكان للاسبان في أرضنا ولا مكان لغيرهم من أي كان. الأخ أنوزلا لم يسمع أو لا يريد أن يسمع الشعارات الأخرى من قبيل لابديل لابديل عن تقرير المصير أو بالكفاح والسلاح نفدي الصحراء بالأرواح. 7- الأخ أنوزلا بدا التعليق على المؤتمر بالقول انه مؤتمر معد سلفا، وماغاب عن الأخ أنوزلا انه مؤتمر بدا عمليا منذ تشكيل اللجنة التحضيرية وان هناك مؤتمرات شعبية أساسية وندوات سياسية شارك فيها الجميع بكل الدوائر والمؤسسات و بالجاليات والريف الوطني والمهجر بل وحتى من داخل الأرض ... وأن كل الوثائق المقدمة تم نقاشها وإثرائها وهذه هي طبيعة المؤتمرات، لكن ليقل لي الأخ أنوزلا أي مؤتمر يتم في المغرب ويجلس فيه محمد السادس ويستقيل من السلطة وينتخب حتى ولو كانت النتائج مزورة. تحياتي إلى الأخ أنوزلا و إلى موقع لكم الذي رغم كل شيء سيظل رائدا ومحترما وارجوهم الالتزام بخطهم التحريري الذي حدوه لأنفسهم. أرجو النشر وترقبوا الرد على المقال الثاني الصحراء.. سوء الفهم الكبير في الأعداد القادمة. --- الرد رقم 2 "رائحة الغبار والبارود وأنو زلا الجديد" الونات محمد سالم قرأت المقال الثاني لمدير موقع لكم الإخباري الأخ والصحفي المحترف و المحترم على أنوزلا الذي أعده عقب زيارة قادته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة من الصحراء الغربية للمشاركة في المؤتمر الشعبي العام الثالث عشر لجبهة البوليساريو. المقال الثاني اختار له الأخ الذي أكن له كل التقدير والاحترام أنوزلا عنوان الصحراء... سوء الفهم الكبير. والذي نشره موقع لكم يوم 28 ديسمبر 2011 الأخ الفاضل أنوزلا يتحدث عن القضية الصحراوية في مقاله هذا وكأنه يتحدث عن مشكل شد الحبل بين المخزن و حركة 20 فبراير، أو مشكل المخزن مع اليسار المغربي مطلع السبعينيات، أو مشكل المخزن مع حركة إلى الأمام أو النهج الديمقراطي اليوم، أو مشكل المخزن مع الريف أو مع أي مطلب سياسي أو اجتماعي بالمغرب. يعني أن المخزن لم يفهم أو لم يتفهم أو لم يقدر الظروف والمعطيات فتصرف بعنف أو بعشوائية مما تسبب في مزيد من ردة الفعل المضادة أو من التصعيد أو من المغامرة فصفى بن بركة، وطرد عائلة أفقير، أو عائلة بوريكات، أو تصفية مناضلي الحركة الطلابية في السبعينات أو مناضلي النهج الديمقراطي... لا، لا، لا المشكل في الصحراء الغربية مشكل ... عسكري، مشكل اجتياح عسكري مشكل حرب ... ضد الشعب الصحراوي من اجل امتلاك ارض الصحراء الغربية، وهنا وقع الأخ أنوزلا في الخلط. وما يقوله الأخ أنوزلا،أو يحاول قوله هو نفس ما بدا يروج له النظام المغربي من خلال تزوير الحقائق و التاريخ منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، عندما تأكد بان القمع والتصفيات الجسدية والاختطافات والتنكيل بالصحراويين أو إغرائهم بالكرطيات أو القطع الأرضية أو الإعفاء من الضرائب أو ما إلى ذلك من جهة أخرى لم ينفع، والكوركاس لم ينفع، وتزوير الأسماء والوثائق لسكان الشمال خلال تحديد الهوية لم ينفع ووجد نفسه مرغما وجها لوجه مع الصحراويين، وبدا يلعب ورقة فتح حوار وطني وتحويل كفاح الشعب الصحراوي من اجل الحرية والاستقلال إلى مشكل داخلي مغربي، فبدا يتحدث عن الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري كمقاوم مغربي، ثم عن الشهيد الولي انه لم يكن يريد غير الصحراء مغربية لكن المخزن آنذاك لم يفهمه فاحتقره، أظن الأخ أنوزلا يتذكر جيدا بعض تصريحات عمر العظمي، ويتذكر جيدا