إن اعتبار الحركة الأمازيغية كحركة حديثة العهد لطفوها على سطح الأحداث مؤخرا لا يعني أن الثقافة الأمازيغية و ساكنة منطقتها حديثي الولادة والتواجد في شمال أفريقيا.لقد أكدت الحفريات التاريخية أن الأمازيغ من أقدم الشعوب حضارة مثلهم مثل الصينيين ولقد كانوا معروفين بريادتهم في ابتكار التقنيات الفلاحية وضلوعهم في ميدان الزراعة,وبسبب أقدميتهم هذه يستحقون الترقية في سلم الاعتراف بهويتهم معنويا وماديا كحق طبيعي لا غبارعليه,ليأخذوا بذلك مكانتهم المستحقة بين مختلف الأجناس إلى جانب الهويات العالمية الأخرى.و إذا كانت أوروبا تنعم اليوم بما هي فيه من تقدم فذلك راجع إلى القنطرة الأمازيغية لشمال أفريقيا التي مرت عليها الثقافة الاسلامية بكل سلاسة وتلقائية كي يتم التلاقح الحضاري.فالحضارة الأندلسية تحمل في طياتها ثمانية قرون من الاحتكاك مع رموز ثقافية تنتمي إلى تامازغا وهناك تأثير مباشر من طرفها.ومن هذه المنطلقات النظرية أصبحت الكتابة عن القضية الأمازيغية تئن تحت وطأة بعض الأصوات النشاز فتقف على مفترق الطرق لتعاني بعد ذلك من شتى مظاهر التناقض والانفصام الداخلي وبالطريقة الشاذة التي يتم بواستطها التعامل مع هكذا قضية مشروعة فهناك من يمزج بين أهمية تواجد العنصر الأمازيغي في الاسلام وهناك من يريد التبرؤ من الدين من منطلق علماني يدعي تقديسه للفكر العلمي كحل لجميع مشاكل العالم وفي هذا مغالطة ما بعدها مغالطة,لأن الواقع يؤكد أن العالم كلما تطورت علومه ازدادت محنه ومصائبه.وهناك من يرى أن الاسلام كغذاء روحي عنصرأخلاقي توجيهي ضروري إدماجه في الهوية الأمازيغية.و أن الهوية الأمازيغية وبكل تواضع مثلها مثل باقي الهويات العالمية لها قابلية الاندماج مع الاسلام كانتماء حضاري واسع ومرن,وصمام أمان لضمان حق الاختلاف وفرض الوجود الثقافي و أولوية اللغة الأمازيغية داخل شمال أفريقيا على عكس العولمة التي تريد التقام كل الهويات بجشع وتنميطها لتصبح نسخة طبق الأصل للثقافة المهيمنة للعولمة أو كما سماها المهدي المنجرة الأمركة.وهنا حينما آتي على ذكر الاسلام أتجنب اختزاله في عقائد تلوثت بالخرافات والعادات المتوارثة أو اختزاله في أشخاص محدد أو سلالات بشرية و إنما كمفهوم لم يتجلى في صورته الكاملة إلا في عهد الخلفاء الراشدين و بعض المحطات المضيئة التي تشكل قدوة تربوية لفئات من العالم السادر في طغيانه اللامعقول تجاه القيم الانسانية . إن ظهور اللسانيات مع{ديسوسور}ونظرية الهوية مع{جيل} كدراسات علمية لفلسفة اللغة مع بروز دراسات أنثروبولوجية جادة لثقافات الاثنيات مع{ليفي برول}و{ليفي سروش}و آخرين،ساعد كثيراالتركيزعلى الأمازيغية كهوية لا مفر منها على الرغم من عدة انتقادات قومجية عنصرية كانت تتهم كل من يتحدث عنها مواليا للإيديولوجيا الاستعمارية ,لكنها مع ذلك تصدرت الأمازيغية واجهة النقاش الوطني والعابر للقارات بشكل مستفيض شاء من شاء وأبى من أبى.