-1-المواقف الحافية الأقدام للرؤية اللامعقولة: من مظاهر الرؤية العدمية اللامعقولة هو الرغبة في استئصال وردة ناضجة من تربتها وتمزيقها لأن عاشقها يريد أن يحك برعومها ليستنشق رائحتها فيرمي بها بعدما يستهلك نكهتها المتميزة.لكن في يقين لاوعيه أنه لشدة هيامه بها وشدة الرغبة في امتلاك خصائصها الجمالية أصبح يرى جريمته الاستئصالية هذه للوردة الغافلة مجرد خطوة بريئة للتعبير عن امتنانه لهاوحبه المجنون بها,ومجرد سلوك رومنسي.يتضمن وضعها على رفوف المتحف الفولكلوري الشعبي لأجل إخفائها عن المدنس تحت حجة أن عشقه لهذه الوردة المصونة مقدس ويجب أن يظل كذلك ولاداعي لأن تمرغ قداستها في وحل الواقع. لذلك يكفي عاشقنا المخطئ هذا أن يستنجد بها في لحظة الحرج لأستنهاض الهمم واستغلالها لأجل مصالحه الذاتية الضيقة. هل من المنطقي أن نفصل هذه الوردة المفترضة عنتربتها الواقعية كي نضمن استمراريتها في الحياة والإنتعاش؟ أم أن العكس هو الذي سيحدث بحيث أن الذبول والموت المحتم هو المصير المأساوي لكل محاولة فصل بينهما؟ في الظاهر يبدو الموقف موضوعيا و مقبولا من وجهة نظر الحاجيات الجمالية للذات{اقتلاع الوردة وفصلها عن تربتها ثم وضعها في مزهرية قصد التفرج عليها بعيدا عن الواقع وداخل البيت فقط}.لكن من وجهة المنطق العدواني العنيف الممارس على الوردة المستضعفة,يبقى سلوكا مرفوضا لأن دلالته العنفوانية تتناقض مع الإدعاءالرومنسي. وعندما نطلب من صاحب هذا السلوك أن يتأمل: ما ذا فعله ليشرح لنا مدى تماسك عناصر المعنى في فعلته هاته مع المنطق؟ حتما ستصيبه حيرة ما في ذلك شك.وكأن الاندفاع الوجداني أعمى وفاقد لذاكرته.عندما تغيب حجة الأعذار مع صاحبها المرتبك في تحليل سلوكه الغريب في كره الآخر والتعامل معه بعدوانية غامضة الدوافع, يقفز العقل من منطاد التواصل لتسقط كرة موضوعيته في البركة الملوثة للأحكام المسبقة.ويتخذ جنين المنطق موقف الاعتصام داخل ظلام الرحم حتى لا تتلقفه تلك الكرة الملوثة و تشوه ملامحه النقية .ويتقمص أبناء الحقيقة موقف الانتحار الرمزي كلما قرروا الدوس الاضطراري على رأس الهوية والانتماء الحضاري. إذن فجوهر الرؤية الاعتباطية اللامعقولة يتجلى في الحب الخرافي بدون تنقيح,والكره الأعمى بدون سبب لأنها رؤية باردة الاحساس وتحقد بطريقة صبيانية حد البكاء والتقيؤ لأتفه الأسباب.فيتزعزع البناء المتماسك للمنطق لديها لأن هاجسا مجهولا يحفر بمعول الغموض في أخاديد تضاريسها اللامتناسقة . و ينبجس منها ينبوع الخوف المرضي ليعكر صفو البوصلة المحافظة على توازن تصوراتها وشفافية مواقفها.والسبب الكامن في ثنايا هذا الاضطراب الوجداني هو الغموض الذي اكتنف ذهن صاحبه إما بسبب الجهل المركب و التجاهل المتعمد,أو بسبب تصنع الجهل مع تضخم الثقة بالنفس لمجرد توهمه بأنه على صواب مطلق لأنه من المتبجحين بصفته العلمية وشخصيته العلمية لتي لا تقهر. وللمفارقة أنه في الوقت الذي يتوغل فيه في متاهة الادعاء الفارغ بأنه له شخصية علمية معملية فذة وحبه الأسطوري المبرر,و كرهه الأعمى يتمتع بمصداقية خاضعة لمعادلات رياضية لا غبار عليها.