حكيم السكاكي:اللاديني المؤدلج:لماذا يتحدى الله؟كيف يحمل شارة الامبريالية؟وهل يستحق مزبلة التاريخ؟ يقول الشاعر : إذا أتتك مذمتي من ناقص.........فتلك شهادة بأنني كامل....... إذا اتجهت أصابع الإتهام بكثرة من طرف عشاق التلوث نحو شخص يعتبر من الأطهار المتطهرين والأنقياء المعتزين بنقاوة اللسان والفعل.فاعلم أن ذلك الشخص بريء مظلوم و الإتهام مبني على تعصب عبثي وتشنج انفعالي غاب معه عنصر العقل والحكم المنطقي.و إذا رأيت عاهرة تستهزأ بفتاة شريفة لأنها مازالت تحافظ على بكارتها فاعلم انها علامة قيام الساعة. وإذا كثر اللغط الباطل على صواب متفق عليه. فاعلم هداك الله أنك بصدد مواجهة مؤامرة تريد قلب الحقائق لغرض في نفس الشيطان.و إذا تلقفت أذناك أخبار القدح والذم عن الإسلام من طرف أنصاف علماء لأنهم أصلا جهلاء و أشباه مثقفين لأنهم مجرد سطول لنفايات الاستعمار الثقافي،فاعلم حينذاك بأن شهادة هؤلاء تدفع المسلمين بالتعلق أكثر بدينهم بالإضافة إلى أنه يشجع اللامتدينين العالميين الآخرين بالبحث عن أسرار الإسلام لاعتناقه بعد ذلك بكل أريحية واقتناع . لأنه فعلا دين كامل انطلق اتهامه من طرف أناس تبعيين ناقصي القدوة ،أحاديي المعرفة، سطحيي الوجدان، مبعثري الذهن و ضائعي الهدف. إذن لا تستغرب يا من له غيرة على دين الله إن وجدت أن الشعب الفلسطيني قد باعه العلمانيون الفتحويون أمثال دحلان وغيرهم كثيرون للأعداء الإمبرياليين لغرض مصلحتهم الشخصية أولا ثم لكرههم الشديد لكل ماهو إسلامي. وما الحكومة الاسلامية حماس سوى مظهر من مظاهر هذا الإسلام المقاوم الثائر على الظلم لإحقاق الحق. ولا تعجب إن رأيت أن بطش القومجي العلماني الشيوعي الأسد الفأر أعتى من الدولة الصهيونية.قس على ذلك كل المعارضين في كل البلدان الأخرى التي صعد فيها نجم حكومات إسلامية بعد الربيع الديموقراطي ،بحيث ترى أنها مستهدفة من طرف الطابور الخامس للإمبريالية العالمية التي تسمي نفسها قوى مدنية أو جمعيات ثقافية مشبوهة، وهي تعمل تحت مظلة الإمبريالية العالمية التي تحارب الله وتتحدى ملكوته باسم عناوين عريضة هي مجرد ماكياج سيذوب مع أول إطلالة شمس الحقيقة. إن ضعف المناعة الهوياتية في شخصية اللاديني الغير متماسكة العناصر، تمنح الضوء الأخضر لولوج فيروس الإيديولوجية الملوثة في علبته السوداء. ليشرع هذا الأخير في قضم آخر آمال الإستقلالية الذاتية في ذات اللاديني، عبر عملية صياغة عقله الشقي و إفراغه في قوالب بعيدة كل البعد عن النزاهة والاستقامة.فترى مثلا فريقا من الحشرات البشرية المتكبرة المؤدلجة تتحدى بمزاجيتها المغرورة الصرح الميتافيزيقي للحقيقة الغيبية لأجل تقزيم حجمه الروحاني العتيد و تحويله إلى كتلة مادية باردة علما أن مطلوبه لايعدو كونه من المستحيلات.فتحاول الطفيليات السابحة في بركة التفاهات أن تؤسس العالم على مفهوم الضجيج والثرثرة العقيمة والفوضى الخلاقة دون أن تقعدها على كرسي الصمت والحكمة .إن الأغبياء فقط هم الذين يصمتون دهرا لكنهم في آخر المطاف ينطقون هرطقة وكفرا.من هنا فإن الذهن السطحي الذي يملك شعورا سطحيا من النادر جدا أن يمتلك ذرة من عمق الشعور في باطنه لأن هذا العمق يعني أن لصاحب الذهن السطحي هذا وعيا أصيلا وبعد نظر وشساعة في الأفق. إلا انه للأسف يبتعد كل البعد عن دائرة الوعي الأصيل ليسقط في هوة اللاوعي العليل، بعدما يتعرض لأشعة الإستلاب الثقافي وغسيل دماغ مبكر قامت به قوى الإمبريالية التي تريد الإستحواذ على العقول والقلوب المحلية بعدما تجردها من حس انتمائها وهويتها و إيمانها ودينها .وبعدئذ يصبح الأمر سلسا للسيطرة على الثروات ورساميل البلاد.