وحاليا مازال وطيس السجال حاميا حول دسترتها كلغة رسمية في البلاد.وبما أن الدراسات الأنثروبولوجية أكدت أنه ليس هناك ثقافة أفضل من الأخرى مادام أن ثقافة معينة تتماسك في عناصرها داخل بنيتها وتنسجم مكوناتها مع معتنقيها في سياق تواصلي ومادامت تضفي طابع المعنى على وجود معتنقيها لأنها أولا تحمل بصمات التميز داخلها وثانيا لأنها تتناغم مع ملامح الطابع الانساني العالمي وتحمل في جعبتها رصيدا من القيم الانسانية وتصب في اتجاه السلوك الحضاري المضاد لكل ماهو دموي-وحشي-همجي.كما أكدت الدراسات اللسنية بأنه ليس هناك لغة أفضل من لغةأخرى.علما أن رفض لغة الآخر باسم هذه المفاضلة الاعتباطية يعني رفض الذين يتحدثون بها .واللغة مرآة تعكس لب الهوية.وبالتالي فإنك حينما ترفض هوية الآخر باسم لغته وتدني مستواها, فإنك منطقيا تدوس حقه باحتقاروتلغي وجوده فتركل شعب تلك اللغة في مزبلة التاريخ ممايعني بالضرورة كماقال{رولان بارط}:إعلان عام لنفير الحرب والفتنة ضده,و أنك إذا تركت الآخرين ينوبون عنك في التعبير عن شخصيتك فيحلمون مكانك ويتحدثون مكانك ويتزوجون مكانك ويصلون ويحجون مكانك،فمغادرتك النهائية من هذا الوجود للالتحاق بقافلة الغياب أو التغييب القسري في اتخاذ القرار هو المصير الحتمي.ومن العيب بمكان أن ننتمي إلى فئة تضاءلت شخصيتها إلى هذا الحد فنبدو كالبراغيث أمام الفيلة.إن اللغة والثقافة هي ملامح هوية المجتمع تماما مثل ملامح الوجه ,فأن ترفض ملامح وجهك وتقبل استبدالها بملامح وجه غيرك فتلك هي المصيبة العظمى التي ستلصق بك أقبح الصفات من غباء وحمق وضعف وتبعية .علما أن الرجوع إلى الأصل فضيلة والتهرب منه رذيلة,كما أن كل من يقتبس كلام غيره ببغاء أعجم لا عقل له.ومن يقترض هوية جاره مؤقتا لايبدو أحسن حالا لأنه غالبا ما سيكون مسخرة على لسان جيرانه أنفسهم مما سيدفعهم للطمع في إقصاءه. وكل من يستنجد بالامبريالية لأجل تدمير وطنه ولمصلحته الشخصية يسمى في القاموس الأخلاقي ذليل لا يستحق الوجود أما في القاموس السياسي المزيف فهو داهية مخلص في تطبيق الميكيافيلية الشيطانية بحذافيرها ليكشر عن أنياب أطماعه الحقيقية في السلطة،خصوصا و أنه يراهن على الأجنبي المتربص ليحل قضيته،كل من يحذو هذا الحذو السلبي غالبا مايكون لقمة سائغة في فم الإدانةالتاريخية التي ستمحو إسمه من قائمة الوجود بعد تشويه سمعته طبعا. ورجوعا إلى جوهر المكون اللسني للأمازيغية،تم التأكيد من طرف علماء اللغة والتواصل بأن وجود بنيات تواصلية معقدة في كل لغة إنما هو العنصر الطلائعي الذي يساهم في إغناء اللغة واستمرارها في الحياة ،كما يمنح لها مصداقية اللغات الحية التي تتمتع بمرونة هائلة في عملية التواصل المعقدة بدورها.