--اللاديني(التقدمي): لقد قلت لك لا تزعجيني أكثر. لا يهمك إن كنت قد ناهزت قرنا من الزمن.فأنا دائما في الثلاثين وسأبقى كذلك. أنا الصنديد الكادح البروليتاري الديموقراطي الصعب المراس الذي لا يتزعزع أمام كنوز الدنيا وعواصف الإغراءات .أناالكائن الرقمي التطوري التيكنولوجي المتحرر من بروتوكولات الشرائع الجامدة التي تزودني من حين لاخر ببعض الإعانات الدولية الباذخة.ومقابل ذلك فأنا متعنت متمسك بتلابيب كلمتي المبدئية حتى آخر رمق...هل وسوست لك القوى الميته التخلفية بأنني قد أصبحت عجوزا يا ذات الساقين الطويلتين؟ &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: ولكن الصحافة/ الاعلام هو الذي يبث أخباراعنك بأنك قد ناهزت الخامس و الأربعين من عمرك.والزمن كما يقال قاتل صامت لا يرحم .هل تخاف من زحفه على جل مساحات مجدك الفكري والسياسي وشهرة نضاليتك التاريخية لأنها معرضة لحتمية الاندثار المعقول؟ لا داعي للقلق والتوتر فكل شيء مكتوب على اللوح المحفوظ. وأجل الحياة مكتوب على جبينك منذ الأزل .و القدر ليس لعبة كما تتوهمون وما الإعتقاد في الصدفة سوى وهم فقير تنقصه بعض لمسات المصداقية وختم طابعي الأصيل كي يصدقه الناس . --اللاديني(التقدمي): ومن قال لك بأن عاديات الزمن وزحف العمر سيتطرق إلى رأس العقلية الحية التقدمية التي لا تنفذ طاقة شبابها؟ أنا الكائن الإجتماعي حتى النخاع مازلت أسيطر على الجماهير الشعبية التي تعشقني وتستمتع بالنظر في سحنتي ويصبح يوم إصغائها لخطاباتي يوم عيدها.الذي تطرب فيه عناصرهم وتمرح بكل ما أوتيت من فرص لتفجير مكبوتاتها. إنني أفلح كثيرا في تفعيل عملية امتصاص غضبها لتزودني بتصفيقات تسبغ المعنى على حياتي. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: ولكن عفوا يا مشروع قراني لاحاجة لنا إلى اللف والدوران الحلزوني حول بقايا الأطلال البائدة.فقد حان الوقت لنعلن الصراحة كشعارنا الأول والأخير إذا كنت فعلا ترغب في أن تكون زوجا مستقبليا لي. فبدون اقترانك بك ستنفضح (تقدميتك)و(حياتك) و(تحضرك) و(حداثتك) الوضعية أمام من تعتقدهم (أموات)( تخلفيون) (همجيون) و(تقليدانيون خرافيون). --اللاديني(التقدمي): كفاك غرورا فانا أتمتع باستقلالية تامة تخول لي عدم الاعتماد على الآخرين لفرض شخصيتي القوية و تبليغ رسالتي التي أرغب في تحقيقها. لا داعي لأن تجعلي من حبة الثلاثين سنة قبة تجعلين منها عجوزا تقدميا لا يقوى على الحراك. كيف تتخيلين ستكون التقدمية وهي في أرذل العمر. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: ولكن عفوا يا زوج مسقبلي لقد مضت 15 سنة على إعطائك الوعد لي بالزواج . وكنت حينذاك في ال 30 من عمرك.مما يعني منطقيا وموضوعيا حسب اصطلاحات قاموسك المفاهيمي أنك في عمر ال 45 .لقد أصبحت كهلا ولم تعد شابا كما كنت. لا داعي للتصابي والمكوث في عصر المراهقة الذهبي، لقد فاتك قطار الزمن وحان وقت النضج وتحمل المسؤولية عن طريق الزواج بي في أسرع وقت ممكن .و غلا فإن مسرحية (ألعوبة الكارثة السكيزوفرينية) ستنكشف كواليسها أمام المتفرجين. وتبقى انفصامية شخصيتكم بعورتها العارية امام الملأ الذي لا يرحم بقهقهاته الساخرة. -- اللاديني(التقدمي): وهل تظنين بأن التقدمية سهلة المنال يا (حقيقة). إنها ابنة عم (الموضوعية) وابنة خال( المعقولية) وحفيدة( التشبث بالمواقف) كما أنها جارة( عدم الانصراف) عن( دار المبدأ) ولا حتى خطوة.