لهذا يمكن الجزم بأن اللاديني المؤدلج مخطئ جدا حينما أعلن تحديه لله من منطلقات مصلحجية /نرجسية / قومجية/قناعات تغريبية/تمثلات خاطئة/أو عقد نفسية تدفعه إلى تصفية حسابات تربوية مع آباء أميين يبدو أنهم يمثلون الاسلام في نظره وهم أبعد من ذلك.وهذا الخطأ الذي سقط فيه اللاديني المؤدلج إنما هو نابع عن إسقاط بعض أحكامه الواهية على نماذج بشرية فاسدة تدعي انتماءها للإسلام زورا وبهتانا. ولم ينخرط البتة في عمق عملية فهم واستيعاب معاني المنهج الإسلامي الحقيقي.لهذا فبإصراره على تحدي الله و إقصاء الاسلام من الحياة العامة والخاصة،إنما ينفذ برنامجا استعماريا شيطانيا خفيا ويحمل لاشعوريا شارة الإمبريالية العالمية المتوحشة التي تحارب الله /الاسلام وكل ما يمت إلى قيم العدل والحرية والكرامة الانسانية بصلة.وما هو معروف عن الحاقدين المحليين على الاسلام انهم مقلدة بامتياز لأولئك الغربيين الذين يتخذون الإلحاد والتجرد من الايمان بالله كوسيلة للتخلص من دين سماوي زيفته الكنيسة فافترت بذلك على الله وخدعت الناس بوعودها الخرافية وتعاليمها المفبركة بشريا.كما أنهم يتخذون هذا الالحاد وسيلة لصفاء الذهن، لجعل معرفتهم المكتسبة محايدة كما يزعمون لكن البشر هيهات له أن يلتزم الموضوعية المطلقة إذا تعلق الأمر بحسم مصيره الوجداني لبصم الحقيقة الغيبية بطابع اليقين . إن ما خبره معظم المفكرين والباحثين عن الطبيعة البشرية، جعلهم يؤكدون أنه من الصعب بمكان التزام الحياد المطلق وعدم الانتماء إلى عقيدة معينة،إذ يعتبر اللاديني نفسه متدينا ومؤمنا بعقيدة إسمها اللادين .وفي الواقع أن الوضعيين أنفسهم بثباتهم على نهج الموضوعية بشكل دوغمائي وادعائهم العلموي اللاديني المبالغ فيه إنما هم أيضا أصبحوا سيكولوجيا مصابين بهوس نفسي يتحول إلى عقيدة لا تتزعزع رغم أنفهم يصوغون من خلالها شاءوا أم أبوا إلاها ينتمي إلى عالم الغيب يسمى بالتقدمية أو بالحداثوية أو مابعدها أو ماقبلها أو وسطها. سمها ماشئت.و إذا قمت ببحث ميداني على اللاشعور أو الارث الجمعي السيكولوجي لبعض الملحدين اللادينيين المحليين، باستثناء البعض الآخر طبعا ،ستجدهم أنهم ورثوا غريزة الهدم والعرقلة لكل جهود مقاومة الفساد والإصلاح ،لأنهم بكل بساطةإما انهم: أبناء أو حفدة عملاء الاستعمار أو ضعفاء الشخصية من المنافقين الانتهازيين الذين يبيعون مبادئهم بمجرد إغرائهم ببريق الذهب والسلطة.وقد تجد من هؤلاء الحاقدين مغمورين لا محل لهم من الاعراب في المجتمع فيحاولون الإطلالة من شرفة الظهور لتسليط أضواء الشهرة عليهم.لذلك ترى بأنه كلما كان ماضي الانسان مشبوها كلما كان قربه من الحقد على الدين وشيكا.فإذا كان أجداده لايتمتعون بمصداقية تاريخية مثلا بحيث أنهم كانوا ضد المناضلين المجاهدين كأذناب للاستعمار، كان الأخير يحركها ضد المقاومة. لابد و أن تتحرك لدى اللاديني المحدث دينامية الدفاع عن النفس لترقيع سمعته التاريخية وذلك عبر تعويض نقصه بشيء يثير أكبر حجم من انتباه الآخرين بتميزه عن الخروج عن المعتقد الجماعي والثقافة المشتركة. وكلما كان مقامه الاجتماعي مهمشا معزولا لأنه يعشق التفرد بذاته خروجا عن الجماعة كالشاة القاصية، كلما سهل على ذئب الاستعمار الثقافي أن يلحس مخه بلسان التبعية والانسلاخ عن الهوية.زد على ذلك أن الفقير معرفيا هو أيضا قابل للإصابة بطاعون الالحاد لأنه مجرد شبه مثقف يدعي أنه من النخبة المثقفة وهو ليس كذلك للأسف،هو أيضا نموذج قابل للادلجة في قالب لاديني يشتم الاسلام والمسلمين. من ضحايا هذه الأدلجة اللادينية أيضا ،أصحاب النفسيات المهزوزة المغروسة فيها مجموعة من العقد النفسية مثل عقدة النقص التي ورثها مثلا عن أجداده الخونة ،هذا إذا كان افتراضنا صحيحا فيما يخص ماضيه ,فترى أن تمظهرات هذا الإرث الذي يحملونهم بين جنباتهم تتجلى في أنهم تشبعوا بثقافة الاستعمار المحبطة للعزائم والمطلقة لعنان خطاب اليأس و ترى أن أغلبهم ينجرفون مع تيار إدمان الممنوعات مثلا،فتراه يرفض كل ماهو إسلامي بحجة أن التصور الإسلامي للأشياء ينتمي إلى قرون التخلف الوسطى كي يبرر تعاطيه واتجاره بالمخدرات لاأقل ولا أكثر.