نكتشف عن كثب أنه جاهل بشكل دراماتيكي مضاعف,لأنه في العمق جاهل ويجهل أنه جاهل كون حبه الخرافي كان خاطئا وكرهه الأعمى كان على خطأ أيضا.ورأس المشكلة في كل هذا هو الغرورالذاتي الذي انتفخ أنفه فغطى على كل مساحة الرؤية التي جعلته لا يرى سوى أنفه المنتفخ بالتضخم النرجسي.مما دفع بشخصيته الصفر لأن تبقى عاجزة عن معرفة أسباب الرغبة في استئصال الآخر والعجز عن الاعتراف بالحقيقة للاعتراف به.فكانت محاولته التقليصية لصورة الأخر المستهدف بالاستئصال منبنية على سراب تهويلي لم يطلع على التفاصيل الأصيلة فيأخذ التصرف العدمي يعزف معزوفة التهويل وتعقيد المبسط لمجرد تشويه دعائي للصورة البريئة المحايدة.وبين سندان حب الظهور ومطرقة إثارة الإنتباه مجانا لا يسع للحقد المرفوض سوى أن يبني عش سرابه الوهمي على أنقاض منطق مهلهل لامعقول يتسول البرهنة العبثية على المستحيل انطلاقا من رهاب أسطوري وفوبيا مرضية نتاتنتها تزكم الأنوف برائحة التناقض,وتستثير عوامل الضحك الساخر كلما ارتفعت عقيرة الصراخ السطحي بضرورة الاستئصال لذلك الغول المراد إقصاؤه لغرض في النفس لا يعلمه الا الله لكن بمبررات لاتستند الى الواقع المقبول لأن التحليل أعرج وشرح الأسباب مقلوب رأسا على عقب.وبعد الخروج من المعركة الوهمية يخلع العقل المغتال بخنجر العدمية اللامعقولة أحذيته بعدما قذفها اتهامات باطلة على المتهم البريء, ليدخل بعد ذلك من مدخل مواقفي حافي القدمين,ويصلي في محراب مراجعة الذات ونقدها مع إعلان التوبة الحاسمة . -2 تفكيك قطع غيار الذات الهلوعة بسبب أشباح وهمية: إن الذات لا يمكن أن تكون عكس الذات.كما أنه لايمكن أن يكون ضد النور هو النور. وصراع الأجيال منبني أصلا على مبدإ الإعتداد بالذات والتشبث بالرأي الخاطئ حتى لو كان رأي الغير صوابا. وفي هذا المقام تتسلل العنجهية بجلال مثخن بسمنة الغباء لتزحف كحلزون اللف والدوران حول محور هذيان العظمة وجنون عشق الأنا، علما أن القاعدة الذهبية في فرض الذات تتجلى في الفسحة التواصلية التي تستقبل لحظة الإعتراف بالآخر بحفاوة وذلك عبر مطاردة السيرورة المعرفية المغلوطة بمبيد تصحيحي وبعثرة الفلول الإعتباطية للسراب المفبرك ومن ثم ستنقشع غمامة الشؤم من على شاشة الوضوح، ومن ثم ستنسحب غشاوة الوهم العدمي بكل أريحية لتقبع في ركن الإعتراف. وبالتالي ستعود الذات إلى رشدها بمنجاة عن التورط في الغباء الساذج. وبعدما ينزاح عنها كابوس الجهل الذي أرادت من وراء تكريسه إغماض العين عن الأخطاء والنوايا الخبيثة وتجنب أية صدمة نفسية قد تنبثق فجأة لأن الدين قد تبلور كشرطي ورقيب سيصفع كل من تحدثه نفسه بتجاوز القانون والمنطق واقتفاء خطوات الرغبات الشريرة الجشعة والأهواء الشيطانية التي لا تشبع. مرة أخرى,نؤكد أن الذات الممتعضة من هكذا ضمير باطني لا يمكن أن تكون منطقية لأنها وطئت زر رفض فرض الوجود مما يعني التوقف عن مشاهدة الشريط الإستدلالي الذي يوهمها بأنها هي هي.