قلت لك أنا في 30 من عمري. أنا في 30 من عمري . ولا مزيد من أن أشرح لك كيف طارت العنزة عندما نبتت لها اجنحة بمعجزة بيولوجية رائعة. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين:هكذاإذن، أخبرني بأن التقدميين هم أيضا يؤمنون بالمعجزات.لكنهم يضفون عليها بعض التوابل التنميقية من قبيل ...بيولوجية..فيزيائية..الدماغ مادة عالية المستوى..الحب والحلم والمل والغضب مجرد فقاقيع كيميائية وتفاعلات بين الغازات ليس إلا..في نظركم العزيز.. ولكن اعذرني أن أقول لك بأنني فعلا (حقيقة) رغم تشوهات النمو الغير عادي( لساقاي الطويلتين).كما أنني لا أعترف بالكذب، لأن ماهيتي لا تؤمن إلا بالحقيقة في كل أبعادها القيمية والكونية. وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح. ولا أحب أبدا أن أكون ما لست عليه و إلا فإنني معرضة لأفجر كينونتي فأتحول إلى وحش يتقيأ التناقض الفكري و الدجل والشعوذةو مفارقات الأوهام لتباع للناس مجانا في سوق المغالطات وعلى هوامش المحطات. وما تقوله انت الان في سياق المواقع الإ ليكترونية لا يعدو كونه سوى تزييفا لوجودي و جوهر إسمي لا اقل و لا أكثر. -- اللاديني(التقدمي): إنني متشبع(بفن الممكن) القادر على تحقيق المستحيل وتحويل القرعة إلى عصير أفوكا. وجعل الوهم حقيقة مثلما كان الكيميائيون يفعلون قديما عندما كانوا يوهمون الناس بأنهم يحولون الحجر إلى ذهب. والواقع أنه كانوا يصبغونه بسائل ذهبي فقط. (حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: هذاهو المعنى الذي يردده القدماء في المثال القائل( ليس كل ما يلمع ذهبا)ليس كل من يثرثر باسم العلم والتقنية (تقدمي)ما دام أنه يرتكب الجرائم ويسرق أرزاق الناس ويمتص دم الفقراء.بل إن(التقدمية الحقيقة) تكمن في التحلي بالقيم الفاضلة والأخلاق الحسنة والسلوكات الطيبةالعادلةالتي لاتتجاوز حدودها لارتكاب أفعال الظلم.فالبدائي في هذا المقام،على الرغم من تخلف مظهره، إذا كان يتمتع بطيبوبة القلب وينزع نحو تصرف بانسانية لهوأكبر عقلية(تقدمية ومدنية) من أولئك المتحضرين في لباسهم لكن التخلف العقدي والانساني والخلاقي يعشش في تصرفاتهم الحمقاء وسلوكاتهم الرعناء في الاستهتار بالمسؤولية واستغلال الشريحة المقهورة بشكل فاسد ليعبروا عليها كقنطرة نحو مراكمة جبال من الشهرةوالكنوز وبناء قلاع من الثروات والتي تم توزيعها بشكل لا يمت إلى المنطق بصلة. لقد قلت بأنك متشبع بمحلول(فن الممكن).كيف ياترى تشرح ذلك وتحقق المستحيل؟ -- اللاديني(التقدمي): أتناول آلة الخلاط الإليكترونية .وكما تعلم أن هويتي هو انني مهووس بالتكنولوجيا &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: لقد صدقت فعلا...التيكنولوجيا في يد المتخلف..أوبالأصح لعبة التقنية في خدمة (التقدمي) الذي يرضع من ثدي التخلف...يحسبها المتنور الحي لعبة أطفال جعلت منه أحد المعجبين الذين يعبدون الغرب و أوفياء في استهلاك منتوجهم التقني .إنهم في حاجة إلى دراهمك(التقدمي) حتى تتسع الهوة الرقمية للعولمة بين الشمال والجنوب ويستمر مسلسل حلب الغرب الاستعماري للدول الفقيرة بعدما حلب ثروتهاقديمابعسكره وعتاده -- اللاديني(التقدمي): أرجوك ان تتعلمي فن الاصغاء ولا تقاطعيني رجاءا.