بينما تراه مقابل ذلك يعاني عقدة عدم الثقة بالنفس فيفتخر بالغرب ومنجزاته في شتى الميادين .كمثال يفتخرون باستيرادهم لمفهوم حقوق المرأة من الغرب ونسوا بأن الاسلام هو الذي أنصف المرأة أكثر في قضية الميراث .فأعطاها نصف حصة الرجل أفضل من الغربيين الذين حرموا المرأة من الميراث بعد زواجها مثلما حرموها من اسمها العائلي كحق للانتساب والانتماء. فتراهم يفرضون عليها أن تتقمص الاسم العائلي لزوجها.زد على ذلك أن تاء التأنيث ليست موجودة عندهم فيما يخص المهن:مثال نجد في اللغة العربية: طبيب وطبيبة/ أستاذ و أستاذة أما الفرنسيون مثلا فلم يعترفوا بمهنة المرأة وعملها بعد من خلال إرثهم اللغوي الحامل لروح ثقافتهم. فتراهم يقولون للأنثى الممتهنة لمهنة التعليم: professeur عوض professeuse ويقولون للطبيبة: docteur عوض docteuse وهذا مجرد غيض من فيض.ومازال اللاد ينيون المخدوعون ينساقون وراء لعبة الخداع التي يمارسها عليهم الاستعمار الثقافي .وعلى ذكر الاستعمار.من المعروف أن أساليب الهيمنة الغربية مرت بثلاث مراحل:
1-مرحلة العهود الإستعمارية التقليدية المتمظهرة على الصعيد العسكري الذي كان يصبو إلى السيطرة المادية على الموارد المحلية إلى جانب محاولة تحوير الهوية الثقافية بمكوناتها اللغوية والتاريخية والعقدية والميادين السوسيو اقتصادية.
2- مرحلة الغزو الفكري والاستعمار الثقافي التي جاءت مباشرة بعد مرحلة الاستقلال الشكلي الذي خلف وراءه تركة عميلة ثقيلة تسمى بالطابور الخامس.في الظاهر يبدو أن البلدان المستعمرة قد تخلصت من الاستعمار العسكري وقيود الاحتلال المادي الغربي.لكنه قبل أخذ حقائب المغادرة، كان قد خطط جيدا لتدجين العقول المحلية الهشة ونجح في تشكيل نخبة ممسوخة من الشخصيات المهلهة عبر غسل أدمغة شباب محلي بثقافته الوضعية المناهضة للإسلام. مما نتج عنه حالة رهيبة تبعية فكرية رهيبة و تقليد ثقافي للغرب سواء كان ذلك عن وعي أو عن لاوعي. فقسم المجتمع إلى مجتمع مدني ومجتمع ديني/لربما أنه يمكن وصفه في بعض الأحيان أنه مجتمع همجي علما أن المدنية في الأصل انبثقت عن الدين باعتباره حارسا للنسق الأخلاقي والقيمي.
3- مرحلة الإمبريالية المتوحشة وهي عملية متطورة في شن حرب عولمية شاملة على الاسلام باسم محاربة الارهاب،بحيث تزامنت هذه الحملة الهجومية الشرسة مع هجمات الحادي عشر من شتنبر عام 2001 المفبركة ،حيث قادت الصفوة الغربية بما فيها النخبة الببغاوية الثالثية المرتزقة التي تصفق على جرائم الليبيرالية بكل حرارة وتردد كالببغاوات مايقوله زعيم المسيحية الصهيونية آنذاك جورج بوش الابن الذي قال (من هو ليس معنا فهو ضدنا) قاد حملة سياسية مدنسة مناهضة للاسلام عبر وسائل الاعلام وهو في ظاهره حرب على التطرف والارهاب المزعوم لكنه في العمق مجرد مؤامرة خسيسة تستهدف تطويع أكبر ديانة عالمية في قيمها ومفاهيمها لتتلائم مع قيم الحضارة الغربية الرأسمالية والعلمانية واتخاذها بعد ذلك مبررا لوضع قبضتها الحديدية على بلاد المسلمين.إذا كان بوش والليبيراليون الجدد يحاربون الاسلام.