"الرعاية الصحية رهان التنمية المحلية"هو الشعار الذي اختارته جمعية البديل بالقليعة لحملتها الطبية التي نظمتها يوم الأحد الماضي بثانوية الخوارزمي، بتشارك مع جمعية الجنوب لممرضي التخدير والانعاش. هذه الحملة ذات البعد الصحي، الأولى من نوعها في الإقليم، من حيث عدد المستفيدين والمشاركين ومن حيث قيمة الخدمات المقدمة ،شكلت مناسبة للوقوف على العديد من الأمراض والعاهات المزمنة التي كانت ساكنة هذه المدينة/القرية تئن تحث وطأتها، حتى تعايشت معها قسرا، بسب الهشاشة وقصر ذات البين اللذين شكلا القاسم المشترك بين جل قاطني هذا "الحي" المترامي الأطراف والآيل بالسكان . هذا، وقد استطاع منظموا هذه الحملة الخيرية أن يقدموا خدمات صحية مهمة ومتنوعة لحوالي ألف مستفيدة ومستفيد جندت لها العديد من الأطر الطبية من مختلف التخصصات يتقدمهم الدكتور الجراح عبد العزيز الريماني مدير المركز الاستشفائي لإنزكان وأطر تمريضية متمرسة قدموا كل ما في جعابهم للمساهمة الفعالة في هذه الالتفاتة الخيرية المتميزة . وكان، لتخصصات الجراحة العامة والأذن والأنف وطب الأطفال والطب الاستعجالي وطب النساء والتوليد والتخدير والإنعاش، نصيب الأسد في هذا الملتقى الخيري ،كما قام المنظمون بتنظيم بالموازاة مع الفحوصات والكشوفات السالفة الذكر عملية ختان، استفاد منها قرابة 60 طفلا، وضعت الجمعية رهن إشارتهم، وسائل نقل خاصة من مركز الملتقى في اتجاه بيوتهم رحمة بفلذات الأكباد وتخفيفا منهم للآلام التي تصاحب عادة هذه العملية خاصة وأن غالبية الأسر المستفيدة ترزح تحت وطأة الفقر وتعيش بالكاد على مرمى العتبة الدنيا للمعيش اليومي. كما استطاع المنظمون لهذه الحملة الطبية التي لاقت إقبالا منقطع النظير بفضل تضافر جميع المتدخلين عن طريق الإعلانات والإخبارات، عبر مختلف المنابر وكذا من طرف أئمة المساجد من خلال خطب يوم الجمعة الماضية وكذا عن طريق اللافتات والدعوات التي تم توزيعها على نطاق واسع، ابتغاء أشراك أكبر عدد من المستفيدين لاسيما وأن المتطوعين في المجال الصحي من أطباء وممرضين ومساعدين ورجال الأمن الخاص عبروا، و بشكل تلقائي عن انخراطهم اللامشروط في هذا العمل الخيري، تشجيعا منهم لمبادرات الجمعيتين المنظمتين، المشهود لهما بنزاهتهما وبجديتهما في المجال الخيري والإشعاعي والتواصلي مع مختلف شرائح المجتمع . وكنت الحالات المستعصية التي وقف عليها الأطباء الفاحصون والبالغ عددها حوالي 30 مريضا، والتي تتطلب تدخلا سريريا، قد تم إحالتها على مصالح التخصص بالمستشفى الإقليمي بإنزكان وبعض المصحات الخاصة لتدقيق الفحوصات والتأكد من الكشوفات والقيام بالمتعين من عمليات واستئصالات وتدخلات كلينيكية خاصة. كما استفاد كل المرضى من أدوية بالمجان ساهم في توفيرها صيادلة وأطباء من القطاعين العام والخصوصي ،كما عرف الملتقى تنظيم عملية لتحاقن الدم استطاع المنظمون إقناع العشرات من الساكنة بالتبرع بالدم لتكتمل الصورة التكافلية المثلى التى أرادها المسؤولون على الجمعيتين أن تشكل العملة الأساسية لعملهم داخل التنظيمين الجمعويين . ولتسليط الضوء أكثر على هذه المبادرة الإنسانية، اتصلت بيان اليوم بجمال العزيز باعتباره نائبا لرئيس جمعية البديل وعضوا نشيطا بجمعية الجنوب لممرضي التخدير والإنعاش، والذي أكد على أهمية مثل هذه الالتفاتات ذات البعد الإنساني المحض والبعيدة كل البعد عن الحسابات السياسوية الضيقة خاصة وأن منطقة القليعة، يضيف العزيز، تعرف نسبة هشاشة كبيرة وباعتبارها منطقة هامشية تحتاج إلى اهتمام كبير من طرف القائمين على الشأن المحلي بالعمالة وعلى تضافر جهود أبنائها كل من موقعه وكل حسب استطاعته لمساعدة ساكنة المنطقة المغلوبة على أمرها . وطالب العزيز من خلال تصريحه للجريدة فعاليات المنطقة من مسؤولين جماعيين وبرلمانيين بالضغط على الجهات المركزية والجهوية والإقليمية للالتفاتة لهذه الحشود البشرية المكدسة في هذه المدينة ذات المواصفات القروية والتي يغلب عليها الطابع العشوائي،ناشدا في الآن ذاته كل الغيورين على البلاد لبرمجة بعض المشاريع التنموية والمهيكلة لإخراج هذه المدينة من هذا الطابع الخادش. من جانبه عبر الدكتور عبدالعزيز الريماني الذي يقود الطاقم الطبي المشرف على هذا العمل الخيري غير المسبوق بالمنطقة، عن سروره الكبير، لما يقدمه، رفقة زملائه وأصدقائه في المهنة، لهؤلاء الفقراء من خدمات صحية جليلة مبديا استعداده الدائم على تقديم كل ما من شأنه إدخال الفرح والسرور على كل الأسر بالمنطقة وفي كل الأوقات بما فيه أوقات عطله.وأشار إلى أن مهمته الأساسية تكمن في الوقوف على الحالات الصحية للمواطنات والمواطنين والعمل على إيجاد الحلول الممكنة لتجاوز كل المعضلات المرضية التي يقف عندها.وأن مثل هذه المبادرات ذات الطابع الإنساني لا تزيده إلا إسرارا ورغبة في المزيد من العطاء.