تلك الذات الخارقة التي تتعالى على قدرة الإلاه,وتستخف بسلطة النص المقدس على خلفية أنه مجرد رزمة حكايا ترويها العجائزلأحفادهن ومن منطلق أنه ابتلع لاشعوريا إثر عملية تشكل تاريخه المعرفي أطنانا من المادية الجدلية والصراع الطبقي عبر التاريخ مع إقصاء كل محاولة من جانبه لقراءة و لو نزر يسير عن الشريعة السمحة.الشيء الذي ساهم في حذف فرامل الإنضباط أمام خزعبلات الإغواء التي تفتح أزرار البطن للأطماع اللامشروعة .مع شحن ذخيرة النقد الذاتي بالتحجر و عدم التحرك قيد انملة للإعتراف بعظمة الإسلام على ضوء المعطيات التاريخية والمستجدات الراهنة وتغلغله في الحياة الإجتماعية و الساسية والفنية بنجاح ليحتوي الأزمات التي يتعرض لها المجتمع والفرد بشكل ملموس على شتى الأصعدة. إن تحقيق انتصار على هكذا وهم لا يأخذ حيزه في حقل الحسم إلا إذا تم التوقيع على العقد الوجداني الذي يؤكد له بأنها ليست هي هي بجوهرها الفاسد المنساق مع إطار الأدوار المحاكاتية الموحية بأن دواليب الأمور تتحرك وفق ديناميكية عادية لكن طابع الإستهتار هو الذي يحفر في العمق بآليات زئبقية سريعة الإختفاء عن نظر الحقيقة,وبالتالي يصعب التقاط شكل الهوية المستقرلتصنيفه ووضعه في قائمة شفافة لا غموض عليها.لهذا فإننا سنجد أن العلماني المغتر بتقدميته الحداثية المزيفة هو اللاديني الذي ينفخ في بوق البروباكاندا الدعائية الفارغة .وهو الذي لا دين له و لا اتجاه له و بالتالي يسهل تسلله في دهاليز المواقف المزدوجة والتقلب الهوائي والتلون الحربائي .أما إذا تطرقنا إلى محتوى نظرية صدام الحضارات لنضعه أمام الأمر الواقع, فإننا سنجد الاسلام في قائمة المطلوبين من الدرجة الأولى كونه يشكل خطرا أخضرا سيصيب الدنيا بالإزدهار والفضيلة و السلام والعيش في انسجام إذا هو انتشر مع إعدام طاقم الجشع الشيطاني الذي يريد نشرسواد الظلام وحمرة الدماء البريئة. وفي إطار الثرثرة التي يطلقها بعض أفراد نخبتنا المارقة الخبزوية و المرتزقة سنجد أن الدين الإسلامي مستهدف من قبلهم من منطلق الحسد الاعتباطي والخوف المرضي والعقد النفسية التي يعاني منها المرضى النفسانيون الذين ورثوا تمثلات مغلوطة و خزعبلات خرافية ,منبنية على كليشيهات عنصرية و أحكام قيمة عبثية. معتقدين خطأ أنهم بصدد امتلاك ناصية العلم والمعرفة وفهم حقيقة الإسلام باسلوب يزعمون أنه تنويري واقعي وتقدمي لكنه للأسف مجرد وقاحة انتقائية تخدم مصلحة شخصية ضيقة لا علاقة لها بالحقيقة التي يجب ان تقال. 3-أسباب الحقد اللامعقول على رموز الحق: بين سندان حب الظهور المجاني تحت أشعة النجومية المتوهمة وبين مطرقة إثارة الإنتباه قصد بلورة أنموذج يلخص معاني الإنبطاح المرتزق,لا يسع لطاقم الحقد المرفوض إلا أن يبني منطقه اللامعقول على شبح الفوبيا المفتعل وخوف مرضي تم التخطيط له بإحكام كي يتم تشويه سمعة الدين بصفة عامة والاسلام بصفة خاصة في الوقت الذي يتنفس فيه التبجح الكاذب صعداء الخداع والإنخداع. وكان من المفروض على الحاقد المغرور الجاحد للدين والمحتقر للمتدينين ان لا يقفز على واقعه قفزة بهلوانية تجعل المعنى غريبا والمبنى لا متماسكا ,الشيء الذي يدفع الآخر للتصفيق بشكل ساذج على ماكياج مزيف يدعى هيامه بالعلم ورفضه للدين كونه مخدرا وخرافة.