و إذا كان الشيوعيون من أشباه مثقفينا في الريف والمغرب بصفة عامة يحاربون الإسلام مثلما صرح به سفير روسيا بأمريكا بإذاعة سي إن إن بأنهم لايأبهون لا للشعب السوري ولا للعائلة الأسدية. وإنما همهم الوحيد وخوفهم هو سقوط النظام العلماني في قلعته العربية الأخيرة ثم صعود الاسلاميين إلى الحكم في سوريا. وانظر إلى الحقد العلماني أين وصل في مصر بالاسلام وكل من يمثله .فالقوى الليبيرالية والعلمانية والمسيحية و أيضا ذيول النظام المباركي البائد الذين يسمون بالفلول يحشدون الناس والأحزاب كي يعرقلوا التجربة الإسلامية والتي عمرها لا يتجاوز خمسة أشهر. ليسوا لأنهم مناضلين تاريخيين. ولكنهم يحسدون تجربة الحكم في المشروع الإسلامي التي انتزعت منهم كراسي السلطة. وما الرئيس مرسي سوى رمز إسلامي و رئيس مصر الاسلامي الذي استقطب أنظار الشعب العربي والاسلامي حينما بادر إلى دخول غزة وقام برفع الحصار عنها حينما فتح معبر رفح . ليتجاوز بذلك سقف التصورات التي كانت تراهن انه سيقتفي أثر مبارك الخائن الذي شوه مصر وانتقص من شأنها.إذن فالقضية مشبوهة .و أصبح هناك تحالف سري بين قوى الاستعمار العالمي الجديد وعملائهم في البلدان الفقيرة لتبديد وجود اكبر دين عالمي يستقطب أكبر عدد من المعتنقين في العالم. والله متم نوره ولو كره الكافرون.أما لادينيونا المؤدلجون المقولبون في قوالب جاهزة للتصدير فإنهم فعلا مساكين. باعتبارهم أشباه مثقفين و ودمى يلعب بها ، وكراكيز يتم تحريك خيوطها من الخارج بحفنة من النقود. مدمنون على تبعية الغرب ،و مهما تمادى بهم العجب بذواتهم المهزوزة وشخصيتهم المشبوهة التي يسمونها علمية تقدمية متحضرة ولادينية، فإن أغلبهم في نهاية المطاف قد رضعوا من ثدي التخلف وقلة التربية وفقر المعرفة والتثقف لا أقل ولا أكثر.. وتبقى ملة أعداء الاسلام ملة واحدة حتى لو اختلفت مواقفهم السياسية والفكرية والقومية.. .وبهذا يكون اللاديني المؤدلج لقمة سائغة للعبة الخديعة الامبريالية الكبرى المدهونة بمكر التاريخ الذي يأتي على الأخضر واليابس.وبالتالي بسبب غبائه ، سيتورط في تهمة الخيانة وستتجذر أقدامه في تربة الفضيحة التي ستلوث سجلات سيرته الذاتية وترمي بها في مزبلة التاريخ التي لا ترحم... ما أسهل أن نستبدل صياغة المزبلة بالمفهوم المادي لنحولها إلى حديقة أو مسجد أو مدرسة لكن ما أصعب أن نتخلص من لعنة مزبلة التاريخ بالمفهوم المجازي الرمزي .إن مثل هذه اللعنة تضطهد صاحبها مثل الكوابيس في حياته ومماته،فيبقى أثرها وصمة عار على جبينه بعدما تعمل على تشويه سمعته وتضعه في خانة عملاء الطابور الخامس وهو لا يعلم أنه كذلك . علما أن العلم الذي يغتر به، فيه كثير من الجهل ،بحيث أن جهله مركب تركيبا معقدا. وهو يعتقد وهما أنه يملك الحقيقة بعدما يتحدى الله والاسلام. وهو للأسف لا يعلم أنه لا يعلم بل ويجهل أنه أكبر جاهل على وجه الأرض. ولقد انطلت على اللاديني المؤدلج كل تفاصيل الخديعة الكبرى للإستعمار الثقافي الذي استعبده وجعله يسجد في محراب التبعية العمياء، لأنه بكل بساطة قد افتقد منذ البداية إلى المناعة الهوياتية الباطنية والتربية الوجدانية الصحيحة للإيمان بالله كحقيقة علمية لا غبار عليها.إن عنصر الحق المبطن والمتمظهر في الدعوة الاسلامية إنما يحشر وجود الله في كل صغيرة وكبيرة ،في الدين والدنيا، في المجتمع والسياسة ،في المسجد والادارة،لأجل الحفاظ على وحدة الانسجام بين المصلحة الفردية والمصلحة الجماعية دونما تصادم محتمل.و إن المؤمن الحقيقي من كثرة تركيز قواه الوجدانية على معرفة نوعية مصيره الذي ينتظره بعد الموت ،لابد له من مواجهة هكذا خوف قاتل بعقلانية وليس بالاعتباطية.هذا الخوف الذي يهدد توازنه الوجودي إنما تتجاوز درجة خطره الموت نفسه. وهذه المواجهة لاتكلل بالنجاح وضبط هكذا هاجس لا يتأتى بضمان الأمان من العذاب الإلاهي عبر العمل الإيجابي الذي يساهم في استبعاد شبح العصيان الذي يؤثر سلبا على المجتمع بطريقة أو بأخرى.