محاضرة البشير ادخيل بالطنطان منذ سنتين وما يروجوه له حول الموضوع. كيف، بين عشية وضحاها، يتحول المبحوث عنه محمد سيد إبراهيم بصيري الذي طارده المخزن وقرر تصفيته إلى مقاوم مغربي. كيف يتحول الشهيد الولي الذي تتذكر جيدا أخي أنوزلا كيف كان التلفزيون المغربي يحتفل باستشهاده ويتلذذ بعرض صوره وكيف كانت لطيفة القاضي المقدمة آنذاك تكل له الأوصاف تلو الأخرى و تنعته بكبير المرتزقة، إلى مقاوم مغربي لم يفهمه المخزن فانطلق في مغامرة. كن منصفا أخي علي. لامجال للمغامرة في الثورة، لامجال للمغامرة في المواقف التحررية. على العكس، الشهيد الولي ورفاقه، ثاقوا في المواقف التي عبر عنها ملك المغرب الحسن الثاني مطلع السبعينيات، وأساسا في اللقاءات الثلاثية التي جمعته بالراحل بومدين و وولد داده سواء في فاس أو انواذيبو أو بالجزائر بان الثلاثة مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وظنوا أنهم سيلقون الدعم من المغرب الشقيق ونسو أن نفس الحسن الثاني أيام كان وليا للعهد هو من شجع الفرنسيين والأسبان على عملية ايكوفيون واجتمع مع الشيوخ الصحراويين في مؤتمر بواخشيبية ووعدهم بالدعم العسكري لتحرير بلادهم وطلب منهم تسليم الأسلحة العتيقة التي بحوزتهم ليدعمهم بحديثة وكان ذلك نفس ليلة هجوم ايكوفيون واستشهد من استشهد وصفي الصحراوين كقطيع من الغنم فوق أراضي خلاء خواء عراء. أخي أنوزلا، إذا اطلعت على البيان التأسيسي للجبهة ستجد من هو الشهيد الولي، وتعرف ماهي جبهة البوليساريو، والنشيد كما قلت في ردي الأول والذي قلت انه عنيف كان يوضح ذلك، فلا مكان للاسبان.. في أرضنا ولا مكان.. لغيرهم من أي كان.... لا في البعيد والقريب من المقصود بغيرهم من أي كان إن لم يكن النظام المغربي و الداداهي. يعني لا اسبانيا ولا المغرب و لا موريتانيا. ما قاله لك العظمي كان عليه أن يقوله سنة 1973 وليس بعدما بدل لباسه وأصبح مغربيا حتى النخاع. ثم انه لاوجود لحاجز نفسي كما تقول، الحاجز النفسي الوحيد هو لذا نظام الاحتلال المغربي الذي لازال مع "طارت معزة طار اغراب"، لازال لم يستخلص العبرة ويستفيد من الدروس ويرفض أن يعترف بحقيقة أن الشعب الصحراوي موجود، له حركة تحرير قوية وقوية جدا عرفها في الحرب و في السلم، وله دولة اسمها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تعترف بها أزيد من 86 دولة عبر العالم في وقت ولا دولة تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية. الحاجز النفسي الكبير الذي يصعب تكسيره هو لذا النظام المغربي الذي لم يستصغ بعد أن من اسماهم يوما اخوت اجمالهم، رعاة، بدو، جهلة لايستحقون العيش هم الآن يتفاوضون معه الند للند وأمام الأممالمتحدة والعام والقانون الدولي والشرعية الدولية والمنتظم الدولي يعترف لهم بحقهم في تقرير المصير إلا المغرب، هذا هو الحاجز الحقيقي الكبير. صحيح أخي أنوزلا بان تحليل قضية الصحراء اعتمادا فقط على أبعادها السياسية والقانونية والجيوستراتيجية المعقدة، يخفي الجزء الأكبر من جبل الثلج المخفي، ألا وهو نفسية الإنسان الصحراوي البدوي، لأنه يعرف معنى الكرامة، معنى عزة النفس، معنى الشرف، وضرب فيهم الثلاثة، أهينوا وطردوا من أرضهم بالقوة، اغتصبت نسائهم وانتهكت وديست كرامتهم أهين شيبه واستبيح دمه وانتزع منه حقه واقبر أبنائه أحياء وحتى ماشيته أبيدت وعلى النظام المغربي أن يعرف وعيلك اخي انوزلا ابن هذا الشعب أن تعرف أن الشعب الصحراوي لا