شيئا فشيئا بدأت علامات الأزمة تظهر على الأنشطة التجارية بمركز تغازوت، وبدأت عجلة الاقتصاد المحلي تبطيء حركتها، ونتائج العزلة تظهر ملامحها للعيان، وقد تزداد أنشطة الساكنة تأزما في المستقبل ما لم يتم التعامل مع المعطى الجديد والواقع الحالي بجدية وبطرق بديلة وفعالة. منذ افتتاح الطريق المداري الرابط بين مركز تمراغت وكلم 22 شمال تغازوت في الصيف الماضي بدأت أولى الملامح السلبية تظهر على القطاع التجاري والخدماتي وبدأ التجار وأرباب المقاهي يحصدون نتائج تحويل الطريق الرئيسي الى الطريق الجديد الذي يعبر غرب تغازوت وسط غابة الأركان بعيدا عن قرية تغازوت. ويظهر هذا الركود بشكل جلي في كساد وتراجع العمليات التجارية وأصبح الفاعلون في عدد من القطاعات يشتكون من هذه العزلة التي لم تكن متوقعة ولم تكن نتائجها في الحسبان. المسافرون والزوار العابرين لتغازوت عبر الطريق الوطنية إلى وجهات أخرى كإيمي وإدار، أغروض، التامري، امسوان، إلى الصويرة والدار البيضاء….. دهابا وإيابا كانوا يتوقفون في قرية تغازوت لأخد قسط من الراحة في المقاهي أوشراء المواد الغدائية أوالتذكارات الخاصة بتغازوت من أقمصة وملابس مختلفة ومنتوجات تقليدية ومحلية …. اليوم أغلب القاصدين تلك المدن والمراكز شمال تغازوت والعائدين منها أصبحوا يستعملون الطريق المداري بين تمراغت و”تيمزكيدا علال” كلم 22 هربا من المعرجات والموانع والحواجز التي وضعتها الشركة المكلفة بالمشروع السياحي تغازوت باي أمام حركة السير في الطريق القديم الجديد الضيق. عزلة مركز تغازوت التي نتجت عن إطلاق الطريق المداري لن تقتصر على التجارة بل ستمتد في المستقبل إلى القطاعات الأكثر حيوية بالمنطقة وبالخصوص القطاع السياحي، كراء المنازل والشقق والإقامات، والأنشطة المرتبطة برياضة ركوب الموج…. بفعل توجيه الزائر والسائح عبر هذا الطريق الى وجهات أخرى مجاورة بتجهيزات وبنيات مهمة وأصبحت تنافس المنتوج الذي يقدمه مركز تغازوت في المجال السياحي أحيانا باستغلال إسم تغازوت نفسها. التعامل مع التحولات الجديدة بجدية أضحى ضرورة ملحة من أجل الحفاظ على المنتوج والعروض المحلية، وعلى الفاعل المحلي العمل على تحديث طرق العمل وإبتكار أساليب وأدوات جديدة للجذب والترويج للمنتوج السياحي الذي تقدمه منطقة تغازوت لأنه سيواجه منافسة شرسة من طرف العروض المطروحة في المناطق المجاورة، وكذا المنافسة الغير المتكافئة مع العروض التي سيقدمها مشروع تغازوت باي مستقبلا.