مع مرور السنين وكلما كانت مناسبة أو بغير مناسبة ،تتحرك الأقلام والقنوات الإسبانية من أجل التشويش على قضية وحدتنا الترابية من خلال تسخير تلك وسائل الإعلام للتشويش على مسار ملف قضيتنا الوطنية و الذي عرف تقدما ملموسا بعدما قدم المغرب مقترح الحكم الذاتي الشيء الذي لقي ترحيبا كبيرا من طرف المنتظم الدولي نظرا لجديته وواقعيته من أجل طي هذا الملف بشكل يرضي جميع الأطراف ويضمن حقوق الصحراويين المغاربة. هذا الحل المستوحى من خلال تجارب العديد من الدول بما فيها إسبانيا ،جاء من أجل وضع المنتظم الدولي أمام الصورة الحقيقية للوضع والمتمثل في تعنت الجزائر وصنيعتها البوليساريو وعدم رغبتهم للوصول لأي حل جدي يمكن من طي ملف عمر لأزيد من ثلاثة عقود. وسائل الإعلام الإسبانية تشن حربا إعلامية ضد قضيتنا الوطنية من خلال الترويج للعديد من الأكاذيب والإفتراءات الخرقاء ،وذلك رغبة منها لتضليل المجتمع الدولي والقوى العظمى لإرجاع الملف إلى النقطة التي تسعى إليها، وقد تبين ذلك جليا فيما يعرف بقضية أميناتو حيدر ،وكانت آخر تلك الإدعاءات المغرضة والمسرحيات التي أبدعت في صياغة فصول أكاذيبها هو ما حدث مؤخرا في مدينة العيون من خلال بث صور لأطفال فلسطينيين تعرضوا في وقت سابق للغطرسة الإسرائيلية،ولم تجد من أساليب للتضليل والتعتيم سوى صورا لأبرياء يواجهون القمع الصهيوني ،وتقول بأنهم ضحايا أحداث العيون،لكن حبل الكذب قصير فأرشيف قنوات ووكالات الأنباء كرويتر لازالت حاضرة لدحض كل الإدعاءات كما أن صائب عريقات إستنكر ما قامت به وسائل الإعلام الإسبانية،من خلال قيامها بترويج لصور أطفال أبرياء فلسطينيين تعرضوا للقمع والغطرسة الإسرائيلية في وقت سابق على أنهم أطفال تعرضوا للاعتداءات بمدينة العيون. لم تكتف الصحافة الإسبانية عند هذا الحد بل أخدن بعض الصور لجريدة الأحداث المغربية التي تطرقت إلى بعض الأحداث التي وقعت بالدار البيضاء لتنسبها لما وقع بالعيون. إن من أهم أدبيات العمل الصحفي النزيه والنبيل هو تحري الخبر والبحث عن الحقيقة سيما أن وسائل الإعلام الإسبانية لديها من الإمكانيات الكافية لكي تقوم بذلك،لكن للأسف الحقيقة لا تخدم الأهداف التي تشتغل من أجلها والمتمثلة أساسا في تضليل الرأي العام الدولي وبالتالي الإساءة لقضيتنا الوطنية من خلال تلفيق الافتراءات والأكاذيب ونسج وقائع من خيالها. إن بعض وسائل الإعلام الإسبانية تكن كل الحقد لملف قضيتنا الترابية ،ومما لا شك فيه أن هناك لوبي يتحكم فيها من أجل خلق كل الإدعاءات والإفتراءات ،لكن ذلك يزيد في فقدان تلك وسائل الإعلام لمصداقيتها المفقودة أصلا ،حيث أن أكاذيبها تنكشف بعد حين وينقلب السحر على الساحر.