لقد قلت لك أنني لأجل ترجمة (فن الممكن) لا بد لي من أستعين بالخلاط الكهربائي كي اخلط فيها الأفكار مع اللغة.مع رش اللفاظ بكامون التورية وزعفران المحسنات البديعية .فأمزج معها بيض العقلانية بباذنجان حقوق الإنسان مضيفا إليها بصل الإلحاد الذي يعمي البصار السليمة فيصير منها عصير علماني أصيل و في مستوى التقديم للزبناء الكرام مع الصحة والهناء. وكل من يشربه سيصاب بنوبة التقدمية التي تصدم القلب أولا وتنهار معها أعصاب المنطق ثانيا.لكن لا بأس بذلك لنك بعذها مباشرة ستعاني بعض أعراض البلادة والعناد لمدة معينة فقط. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين:حسنا لقد لي بامتياز أنك عنيد متعنت مثلك مثل باقي (التقدميين) الذين يحذون حذوك خاصة بعد تشبثك التاريخي العتيد بموقفك النرجسي المعجب بذاته الموضوعية والخائف من زحف الزمن بجيش الموت على مجمل كينونتك المصونة.فأصررت على انك في 30 سنة من عمرك وواقع المر حسب تجاعيد وجهك وشيب شعرك أن تناهز اكثر من 45 سنة.حسنا الان قد اجتزت الإختبار الأول .لنمر للإختبار الثاني. وسنرىهل تتمتع فعلا كما قلت سابقا بموهبة البلادة علاوة على موهبة العناد والتعنت العقيم؟ -- اللاديني(التقدمي): انا العلم يا رفيقة دربي ...... &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين:عفوا أن شريكة عمر من أراه يستحقني..دعك من التفاهات -- اللاديني(التقدمي): أنا جوهر المعادلات المنطقية التي ترين الكون يسير على هديها ووفق عجلات تناغمها.الأفكار بناتي بالضرورة والتقدم مصير كياني بالقوة.أما الإختبار فهو فطوري وما أسهل ازدراده...تفضلي وانطلقي على الرحب والسعة. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: و أنا أيضا الإيمان بالحقيقة/نفسي: هو عمق وجودي. حتى لو كانت الحقيقة غائبة عن بصرك أو كانت خارج إطار الحواس . ليس بالضرورة أن أكون سطحية مثلك لأن الموت بالنسبة لي حياة أفسح مجالا من هذه الحياة التي ركزت عليها نظرك. والله هو أساس وجودي لأنني جئت أمهد الطريق للضالين أمثالك من التقدميين الضالين أن يقدموا النقد الذاتي كي يتقدموا قليلا في مسارهم الذي تخلف كثيرا عن الذين فهموا حقائق الكون سريعا..ما أبطأ فهمكم و ما أكبر ضحالة رؤيتكم الضبابية. الشريعة السماوية الناضجة هي خالتي.والقيم الفاضلة زوجة عمي وهلم دواليك...إنني أدور في فلك الإيجبية لأتحاشى السقوط في هوة سلبيتكم الملوثة بمحلول الغباء المدنس وحتى لا يصيبني بالعدوى.أود أن أسألك باعتبارك مشروع زواجي المستقبلي :هل ما زلت تحبني وتعشق الاقتران بوجودي بما انك تتميز بميزة التشبث في الموقف الذي لا يتطرق إليه التغير البتة؟ -- اللاديني(التقدمي): إنني أحبك حسب درجة حرارة المحفزات الداخلية والخارجية .ووفق حركة المد والجزر للمصالح الذاتية التي يمكن ان تضمن لي مستقبلا زاهرا وفردوسا أرضيا.المهم أن حبي تجاهك حتمية تاريخية يتم تدبيرها من طرف مادة عالية المستوى وفق ظروف الزمان والمكان النسبية . &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: إذن فحبك لي ليس مطلقا كما كنت أظن و إنما قيدته بشروط موضوعية وذاتية لا أستطيع استيعاب مدى مصداقيتها أو أضمن درجة تحققها. --اللاديني(التقدمي):ليس هناك غرفة مريحة اوسرير وثير في منزل قاموسي لمفهوم المطلق حتى يعربد كما يحلو له.