وهذا التركيز الوجداني المنبثق عن الإنسان المؤمن بالله و الذي يراقب مظاهر العظمة الإلاهية عن كثب ،إنما يؤدي به إلى الإنغماس بكليته عقيدة وسلوكا في الذات الإلاهية التي يعشقها حد الفناء وإفناء الذات كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل فهم معنى الموت ككابوس مخيف واقف لنا بالمرصاد. والذي من خلال فهم معانيه بعمق ،يستطيع الانسان الظفر بالمفاتيح السحرية لامتلاك هذا االهاجس المرعب والسيطرة على وحوشه التي تهدد توازننا النفسي والوجودي .وبالتالي نضمن الحد الأدنى من رحمة الله عبر حضوره الإلاهي بحيث يوجد معنا حيثما وجدنا ،في السر والعلن،في المسجد والمنزل والإدارة،في العبادة والسياسة،وبالتالي تتوحد الذات البشرية المؤمنة بالله مع الذات الإلاهية التي يشع نورها إيمانا في قلوب المؤمنين الصادقين الذين يستحضرون عظمة الله في كل مكان وزمان.إن نور الروح البشرية عندما تتوحد بنور الله، سينبثق عنه اتحاد قوى الخير والنور ضد قوى الشر والظلام التي تتقن إيذاء البشرية عبر توريطها بخداعها في أتون تصادمات عنيفة. وعبر هذا التحالف الإيجابي سيحدث انسجام فعال يؤتي ثماره في كل وقت وحين.و إن الإنسان المؤمن بالله عندما يركز طاقته الإدراكية والوجدانية على من هو أحق و أجدر باستحضاره في كل صغيرة وكبيرة ألا وهو الله جل وعلا،إنه في الواقع من الصعب بمكان أن يفصل دينه عن دنياه ومجتمعه وسياسته.لأن المؤمن الحقيقي لايرى شيئا مهما صغر إلا ويرى الله معه فما بالك بالأمور الكبرى التي ترهن قضايا المجتمع ومصالحه ومصيره مثل السياسة ؟يقول الله سبحانه في كتابه العزيز: (وهو معكم أينما كنتم)..تتمترس شتى الممارسات اللادينية المشبوهة وراء ترسانة هائلة من الخروقات اللاأخلاقية لأنها بكل بساطة فقدت فرامل الردع الإستعجالي التي تكبح رعونة الطيش الإستهتاري المنبثقة جذوتها من الطاقة الإيمانية التي تزود البشر بالتعقل. وإذا كان المفسدون في الأرض يعشقون الصيد في بركة التلوث ويفضلون لعب دور الخنازير في رفض كل ماهو نقي،فذلك راجع إلى رفضهم لعنصر التدين الذي يلح على حب النظافة ونقاء الفطرة.وإذا كان بنو علمان يتبجحون بالالتزام بمبادئ الجد والتقدم العقلي المتمأسس على المعرفة العلمية، فإنهم عند الحصول على مناصب المسؤولية ،تضيع بوصلتهم المنطقية فيتحولون أناس آليين لا إحساس ولا ضمير لديهم و مفسدين مزودين بفلسفة الحقد على الدين ليفسح لهم الفراغ الروحي المنبثق من اللادين كامل مجال الحرية كي يدوسوا على القيم الانسانية ويبيعوا مبادئهم الأصيلة ومواقف النضال الشجاعة في سوق النخاسة حيث يتنافس الانتهازيون الجبناء بتقمص دور العهر السياسي على أقبح خشبة وبأردأ إخراج ،بحيث ترى المسؤول المتعلمن يستسلم لبريق الذهب والمال عندما يطل على خزينة الثروة الجماهيرية ،وعندما يساق إلى محكمة إلغاء الفساد كخروف العيد ينبري محامو الشيطان لتزيين واجهته بتوابل البراءة وبكونه ضحية لمؤامرة مريبة مفادها تصفية حسابات إيديولوجية.كما أنك ترى مناضلي آخر الزمان يدافعون عن المجرم المفسد التقدمي في لصوصيته الغير قابلة للقياس والملاحظة. إنه بطل الطبقات الشعبية لأنه بكل بساطة سرق ثروة الجماهير الشعبية .والسؤال المطروح في هذا السياق هو: لماذا يعشق المفسدون اللادين و يحقدون على كل من انخرط في عملية التدين كون جل جريمته أنه يستحضر وجود الله وعظمته في كل مظاهر حياته؟ ولماذا يغرم بنو علمان بالتخبط في وحل الطمس والانطماس.