ولقد منحت فرنسا في الحقبة الاستعمارية عبر مؤسستها الأكاديمية للأبحاث الأنثروبولوجية واللغوية للمفكرين الأمازيغ فرصة البحث الذهبية عن أسرار وشيفرات البنية اللغوية الأمازيغية كثقافة تليدة غارقة في الأقدمية والأصالة التي تمنح لها القدرة على تمزيغ أي عنصر حضاري خارجي دخل حقلها والأدلة كثير في كتب محمد شفيق وغيرهم كثير,يضيق المجال لذكرها,كمثال بسيط:في الدارجة العربية:نقول{ كلينا لحم أخضر} وهو مالايوجد في التعبير العربي الفصيح والذي مقابله:{أكلنا لحما نيئا}.أما أصل اللحم الأخضر في الدارجة العربية فهو أمازيغي:{أكسوم أزكزا}.إذن فالوافد لم يتأثر بهكذا محمول ثقافي إلا لأن الأمازيغية قوية في تشكيلتها اللغوية وتعقد بنيتها الحاملة لبصمات ثقافة من الصعب محوها بين عشية وضحاها.لقد كان بعض المفكرين الأمازيغ أكثر دهاءا وكفاءة للدفاع عن الأمازيغية من وجهة نظر علمية مفحمة ولا شبهة فيها،لأن العقل حينما يتناول الميكروفون للتحدث أمام الملأ تختبئ الايديولوجيا المنبوذة في كواليس رؤوس الجبناء مثل النعامة لأنها تستحي أن تظهر بمظهرها الفكري المغلوط الواقع في مأزق التناقض.خصوصا وقد أصبح من المعتاد الضروري التطرق إلى موضوع الهوية كموضوع فلسفي يداعب صيحة الزمن الراهن لترسيخ أقدام التواجد في زمن عولمي لايعترف إلا بالتكتلات و يلتهم كل التنوعات والا ختلافات و أي انتماء إلى شخصية اجتماعية متميزة بثقافتها المحلية ومتفردة بهويتها الخاصة.مما يعني أننا أمام وحش العولمة معرضون للإنقراض على الصعيد السوسيو-ثقافي في كل لحظة إذا لم نتموقع داخل خارطة الإنوجاد الفعلي وبالتالي فالإنطباع العام بضرورة الهوية أمر إيجابي لابد منه.كما أن الانتماء عنصر ضروري لإسباغ المعنى على غاية وجودنا واستمرارحياتنا على حبل التوازن النفسي.لأن الانسان بدون هوية منعدم الكيان ولايستحق أن يعيش مع البشر.حتى وإن سمحت له الظروف فعاش،لابد له من العيش مقلدا ذليلا تابعا شفاف اللون كاللاشيء وباهتا كالظل سرعان مايزول كلما تحركت شمسه نحو المغيب.وبالتالي فصورة الشبح هي الصورة الملتصقة ببطاقة هويته.و الأشباح كما هو معروف وجودها كعدم وجودها لأنها تبقى مجرد حكايات عرضية في ذاكرة الأطفال.إن العنصرية كمنهج أعرج في التفكير لمقاربة السلالات البشرية و انتقاد القضايا الثقافية ما هي سوى لحظة غضب منطلقها انفعالي أعمى وحقد صبياني سطحي لا يلامس أي جوهر في كينونة المحقود عليه.ويبقى مرجعها الوحيد هو كتاب الكراهية المتشنجة الذي يستدل منه ليجر مناصريه الباحثين الحانقين من أعناقهم كالعبيد المبرمجين على السلوك المشروط مسبقا ،نحو باب مسدود لن يزيدهم تكسيره سوى تحريض نحل الحقدلإثارة ردود أفعال سيئة من طرف الآخرين أو تحطيم سد السكينة المفروض الابقاء عليها وراء الباب المسدود والمخبئ للعنة طوفان المفاجئات الغير السارة.خصوصا إذا كان الحديث عن اللغة و همومها الهوياتية ،اختلافاتها الجغرافية،نبرة لهجاتها،لون جلد أصحابها و ملامح وجه ثقافتها بل وحتى الشكل الجسمي لسكان تلك اللغة.هذا هو هاجس المقاربة العنصرية إنه هاجس سطحي مبتذل لاينتبه سوى إلى التفاهات.