ولن يتراجع عن حقه ابدا ابدا، بالكفاح بالسلاح بالمقاومة، بالصمود، بقوة الإرادة حقه سيصله ومبتغاه سيصله. وأشكرك انك على الأقل كنت أكثر شجاعة عندما قلت بأنه لمن قبيل السب والقذف والإهانة وصف هؤلاء ب "المرتزقة" و"المحتجرزين". لكن أن تقول بأنه لا يجب تحميلهم وزر قادتهم ومخططات سياساتهم الفاشلة، فعليك أن تتأكد إن هذه القيادة وهذه المخططات التي حكمت عليها بالفاشلة هي التي ... الحسن الثاني ومات دون أن يسيطر على الصحراء الغربية التي قال إنها فقط جولة أسبوع. هذه القيادة وهذه المخططات التي حكمت عليها بالفاشلة هي التي هزمت ... وماتوا قبل أن يتحقق لهم ما أرادوا. هذه القيادة و هذه المخططات التي حكمت عليها بالفاشلة هي التي حولت ... المغرب... اليوم ... في العالم ولا أحد حتى فرنسا يعترف له بالسيادة على الصحراء الغربية. وسكان المخيمات الذين قلت بأنهم في اغلبهم ولدوا بالمخيمات وعاشوا بها ولا يعرفون عن المغرب إلا ما تتداوله دعاية البوليساريو، فهذا ظلم وافتراء، لأنك في روبورتاجك الأول قلت أنهم يتابعون الإخبار ولديهم كل القنوات التلفزيونية بما فيها المغربية وماكناته الدعائية التي لم تستطع حتى إقناع المغاربة أنفسهم بسياسة ملكهم ومخزنهم. والذي يصف المغرب أو يصور المغرب ويقدمه كمحتل ومستعمر ليست دعاية البوليساريو بل المغرب نفسه لان الجمعية العامة للأمم المتحدة تصنف الإقليم ضمن 16 إقليما لم يتم بها تصفية الاستعمار، وقرارات الأممالمتحدة تصفه بالمحتل، وإدارة الاحتلال وحتى القوة المديرة للإقليم في القانون الدولي لازالت هي اسبانيا، لمعلوماتك وليس المغرب، وقرارات مجلس الأمن حتى الأخير منها تدعو طرفي النزاع وتحددهما بالاسم المغرب وجبهة البوليساريو إلى التفاوض دون شروط مسبقة من اجل التوصل إلى حل عادل دائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ولم يقل شعب اقا أو طاطا أو دكالة أو عبدة أو الريصاني أو اجبالة أو الريف أو زمور أو زياين. وقوات حفظ السلام الأممية المينورصو أي بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء بالصحراء الغربية موجودة بالصحراء الغربية أين من المفروض أن ينظم استفتاء وليس بالدار البيضاء أو فاس أو مكناس أو سيدي قاسم أو ارفود أو فكيك. ولعله يكفي من معرفة المغرب ما يحدث يوميا بالمدن ... من الصحراء الغربية أو ما ينشر عن تعامل المخزن مع المغاربة أنفسهم الذين لا يطالبون بغير الحرية من ملك يتعامل معهم كرعايا وخدام قصر أوفياء. إن ما على عمر العظمي أن يتذكر ومع احترامي لك أخي أنوزلا وعليك أيضا أن تتذكر هو أن لا تكونا قد ظلمتما شعبكما وفعلا ظلمتموه بالاعتداء عليه وعلى حقه ودعم الغزاة الدخلاء عليه وإلا فزوروا العيون ... لترو البطش اليومي والتنكيل الذي يمارس يوميا في حق آبائنا وأمهاتنا في تنسيقية اكديم ايزيك فقط لأنهم أرادوا المطالبة سلميا بحقهم في العيش والحرية والكرامة. والحل أخي أنوزلا الذي كما قلت يسعى إليه الناس برضاء أنفسهم ومن قناعتهم ودون أن يفرضه عليهم احد هو استفتاء لتقرير المصير بالمقاييس والضمانات الدولية، أو هناك حلا في نظركم أكثر ديمقراطية وأكثر عدالة من هذا الحل. فاستخدم أخي أنوزلا قلمك واحترافيتك وموقعك للإقناع المغرب بهذا الاستفتاء أو على الأقل اسألهم لماذا يخافون الاستفتاء إذا كانوا متأكدين على أن الصحراويين يريدون المغرب. ألف تحية أخي علي. واعتذر عن أي تجاوز أو قلة احترام لك أستاذي العزيز.