إن الذليل المنتمي إلى عالم العمالة للغرب الامبريالي بطريقة لاشعورية و الحاقد على الدين في نفس الآن ,إنما يقوم برفع مستوى صوت الأبواق الغبية لتكريس ضجيج تافه ونشاز يشوش على انسجام نغمة الحقيقة الناصعة مع تربية الذوق على اتباع الأساليب اللامتحضرة والمنهج المستهتر المحتكر لمكبرات الصوت و مستقطبات الأضواء بشكل لصوصي يقذف بمعنى النجومية على شاطئ الإرتزاق لتتقاذفه ,أمواج الإنتهازية بشكل مثير للشفقة.والغريب في الأمر أن كل من اتخذ ذاته صنما معبودا وهواه مرجعا و الكراهية منهجا,لن يقبل منه أبدا إذا هو أصر على حشرعنصر الحقد اللامبرر ضد الدين على خريطة استراتيجية أهدافه التافهة لاستقطاب الأضواء بشكل تسولي مجاني .لا يريد من ورائه سوى تصفيق من قبل اللادينيين, و يرنو وراء التفاتة رضى من قبل أسياده في المعسكرالغربي في شكل جمعيات ارتزاقية ووداديات مشبوهة . من المعروف أن الإسلام كدين جامع مانع وشامل لا زيف فيه ولا غبار على مصداقية مرجعيته وشرعية فعاليته.وكأرحم الأديان و أعقلها بشهادة المنصفين الغربيين والمستشرقين وكيان هذا الدين الحضاري العظيم الذي تسربل العالم بسربال أنواره أكد و مازال يؤكد انه لا يتزعزع أمام ترهات ينطقها ممثلون مهووسون يتخيلون أنهم جوهر الجماهير الشعبية وعجلات التاريخ النضالي ,و علمويون منافقون أو ملاحدة مراهقون عشقوا اتباع الموضة في التمرد على السائد من منطلق خالف تعرف.إن السبب في صمود الدين الإسلامي عبر التاريخ وسرعة انتشاره عبر العالم هو مصداقيته ونضج منهجه وتلخيصه لجميع مزايا الحكمة والحق وخصال الكمال التي تقتضيها حاجات الإنسان لأجل ترسيخ قيم العدل و السلام والخير والجمال في الكون كله حتى يعم طابع الانسجام التواصلي ما بين العلاقات الكائنة بين مختلف الشرائح الاجتماعية والأجناس البشرية جعلت صرحه عاليا جدا كالجبل الراسخ وعميق التجذر في هوية معتنقيه.وبالتالي فإن الحقد اللامعقول عليه وتصريح هؤلاء المزيفين بكراهيته لمجرد أن العقول الغافلة لعبت بها عادة معاقرة المدام أثناء لحس لعاب الحانات ولوثتها النيات الخبيثة في سرقة أرزاق العباد عبر استهتار بالمسؤوليات وتقصير في القيام بالواجبات لأجل مراكمة ثروة أسطورية تملأ جوفهم بأوهام الخلود علما أن جوف الآدميين في آخر المطاف الملحمي وعبر صراعه الدرامي مع الوجود لا يملأه سوى التراب الذي انبثقوا منه ....للأسف الشديد أن كل من يرغب من مرضى القوم أن يطلع نجمه في سماء الشهرة ,عليه أن يلعب أوراقه اللادينية ويلبس جلباب الحلاج {اهبل أتعيش} فينطق بالزندقة بعدما صمت قرنا و ذلك كي يصفق عليه الأعداء لأنه يتخيل نفسه مبدعا أتى بجديد وبالتالي يتم تصنيفه من قبل الأغبياء المتهورين كتقدمي يحارب الدين كفكر خرافي رجعي متخلف.وهو في العمق مجرد فلتة زمنية هربت من قمقم الشذوذ لضرب الأغلبية في الصفر.