كما انه لايعير اهتماما للجوهر والقيم الانسانية . إن التراث التاريخي الأمازيغي الموروث أبا عن جد و سلالة عن أخرى يمنح لللأمازيغ جرعة إلهام وإحساس بالمجد خصوصا العلماء الباحثون في اللغة والأنثروبولوجيا والثقافة الأمازيغية،و أيضا الفنانون المبدعون أثناء عملية الإبداع الخالص البعيد كل البعد عن التزلف والانتهازية حتى لا يصبحوا أبواقا إيديولوجية،و السياسيون النزهاء الذين ترفعوا عن مصالحهم الضيقة حتى لايبطل وضوء مصداقيتهم الجماهيرية وتفسد صلاتهم في محراب التسيير المحلي لمجتمعهم،وأيضا النشطاء الفاعلون في حركة المجتمع المدني.أما بخصوص الطلبة الباحثين في مجال الأمازيغية والذي تعرضوا لمحو لاشعوري لذاكرتهم والمعطيات الأصلية لأدمغتهم، فإنهم يعتبرون الإسلام كوافد وجب رحيله، وضيفا غير مرغوب في وجوده ، ويضعونه في قائمة الغزاة المستعمرين ،وحجرة عثرة تعرقل مسار التقدم التحديثي.وكأن الاسلام يتمتع بقابلية الإنسجام مع كل هويات العالم إلا هوية الأمازيغ بحجة أسطورة الإستثناء الأمازيغي الخارق الغير خاضع للتأثر. وهذا يذكرني بعنصرية هيتلر النازي الشوفيني حينما كان يرغي ويزبد بالألمانية فيتبجح بان الجنس الآري مفخرة الانسانية لأن الدم الأزرق النبيل هو الذي يجري في شرايينهم و كأن لون الحمرة في الدم لون منبوذ.علما أن هذا النوع من الإدعاءات صبياني يثيرللضحك الساخر إلى أقصى حد. تجد أحيانا بعض الجمعيات الثقافية المنحرفة يعاني بعض أعضاءها من استلاب ثقافي وضياع بوصلة فكرهم لترددهم على بقايا رواسب المعسكر الشيوعي وبعض من أشباح التمركس الغائب عن مستجدات الساحة الراهنة وتهب عليهم من حين لآخر نسائم النخبوية المتمردة عن القاعدة الجماهيرية وجوهرانتماءها،وهذاكبرياء مجاني وقفزعن الحقيقة بشكل بهلواني تهريجي لا يزيد شاشة الصواب إلا تشوشا.مامعنى أن تعادي الإسلام وتطارده أعضاء الحركة الأمازيغية بتهمة التخلف والغزو والقومجية العربية في الوقت الذي تدعي فيه هذه الحركة طابع الأممية العالمية والتي منطلقها جمالي إنساني؟إذن فالقضية لم تعد ثقافية محضة بل تخفي شبهة سياسية ماكرة لها علاقة وطيدة بالصراع العولمي القائم ضد الاسلام كدين ناجح اكتسح الساحة العالمية بكل استحقاق،وانضم إلى صفه العديد من عباقرة العلم والفن وكثير من المشاهير العالميين،في الوقت الذي يتم فيه زرع ثقافة الخوف والتخويف من بعبع الارهاب كتهمة تطال الاسلام علما أنالتطرف لم يسلم منه حتى العلمانيون العقلانيون الحداثيون أنفسهم.إن التطرف ذو الرؤية الأحادية منهج مشترك بين المتدينين واللادينيين.إن محاربة دين عظيم كالإسلام يتم تحت عدة شعارات هدفها واحد ،فتارة يحارب باسم التخلف وتارة باسم العلمانية ومرة باسم الغيرة المغلفة وتارة أخرى باسم الارهاب و أخرى باسم الغزو العربي لشمال أفريقيا . إن حركة تسمية الأطفال باسماء الأمازيغية القديمة كانت في البدء موضة الحركة الأمازيغية وكانت بمثابة إعلان مبكرللتحدي ضد كل ماهو عربي.