طمس هويتهم وانتمائهم الثقافي عبر تبعية عمياء للغرب،ثم الانطماس كمحاولة المكوث داخل شرنقة العمى عبر رهن ذواتهم لأوهام امتلاك الحقيقة المطلقة التي تقصي أصحاب التصور الإسلامي الذي يصبو اغلبهم إن لم يكن كلهم إلى تنقية أجواء السياسة من كل عناصر المكر والخديعة المشبوهين. إذا كان يحلو للبعض أن يقصي الدين من السياسة كي يبقي على طابع الاسلام المقدس حسب زعمه وغيرته المصطنعة المزيفة ،فيبعده عن التلوث المدنس للسياسة الممارسة حاليا .فإن مانعرفه فعلا عن الاسلام أنه دين ليس كالأديان .فالحيلة لا تنطلي سوى على الاغبياء. أما الأذكياء فعلا فإنهم يعلمون علم اليقين وعبر الحقائق التاريخية أن باقي الديانات السماوية محرفة مزيفة واستنسخها الأسلام كخاتمها.أما ما سوى ذلك من الأديان فهي وثنية.إن الإسلام يامرنا أن نضع الله نصب أعيننا في حركاتنا وسكناتنا /في نومنا ويقظتنا/ في السر والعلن/ أثناء الاستقرار أو خلال السفر/ في السراء وفي الضراء/ عند اللباس والطعام والنظر في المرآة /في وقت الريح والمطر والحر وأثناء الشبع والجوع وفي كثير من السياقات الدنيوية التي نعيشها في حياتنا بصفة عامة/ورسول الإسلام بوحي من ربه جل وعلا يعلمنا ما نقوله من دعاء وذكر وعبارات داخل المسجد أوداخل الإدارة/داخل مكتب العمل أو داخل المرحاض/ خارج المنزل وداخله/ عندما ننخرط في الخشوع العباداتي أو حينما نتورط في معمعة الواقع وقضايا المجتمع وفي قلب العواصف السياسية/ أثناء الصلاة أو عند وجودنا في مقر عملنا / المهم في كل العملية برمتها أن لساننا يجب ان يبقى رطبا بذكر الله لأننا مهددين بالانقراض في كل لحظة،ويدنا على قلبنا يخفق بخشية الله نخشى أن ننزلق على سفح اقتراف خطأ سيجر الويلات على المصلحة العامة للمجتمع. والذكر كما هو معرف من طرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مخ العبادة وجوهر العلاقة الكائنة بين الخالق ومخلوقاته كاعتراف بشري غير مباشر بحاجة الناس إلى الله لأنهم ضعفاء في لحظة حصول الكوارث أو في حالة الرخاء والإزدهار الإقتصادي. إذا كان هذا هو شأن الاسلام في توطيد استحضار عظمة الله في أصغر الأشياء واحقرها ،فما بال البعض يحاول إستبعاد الدين و تهميش دوره في أكبر القضايا و أهمها ألا وهي السياسة التي ترهن مصير الملايين وتعطي الضوء الأخضر لإصدار قرارات من الحجم الكبير؟ ومن الذي يمتلك المصلحة في إلغاء عملية استحضار عظمة الله في السياسة كأعظم شيء في المجتمع على أساس انه الرابط الرئيسي الذي يربطنا بنوايانا الوفية في تنظيم قنوات المجتمع وعلاقاته البشرية وقضاياهم المعاشة لتصب في اتجاه البناء لا الهدم/ الانسجام لاالتصادم .من الذي له المصلحة في تحطيم مصباح الشارع سوى اللصوص الخبثاء الذي يعشقون الظلام كي يحلو لهم المقام للسرقة و نشر الفساد بعيدا عن ضوء المراقبة.أما السكيزوفرينيون من المسلمين المزيفين/ المنفصمي الشخصية / المنافقون، فإنهم لايتورعون عن تعليق جميع مظاهر فشلهم على شماعة الإسلاميين و تخويف الناس من فزاعة مايسمى بالخوانجية.إذا كان بنو علمان - وهم بصدد تحولهم القردي الدارويني من صفة الانسان كمخلوق نبيل إلى صفة ذئب يتربص الدوائر بأخيه الإنسان أو إلى وطواط عملاق لايصلح سوى ان يكون مصاصا لدماء الجماهير الشعبية المقهورة -فيفتخرون بموهبتهم المعرفية الرقمية الخارقة فإننا نفتخر كبني إيمان بهلامية الجذوة الوجدانية المنبثقة من طاقة روحية غير مرئية ولايسع حجمها سوى المخيلة الخصبة والوعي الذاتي بغائية الوجود.