شدد وزير السياحة السيد لحسن حداد، اليوم السبت بأكادير، على ضرورة العمل على إعادة تموقع أكادير في المشهد السياحي كوجهة تمتلك من الإمكانيات ما يؤهلها لأداء أفضل ضمن برنامج المجال السياحي "سوس الصحراء الأطلسي". وأكد السيد حداد، خلال افتتاح أشغال يوم دراسي تحت شعار "نحو انبعاث جديد للوجهة السياحية لأكادير"، أهمية تنويع العرض السياحي، الذي لم يتغير منذ سنوات، عبر تثمين المناطق الخلفية و العادات الأمازيغية و فضاء الأركان و المنتزه الوطني سوس ماسة". و لاحظ الوزير الحضور الضعيف للوجهة على الشبكة العنكبوتية، مبرزا أهمية وضع استراتيجية في هذا المجال لمواكبة التوجهات الجديدة للأسواق السياحية، بالموازاة مع بلورة خطة عمل للتسويق تستند إلى "استراتيجية حقيقية مندمجة وبراغماتية لإعادة التموقع". كما شدد على ضرورة تحرير الاستثمار في قطاع "لا ينبغي أن يكون رهينة حسابات سياسية" على اعتبار أنه يمثل أحد محركات الاقتصاد الوطني برقم معاملات سنوي يصل إلى 170 مليار درهم، فضلا عن توفير ما يربو على 500 ألف منصب شغل. ودعا المهنيين إلى الانخراط أكثر في تفعيل الأوراش التي حددتها رؤية 2020 بالنسبة للمجال السياحي سوس الصحراء الأطلسي والذي شكل موضوع عقدة-برنامج جهوي تم التوقيع عليه في ماي 2013 بأكادير. ويتطلع هذا البرنامج إلى إحداث 30 ألف سرير إضافي، ما سيمكن من استقبال 2.2 مليون سائح بحلول 2020 ومضاعفة المداخيل السياحية السنوية ثلاث مرات. ولهذا الغرض، تم إعداد 56 مشروعا، منها 12 مشروعا مهيكلا، بمبلغ استثماري يصل إلى 27.5 مليار درهم، يشرف القطاع الخاص على تمويل الجزء الأكبر منها. وبشأن أداء أكادير خلال سنة 2014، ذكر الوزير بأن الوجهة سجلت أزيد من 5 ملايين ليلة مبيت، أي ما يمثل ارتفاعا بنسبة 2 في المائة بالمقارنة مع سنة 2013، وهو ما يجعل منها الوجهة السياحية الثانية بالمغرب بحصة 26 في المائة من السوق الوطني. وفيما بلغت نسبة الملء بمؤسسات الإيواء المصنفة بالمدينة 58 في المائة في مقابل 44 في المائة كمعدل وطني، سجل معدل الإقامة بالمدينة 6.5 ليلة، وهو أعلى معدل من بين الوجهات السياحية الوطنية. وقال السيد حداد "إن هذا الأداء مشجع بالتأكيد لاسيما في ظرفية متقلبة ومنافسة تزداد شراسة و أسواق يطبعها التوتر"، معتبرا أن هذه المعطيات ينبغي أن تسائل الفاعلين و المهنيين على مضاعفة الجهود، خصوصا بالنظر إلى ضيق الطاقة الاستيعابية و ضعف نسبة النمو. وبعدما أشار إلى أن بعض الخيارات التجارية التي اتخذت في الماضي لم تضع في الحسبان التأثير على العرض السياحي في المدى المتوسط والبعيد، أبرز أن هذه الوضعية لم تكن لتساعد على تطوير مجال الترفيه والتنشيط السياحي وباتت عدد من العلامات التجارية الدولية مثل المطاعم تعدل عن الاستثمار بأكادير لضعف جاذبيتها.