إذن فالصراع كما يرى بعض الباحثين رمزي سيميائي قح.وماحركة التسمية هذه سوى ردة فعل مستاءة ضد كل من يفتخر بالاسلام و أمجاده التاريخية في صناعة حضارة عالمية وفي رأيي الشخصي لا أرى أن عاقلا سيرفض تسمية أبناءهم بأسماء أمازيغية محلية كما أنه لا ينفي عن الأمازيغي صفة انتماءه إلى الدين الاسلامي وإذا بنكيران يرغي ويزبد لمجرد أنه يجهل قراءة الأمازيغية بحروفها الأصلية تيفيناغ فهو يهلوس أو ينفخ في رماد الكراهية اللاواعية التي يجهل منبعها العميق .إن التطرف العنصري يفتقر إلى المنطق وهومجرد انطباع أعمى تمخض عن استلاب ثقافي مرده إلى غسيل دماغي لاواعي يمتد إلى الوراء خلال حقبة المؤسسة الأكاديمية الفرنسية الاستعمارية آنذاك.والتي تواكبت معها موجة الحقد على أشلوح والريف لمجرد غيرة منهم بسبب شجاعتهم في مواجهت المستعمر. علما أن الأمازيغ كشعب حر نبيل لا يرضى أبدا ان يكون تابعا للإستعمار بهذه السذاجة،ولن يرضى أبدا الرجوع إلى وثنيته المتخلفة في شكلها الثقافي اللاإنساني،كما أنه لن يكون صبيانيا أبدا في مقاربة نفسه وتقديس هويته النبيلة ليجعل من نفسه شعب الله المختار المنزه عن الأخطاء والمتعالي عن حتمية التاريخ والتلاقح الحضاري.إن أن الأمازيغ في كل القرون الغابرة كانوا هم الرواد الأبطال في مقارعة الاستعمار والظهير البربري الذي تأسس على فكرة {فرق تسد} لبعثرة وحدة مجموعة بشرية في زمن تحتاج فيه هذه المجموعة إلى إيديولوجية التكتل قصد مواجهة التحديات العالمية الراهنة بشخصية مجتمعية كاملة متكاملة لا تعاني من أي نقص خصوصا في جانبها الهوياتي الرمزي والمعنوي وما الجرعة الروحانية للدين الحق سوى مكون أساسي في هذه الشخصية المتماسكة المنشودة.لنكن منطقيين مع أنفسنا أولا و سنكون متماسكين في مواقفنا منسجمين مع ذواتنا لاحقا بعيدا عن أي مأزق تناقضي قد يصيبنا بعدواه الإنفصامية الخبيثة. فكما انه لا يمكن الاعتراف بتلك المعارضة القومجية العمياء وأبواق العنصرية البغيضة التي ترفض الأمازيغية كهوية متجذرة أصيلة في المغرب وشمال أفريقيا و كأغلبية بشرية وليست أقلية إثنوغرافية كما تدعي ،كذلك لايمكن لعاقل أمازيغي أن يخرق جدار الحكمة ويفبرك المستحيل فيقفز عن انتماءحضاري متجذرفي قلوب و أدمغة الأمازيغ الأحرار لا المستلبين.إنه الاسلام بكل مافي الكلمة من معنى أصيل وكدين مرن يتماهى مع كل السياقات العالمية ليصوغ خلاصا كونيا للبشرية من المشاكل التي تواجهها و ما التجربة التركية غلا مثالا دامغا كما قال أستاذنا علي الإدريسي في مقاله{لمصلحة من تبخيس جهود الريف }.وبيت القصيد أن الحفاظ على رباطة جأش الحكمة العاقلة ستحمينا من مغبة تشرذم ذواتنا وتبعثرها أمام فضيحة المفارقات هذه والتي تشكل تهديدا لتحطيم مرآة الرغبة في الحفاظ على رونق التكامل داخل الشخصية الفردية والجمعية للأمازيغ كي لا تعيش أوهاما طوباوية وتمشي، بالمنطق الهيجلي،على رأسها ضدا على رغبة الجماهيرفي تذويب الانتماء الحضاري الاسلامي بالهوية الأمازيغية العتيدة.