أو يمكن اعتباره مجرد زلة رعناء انزلقت في لحظة تمردية تترنح تحت تأثير المراهقة متدحرجا بذلك على سفح الغرور المعرفي والجهالة الميتافيزيقية.وفي هذا الصدد تثور ثائرة الحقد الأعمى واللامنطقي عندما يهتدي عقلاء الغرب فيعتنقون الاسلام بعد قناعة و اقتناع كونه يمثل قمة الحقيقة ورؤيته للكون شاملة وكاملة, جامعةو مانعة قادرة على إصلاح الوجود وتسيير الحياة من جميع المناحي مع حل الاشكاليات العويصة. فإن هؤلاء العقلاء الغربيين الذين اكتشفوا الحقيقة يعتبرون في نظر الحاقدين مجرد مرتدين متناقضي الشخصية تعرضوا لغسيل دماغ علما أن الدين الاسلامي هو الفطرة شاء من شاء و أبى من أبى. والإسلام ديموقراطي في هذا.فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وفي نهاية المطاف ,كل شاة معلقة برجلها وتتحمل مسؤولية أفعالها ,المهم في كل هذا هو محاربة الإحتقار والإستئصال والإحتكار . من بين ادعاءات الحاقدين المرضى بفوبيا الدين أن الأخير يحتكم إلى العلم والتكنولوجيا ما دامت الصبغة القدرية الميتافيزيقية والمشيئة الإلاهية الخفية هي العنصر المشكل لنواة المنهج الديني وهي التي تضبط اختيارات الناس وتحدد سلوكاتهم لتصب في قالب نمطي موحد مع رسم خطواتهم والتدخل في تفاصيل حياتهم و أتفه أمورهم. و إذا دققنا النظر سنجد ان العبادة التي يرفضها اللادينيون أي الاستسلام للخالق عبر اتباع أوامره واجتناب نواهيه فطرة بشرية – أقصد مفهوم العبادة والرغبة في ترجمة الضعف البشري أمام الكون – فمن يصر على رفضه الاستسلام للإرادة الالاهية العليا بسبب العناد الدوغمائي او بسبب ممارسة سلوكات تتناقض مع القاموس الأخلاقي للدين أو أنه لمجرد أن له شخصية علمية معملية فذة لا ترضى أن تسلم بوجود موجودات تتعارض مع قواعد الفيزياء. فإن صاحبنا هذا لا بد له في السقوط في نفس النقطة التي بدأ للتو في نقدهاورفضها. ألا وهي العبودية التي يرفضها .لأنه بكل هذا التقديس للعلم ومبالغته في إفراغ كل مكتسباته في قالب علمي ملموس لا يعترف بالحقائق الخارقة والتي تتجاوز المستوى الحسي للبشر إنما يؤكد على أنه قد أخطأ حساباته بهذه النظرة الأحادية المبالغة في السطحية التي تحتقر الدين كونه مجرد خرافة من منطلق أن العلم هو البلسم السحري لمعالجة مشاكل العالم .والواقع للأسف يؤكد عكس ذلك كلما ازداد العلم تطورا كلما تكالبت التحديات على الانسان المعاصر لتؤكد الضعف البشري من جديد.إذن فالعلم لم يعد يؤخذ في عين الاعتبار بتلك الصورة الطوباوية الخارقة في تعبيد مصاعب الكرة الأرضية لأن الغيب كحقيقة تتدخل كجزء أساسي في صياغة النسيج العام للحقيق العلمية ذاتها وتصوراته وأفكار العلماء ونظرياتهم التي يؤمن بها العلمويون المهووسون قبل العلماء الموهوبين بالمعرفة العلمية.كما تم التأكيد أيضا على أن العبادة فطرة في الانسان جبل عليها ورفضه لها يبقى لحظة تمرد مراهقاتي لا أقل ولا أكثر لأنها ترغب في فرض الشخصية عبر رفض السائد.إن الانسان كيف ما كان إذا لم يعبد الله فسيعبد الانسان أو سيعبد نفسه أو سيعبد المال أو سيعبد أفكاره أو سيعبد أوهام هواه...الخ حكيم السكاكي [email protected]