باستثناء عقلي(التقدمي) فإنه مطلق فعلا ولا مجال للمقارنة.فالثقة بنفسي زائدة فوق العادة.وقوة شخصيتي تصلبت مثل صخر جلمود حطه السيل من الجبل. قولي لي ماذا عساك أن تطمعي في فعله لصخر مثلي ؟ هل تستطيعين تحريكه أو دفعه ليسايرك في رغبتك لدفعه إلى الأمام؟ وهل بمقدور سحرك التأثير على مسامعه ليفتحها و يترك عملية الإصغاء ممكنة لما تريدين تبليغه إليه؟ الشخصية القوية التي لا تتزعزع امام محاولات التفهيم والتعليم؟ لا فهم ولاتعلم سوى ما أريده و أرغب فيه.لن عقلي تقدمي تقدما مطلقا .وبما أنني لا أسبح في النهر مرتين فإنني أتقمص روح التاريخ حتى إن كنت لا أعترف بكلمة روح في معجمي أصلا. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: لن تلحق ان تعود حيا مرة أخرى إن سبحت في نهر جارف. و كيف لمزاج منكمش على ذاته، مغرور بوجوده، لاجتماعي بطبعه أن تكون له روح لأنه كيان ميت بالقوة تخلف عن مواكبة قطار الاندماج في الذاكرة الجماعية التي ترفض كل نخبوي يطل عليها من أعلى برجه العاجي والذي يخاطبها بلغة طلسمية كأنها اللغة الوقواقية. -- اللاديني(التقدمي): دعيني أحقق ذاتي العجيبة بدسمها المعرفي المتميز ولا تتركيني فريسة العوامية أذوب ثلج في بركة الرعاع الشعبويين.لا مجال لمقارنة عقلي التقدمي العلموي الفذ مع حريرة العقول التافهة للحثالة المجتمعية التي لا تفقه شيئا في هذه الحياة سوى البطاطا. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: و أنا دعني أضع نقط الحذف لمزيد من الإستطراد التوضيحي...بما أن كمشروع زواجي مستقبلا، فلا حاجة لي بتغطية ضباب الوهم بغربال السفسطة التغليطية. أعود و أسألك ، لمزيد من تقليص الزخم التوتري : ماهي الضمانات القابلة للقياس والمكلاحظة التي ستقدمها لي بكل تقدمية و أريحية حتى لا يقدم قطار المماطلة شيئا من القلق ولا يؤخره. كي أضمن رسوخ قدمي الثابتة على رأس وجودك المدني المهلهل كانه صهارة اللافا البركانية القريبة جدا من التأويل الممكن لتحول نور عقلك إلى ظلام وتحول نسيم انفتاحك إلى عاصفة تتحجر معها كل إمكانيات المرونة التي ستساهم في تعديل المسار المنحرف عن جادة الصواب في آخر لحظة إنقاذية تنقذ الموقف الذي ستتعرض له(حقيقة). -- اللاديني(التقدمي): لا داعي للقلق فوعد (التقدمي) تقنية لا بد من تفعيل بعض معادلاتها الرقمية كي تحرك آلياتها الديناميكية تجاه تمزيق غشاء الصمت المتعمد من طرف بعض السلبيين.أولا تعلمين بأن (التحضر) سروالي و(التنور) تنورتي... &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين:هل تلبس تنورة أيها (التقدمي)؟ هل انت ذكر أم أنثى؟ --اللاديني(التقدمي): أنا خنثى حسب مفهوم( فن الممكن). كما أنني أريد أنأجمع بين السياق الصراعي الذي أصاب الجنسين عبر التاريخ كي يتحد الإنسان .فألد مكانك انت يا (حقيقة).إذن لا حاجة لك بالقلق .أنا سأقوم بالولادة والطبخ نيابة عنك.ولتكرسي وقتك للكتابة عن الحقيقة. .لتعلمي علم اليقين أنني تقدمي بامتياز.كل شيء ممكن معي . المستحيل بقرونه الفحولية سيصير دجاجة مع رغبتي في تحويله كذلك. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: إذن قل لي بأننا سنغير خريطة الوظائف وسنقوم باستبدال الأدوار الإجتماعية والسلام. هل تريد أن تلعب دور البطولة المطلقة فتكون انت التاريخ نفسه؟