وإذا انطلقنا من مقاربة رقمية بخصوص الأفضلية الإحصائية فإننا سنجد أن مصداقية بني إيمان ديموغرافيا أفسح مساحة من بني علمان. أما من حيث معدل الذكاء في الإختيار المنصب على نوعية القيادة، فإننا سنجد أن قائدنا محمدا صلى الله عليه وسلم يوضع في الدرجة الأولى على لائحة القياديين العالميين حسب معايير غربية في تحديد معنى القيادة و أقول غربية ليس لنني معجب بالغرب و إنما تهكما أريد أن أسوق مثالا لأولئك المعجبين بالغرب ومنجزاته من اللادينيين، كون الرسول يعتبره حتى الغربيون أنفسهم إنسانا عبقريا ومتخلقا خارقا ومفكرا مجتهدا. أما قيادات بنو علمان فإنها تتأخر قليلا في اللحاق بالدرجة الأولى التي تبوأها مبعوث الله للعالمين عبر الرسالة الإسلامية.أنظر: مائة شخص الأكثر تأثيرا في التاريخ (بقلم مايكل هارت...ثم انقر على هذا الرابط : http://www.afaqdubai.com/vb/showthread.php?t=28071 . ومن هذا العاقل الذي يرضى أن يقتفي خطوات قائد قد ضل طريقه؟ أو مفكر لايفكر أصلا لأنه لايعرف مايريده لنفسه و بالأحرى أن يوضح الطريق لأتباعه؟مازلنا في المقاربة الرقمية الإحصائية:ماهي الكتب التي تعرف مبيعات أكثر في بلدنا؟ وماهي القنوات الفضائية التي تحضى باكبر عدد من المشاهدين في المغرب مثلا؟ستجدها تلك التي تحمل صفة إسلامية طبعا. وهذا ليس كلاما فارغا منطلقا من فراغ ،بل هو من إحصائيات حديثة واستطلاعات رأي راهنة. إن الحاقدين على الدين كانوا موجودين منذ الأزل وهم ثمرة ولادة غير شرعية .لأن الشيطان قد اشترك في جماع الأزواج الذين كانوا يمثلون أجداد وجدات هؤلاء اللادينيين الحاقدين. ومن لا يبدأ علاقته الجنسية مع زوجته باسم الله ،لابد و أن يظفر الشيطان بجزء من وجدان مولوده وعقله. طبقا لما أوصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث أن نقوله حينما نقترب إلى زوجاتنا في عملية الجماع L باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) كان هؤلاء الحاقدون يدعون بالدهريين. وهي فئة مادية جشعة سطحية التفكير تتقن العناد والتحجر منذ القدم وتحمل بصمات الإمبريالية التقليدية والاستعمار الحديث الذي يتقن دفن معالم العدالة الإجتماعية كما أنه ماهر في مزاولة مهنة امتصاص دماء الفقراء. إذا كانت الإمبريالية بأشكالها تعادي وتحارب الإسلام لأنه يحاول كدين عالمي يتمتع بمصداقية، فإننا مقابل ذلك سنجد أنه يوجد من ضمن العائلة المسلمة من ستجده يحقد على الإسلام ماض في معاداته للإسلام، إنما استوحى ذلك النزق الشيطاني من السياق العام الذي دفعه لأن يحمل بين طياته بصمة الإمبريالية الحديثة التي تتهم الإسلام بالإرهاب . لقد انطمست لدى بني علمان الرؤية الواضحة لهدف الوجود الذي جاؤوا من أجله . إن التصور العلماني بمحاربته للتصور الإسلامي سواء في تركيا أو في تونس أو في مصر أو في المغرب وباقي المناطق التي يتواجد فيها الوجود الإسلامي وهو يتقلد زمام الأمور في تدبير الشأن الخاص والعام.وانطلاقا من مزاجيته الإقصائية الإستئصالية ،يعشق التصور العلماني العمى بحيث أنه يبذل قصارى جهده كي يقلص مساحة الوجود ويرهنه بين جدران الرؤية المادية الضيقة مستبعدا بذلك كل شيء تفوح منه رائحة روح الإيمان بالله والدين الإسلامي. وبالتالي فإن التصور العلماني يحاول إسدال الستائر على المكان حيث تقبع حقيقة تجاعيد العلمانية التي استهلكت بطاريتها وتتجنب دخول الضوء لأنه يفضح تجاعيدها الدميمة. إن هذا التصور المهترءئ الضرير يحاول استدراج التصور الإسلامي المبصر نحو قبو الظلام كي تكون معركته معه متكافئة. وذلك من مصلحة العلمانية الضريرة كي يكون الانتصار من نصيبها.لكن التصور الإسلامي أذكى من ذلك بكثير. إذ يطير بأجنحته الروحانية المتسامية فيفتح ستائر المنزل المتعالية ليدخل من خلالها نور الحق ويحرق جلد مصاصي الدماء،وتحترق الرؤية المادية العمياء بنار الخيبة وتصاب بحساسية الضوء، لأن النوافذ المفتوحة ترسل نور الوعي الواضح ونسيمه الخارق القادر على إزالة غبش الإنطماس الداخلي وتطفق سعة المكان النير في إيلاج الرعب في قلوب عشاق العمى والضيق المأساوي. ما يقال عادة أن انتشار السلام يربك الذهنية العسكرية لأنها تعشق الحرب و إراقة الدماء وتضمن رصيدا مهما لاستمرارية عملها.