لقد صدق من قال ان الغرور المعرفي وحب إثارة الانتباه إلى الذات هو الذي يدفع بعض المتطرفين من النخبة للشذوذ عن القاعدة العامة والتخبط خبط عشواء في معطيات مقطوعة الرأس تنم عن جهل عميق مع المكوث بعيدا في البرج العاجي رافضين قراءة جملة واحدة عن حقيقة الاسلام الذي قلب موازين التاريخ وغير صفحة الحضارة بشكل ثوري لا مثيل له.و إن تفكيك الدلالات الرمزية للدين الاسلامي النقي عملية لايستطيع السطحي البراجماتي الحقود تفعيلها لأن التشنج الانفعالي قد أعمىبصيرتهم اللهم إلا إذا كان هذا الشخص نزيها محايدا يرغب في معرفة الحقيقة ويملك رؤية عميقة تتسامى عن المصالح الشخصية الضيقة. خاتمة: إن قضية الهوية من الصعب إقصاؤها واستئصال جذورها من أرضية المطالبين بها لأنها قضية موت أو حياة،وجود لابدمنه، {نكون أو لانكون}سؤال شيكسبيري على لسان الشخصية الدرامية هاملت هكذا هي معادلة الهوية لابرزخ يتوسطها,أما الجرعة الروحية للدين فهي علميا فطرة برمج الانسان عليها ليتميزبهاعن باقي الموجودات وهي مسألة مصير مابعد الموت،إذن فالقضية إما ان تكون خلاصا جماعيا بفضل هذا الانتماءالأمازيغي كهوية للإسلام كقطب حضاري عالمي لا يستهان به،و إما أن تكون لعبا بالنارستدفع الأمازيغي المخير بين أمرين:إما أن يحيا أمازيغيا بدون إسلام فيموت وثنيا لادينيا و إما أن يكون في ذات الوقت أمازيغي الهوية ومسلم العقيدة فيفوز بالسعادة الأخروية،و إنني على يقين أن الأمازيغي العاقل حتما سيختار ماسيجعل مصيره الأبدي أكثر سعادة .وسيحطم بذلك أسطورة التفوق العلمي –التحديثي التي احتكرها الغرب والتي يحاول بعض أبناء جلدتنا تكريسها بشكل مضحك.علما أن الصين وماجاورها استطاعت مواكبة الحداثة العلمية والتقنية بدون تقليد الغرب في قيمها الثقافية ومحافظا بذلك على ثقافتها ومعتقداتها المحلية.الأمازيغي المسلم أيضا يستطيع بمعية إيمانه بالله ومبادئ الاسلام وثقافته الأصيلة أن يواكب الركب الحضاري ويفرض وجوده إذاهو فعلا كان متماسكا في مواقفه صادقا مع نفسه واثقا من نفسه مؤمنا بدينه ومتخلصا من بقايا التمركس الذي أكل عليه الدهر وتقيأ مع التخلص من الخداع السياسي الذي نشتكي منه أنه يمارس علينا من طرف نخب مشبوهةلا أصل لها ولاانتماء لأنها فاقدة لذاكرتها وبالتالي أصبحت نخبة لقيطة غير شرعية مازالت تبحث عن أبيها وأمها وهي بعيدة كل البعد للتفكير في المستقبل وحيثياته, مادامت أنها مازالت لم تعثر عن أصلها بعد.في تلك اللحظة الحبلى بالوعي الذاتي والتعقال الحكيم فقط، سيفتر ثغر الشخصية الأمازيغية عن ابتسامة التكامل الملتحم بكل أجزاء الهوية الجامعة الشاملة.وسيصدح بلبل الاستمرارية بسمفونية التوازن والانسجام الأبدي. إيمزورن في-1-6-11
حكيم السكاكي: أحد مؤسسي المجموعة الريفية الملتزمة إمطاون