مع غيابي المقصود من على ساحة التأثير التي ستضمن لك المصداقية أمام المجتمع؟ -- اللاديني(التقدمي):أرجو أن يكون سؤالك دقيقا حتى أستطيع أن أضع عليه مسطرة الموضوعية فأقيس أبعاده و أجيب عنك بوضوح وملموسية لا غبار عليها. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: إنني أريد قول: هل ما زلت تحس بي في قلبك؟ -- اللاديني(التقدمي): صراحة أحس بك أكثر في بطني؟ حينما اتناول كعكة محلاة بالفراولة. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين:أعيد صياغة السؤال:هل ما زلت موجودة في أعماق قلبك؟ --اللاديني(التقدمي): وهل أنت حمقاء إلى هذه الدرجة كي تتعمدين الغرق في بحر قلبي؟ &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: انا مستعدة للتضحية بحياتي كي اؤكد للناس مدى زيف (تقدميتك)ويروا حقيقة وجهك العاري من مستحضرات الماكياج. --اللاديني(التقدمي): عفوا فهذا الذي تراه نعمة جمالية أسبغتها الطبيعة على وجهي وليس مستحضرات كيميائية كما تزعمين .أنا أستغل العناصر الكيميائية لضرب الإرهاب الذي يهدد مصالحي و إسالة دمه الذي سرعان ما يتحول ماءا لأن أصله ليس أصيلا حسب آخر ابحاثي. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: هل تراني اتقنت الغطس في بركة قلبك الضحلة؟ --اللاديني(التقدمي): لا إنني أراك الآن على شاشة عيناي تستغيثين وتطلبين النجدة لأنك تختنقين &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: أختنق بسبب تلوث البيئة في بركتك الملوثة النتنة التي لا تتوضأ لأنها ليست معتادة على النظافة. هل تراني الآن في عمق بحر قلبك؟ --اللاديني(التقدمي): إنني أراك الان تسبحين من حين لاخر على سطح قلبي وكلما حاولت الغوص تبقى رجلاك الطويلتان طافية للأسف فوق بحر قلبي.ولا ادري لماذا؟ &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: إنني لا أريد هذا الأسلوب المنحد من الغزل المتورط في اللف والدوران حول محور التخلص المجاني.. سأعيد صياغة سؤال سريع أيها الثقيل: هل ما زلت اتمتع بوجودي الموضوع داخل أعماق ذاتك المترددة المصابة بالشك المرضي؟أم انك تريد زواجا مجانيا بدون صداق رمزي يرفع من قيمتي المعنوية؟ أم انك تريد الإقتران بي بشكل زواجي آلي لا حياة فيه ؟فتتخذني كغطاء تبريري للحصول على أصوات مصداقيتي من طرف قبيلتي . ويتم تسييس مساري الفكراني لتستغل طيبة نواياي في صياغة رصاصات الاقتناص العقلي كي تصيب بها كبدي فتسقط(حقيقة) صريعة وتضيفني جثة هامدة إلى قاموسك ( التقدمي) تعمل على تزييف معالمي وترقيع حقيقتي. --اللاديني(التقدمي): رغم أنني أمارس نوعا من أساليب المغالطات أحيانا إلا انها أساليب جد متطورة رقميا واستطاعت أن تتجاوز إبليس في سرعتها وهلاميتها الخارقة. فاصبحنا عفاريت الزمان التي تتجاوز سرعة الصوت والضوء في تمرير مواقف هي وحيدة زمانها و التي تخدم برنامجنا (التقدمي) على اعلى مستوى. لقد أصبح الان إبليس كأمير للظلام تلميذنا الذي يتعلم منا أخطر الخطط الجهنمية للتحايل على رقابة المنطق الموضوعية ويغلفها بغلاف العسل التنويري الحداثي ليعزف أنغاما فردوسية تتجلى من خلالها هالة (حقيقة) بكل وضوح. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: زين ما شاء لك أن تزين بشعاع ذهنيتك (التقدمية) المعطوبة وانشر غسيل الفساد على سطح الكوكب .لكن كن على يقين أن العامة التي تسخر منهم اذكى منك بكثير لأنهم فطريون عفويون في حكمهم.والحق ظاهر بين كالشمس لا يمكن لغربالك أن يحجبه بكل سهولة.و إنهم سيتشككون في أمرك المشبوه ما دمت ك(حقيقة) قد رفضت التحالف معك عبر زواج شرعي. --اللاديني(التقدمي): وهل سيزيل زواجي الشرعي بك تردد الناس في تقبل نصائحي الفضائحية و أفكاري العارية من كل اللباس ونظرياتي المتورطة يداها في قتل الأبرياء و أصواتي التي دخلت المنطقة المحظورة فثقبت بضجيجها الغير قانوي غلاف الأوزون؟ &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: إذن فقد تورطت سيادتكم المتطورة في جريمة (ثقب الأوزون) مرحى مرحى بالخبر السار..أسألك هل ما زلت في عمق قلبك وتتقبلني ك(حقيقة)؟ -- اللاديني(التقدمي): إنك في عمق قلبي لكن رجلاك طويلتان مازالتاخارج قلبي لا أعلم لماذا؟ &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: هل تعلم لماذا ؟لنك لا تعترف بوجود(حقيقة) الحقيقة كما هي .ولكنك تريدها كما تريدها على مقاس نظرتك القصيرة.أنت مصاب بعقد كراهية كل طويل لنك قصير. كما أنك تتمتع فعلا بموهبة البلادة المتطورة بالإضافة إلى عناد ك التقدمي. --اللاديني(التقدمي): وما العيب في وجود البلادة والعناد في عقلية (تقدمية) تتقن الشعارات والكلام المعسول .ذلك العناد نفسه وتلك البلادة نفسها ترتديان لباس (التقدمية التنويرية الحية) وهي رصاص حي يستهدف كل نهوض محلي فضل القبوع في تخلف لا يريد أن ينفتح على الغرب. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: إذن فقد ذهبتم إلى الغرب وجئتم لتتغوطوا علينا . وحينما أكلنا نفاياتكم في مزبلة تاريخكم أصبحنا مشبوهين و أنتم أصبحتم أشباه مثقفين يركضون في إصطبل الحمير المنبطحة التي تزدرد برسيما سرقه المرتزقة من المقهورين. --اللاديني(التقدمي): إنك يا (حقيقة) تعلمين كل أسرارنا علينا التخلص منك عاجلا أو آجلا لأنك ستلوثين عقول أنصارنا بمرض النقاء والنزاهة .وهذا ليس في صالحنا لأن صرح الفساد الذي نقتات منه مهددة ومزبلة تاريخنا يزعجونها بخطر التنظيف والتنقية. &(حقيقة) ذات الساقين الطويلتين: أعذرني أن أعلن مباشرة على هواء المواقع الإليكترونية أن أفسخ خطوبتي معك يا زعيم القوى( الحية التقدمية والتنويرية) . لا أريد من ذريتي و أولادي المستقبليين الذين سألدهم معك أن يتعرضوا لخطر إصابة ملفاتهم السرية بعدوى الفيروس الملوث.خاصة الإصابة بجينات البلادة والعناد.و إلا فإن الإنسجام والتواصل سيزول في عالمها وبالتالي سيصير الكذب والزيف رخصة لإصدام قطار(حقيقة) بصخرة الإندثار .سأبحث عن زوج آخر...أقول تبا للأغبياء الذين يعذبون الإنسانية بمشروع فكرهم المتمرغ في أوحال السلوكات المشبوهة البعيدة عن الاستقامة والنزاهة والنقاء...تبا للنرجسيين المغرورين الذين لا يحبون إلا أنفسهم تحت غطاء عدة شعارات رنانة بعيدة كل البعد عن انتمائها لعائلة(حقيقة).و لا بد لهم يوما أن يفهموا- إن كان لديهم فعلا حسا للفهم السريع- بانه لا بديل عن(حقيقة) لمن اراد ان يتمتع بوجود شرعي ويحصن كيانه حتى لا يدفع ثمن السقوط الأخلاقي الفادح. وآن أوان النضج لتنتهي لعبة الغميضة لأننا لم نعد صبيانا أو مراهقين. حكيم السكاكي