كما أن كثرة المصلين في جمعات المساجد وغزارة الحجاج القادمين من جل مناطق العالم ليطوف حول بيت الله الحرام /الكعبة المكرمة والتي أكد العلم الحديث أنها مركز الكرة الأرضية. مظهر جليل يلقي بالرعب في قلوب القلة المعزولة الحاملة للتصور العلماني ويربك الذهنية الوضعية التي تعبد العلم وتراهن على كاريزميته كثيرا. إن اللاديني المؤدلج يغير جلده كالثعبان:فمن تصور مادي إلحادي شيوعي يساري إلى تصور حداثوي علموي حقوقوي إلى تصور عولمي ليبيرالي تابع لأجندة الإمبريالية المتوحشة إلى تصور قومجي ضيق جدا. والقاسم المشترك في هم هذه التصورات هو ترسيخ سياسة الترقيع الوجداني ومحاولة التصالح مع الذاكرة الجماعية بثقافة التبعية للغير مع تكريس السطحية في طمس الحقيقة الإلاهية بإيحاء من معسكر عباد الشيطان الذي لايحارب الاسلام والأديان فقط ،وإنما يحارب القيم الإنسانية والكونية التي تصب في مصلحة المجتمع العامة. إن الرضوخ لهذه التخليطة العجيبة التي تحاول احتكار الأضواء لنشر ظلمة العمى ومواجهة كل ماهو إسلامي . وما عرقلة الحكومات الإسلامية للربيع الديموقراطي من طرف بعض المغفلين سوى دليل قاطع على تهافت بني علمان لإقصاء تصور بني إيمان ،وهذا نابع عن حقد دفين أزلي تعلنه قوى الفساد والباطل على طاقم الحق والصواب.إن شريط الصراع بين الشر والخير دائما تكون فيه النهاية انتصار للأخير.وذلك بدعم إلاهي ولاحاجة للبشر المريض الضعيف إلى أن يعاند الإرادة العليا.إذا كان تصور بني علمان يرغب في تكريس السلبية ،و إذا كان بنو إيمان يحاولون نشر الإيجابية قدر الإمكان ،فإن الإرادة الإلاهية بالمرصاد في كل وقت وحين لإعادة التوازن إلى الكون. الإنسان يقوم بالأسباب والواجبات أما النتيجة النهائية فهي بيد الله.ولاحاجة لنا بأخذ الثعبان اللعوب من ذيل الجد حتى لايرتد إلينا السيناريو سما قاتلا. إن نهاية العمى في دماغ بني علمان هو تحطم لجدار الكبر والمكابرة وتفتت لعناصر الوسائل الماكرة المخادعة التي تحاول تزييف الحقيقة والقفز على واقع الذاكرة الجماعية بشكل بهلواني مضحك يدفع بعنصر العقل للإنتحار عندما يسقط من شرفة التاريخ في هوة النسيان والتخلف عن قطار المستجدات.إن العنيد الدوغمائي المتحجر الذي يريد استمرارية نهج الحرب الباردة مثل ذاك الذي يتعالى على ثقافة مجتمعه ولغتها فيرفض التكلم بلغة قومه مثلا،إنما يفضل التحدث بلغة أجنبية عن قصد حتى لا يفهمه البسطاء من بني قومه وحتى يبقى هو في مقام الصدارة النخبوية ،المهم عنده هو الظهور بمظهر النخبوي المتميز وكفى. وحينما يتخلص الملحد من تفاصيل ذاكرته الجماعية لينفرد بأسلوبه الغريب إنما يرفض التواصل مع الآخرين ويكتفي بالقبوع في برجه العاجي اليتيم. إن الذي يحارب الحق في وقتنا الراهن بمبررات الباطل الواهية ليؤكد للناس أنه قد امتلك الحقيقة ،فمثله كمثل الساموراي / المحارب الياباني الكلاسيكي/ الذي يصر على محاربة جيش عصري مدجج بأحدث الأسلحة التكنولوجية والرقمية بواسطة السيوف وما جاورها من أسلحة تقليدية.لا داعي للمكوث في مؤخرة الكوكبة والإنكباب على الحنين إلى فكر الحرب الباردة , فقد آن الأوان للإلتحاق بقطار المستجدات وتحطيم جدار الجليد الانعزالي والإنضمام إلى قناعات عباقرة العالم وعلماء من المستوى الرفيع و الذين وجدوا الحقيقة في دين الاسلام فاعتنقوه عن اقتناع وجداني تام واستدلال برهاني لا مجال للشك فيه . حكيم السكاكي