هي إذن ليست كالبضائع المغشوشة التي أغرق بها الإنسان الأصفر أسواقنا الهشة بل أصلية مائة في المائة الحكمة الصينية القائلة : ( لا تطعمني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد )، فهذا الجراد الأسيوي الذي جفف بالغربلة أعالي بحارنا لم يكتف عند حد تصبير أتفه بخوشة يغنمها عندما رمى بشباكه ومصافيه ذات العيون الضيقة في كل الإتجاهات والمجالات ، حتى أن ماعون البقال لم يسلم بدوره من صنارات هذا الصياد الماكر . قبصة معطيات بمثقال درة أمام هول الفاجعة تؤكد جميعها أنه داهية خبر إستعمال المخطاف بخفة بروسلي وبلاهة جاكي شان ، إذ إنخرط من منطلق هبل تربح في إفراغ سلل التجار من مدخراتهم سمكة سمكة ، وهاهو ذا اليوم وقد إهتدى الى حيلة لاكواريوم لإستقطاب زبناء مول الحانوت ، يشارك في تنظيم معارض تجارية في قلب الأحياء الشعبية بطرق بهلوانية . فهل يكون مول الحانوت قد فطن لذلك لما أعرض عن الخوض في مياه تلكم الأحواض التجارية لئلا يقع في مطب الضفدع .؟؟ هي إذن من النوادر المتداولة في التراث الآمازيغي مقولة الضفدع الشهيرة : ( آمان ياضنين آياد ) ، فهي تعالج إلى جانب طاعون الغدر سلوكيات تحفزنا على تشغيل كل آليات التأهب و الحدر كمواعض وقائية يجدر بنا إستنباطها من ردة فعل هدا المخلوق ولو أنها جاءت متأخرة ، فقد ورد على لسانه أن شخصا إصطاده من بركة ثم وضعه في إناء مملوء بالماء ثم راح يرميه بقطع مما لد وطاب من الخضر الطاجزة ، وقتذاك كان الضفدع يسبح في سعادة عارمة منتشيا بكرم الصياد ولكن ما أن إرتفعت حرارة الطبخة حتى أخرج البرمائي رأسه من بين المقادير وهو يصرخ : ( مياه أخرى هذه) .؟؟ قد تتباين ردود الفعل من جنس إلى آخر حسب مستوى منسوب حقينة الوعي عند الناس ومن هنا لم يكن غريبا بالمرة أن ينتفض التاجر بالطرق المشروعة المتاحة في وجه هذا العدوان الذي إستهدفه ، فالتراجع الطارء في حجم مبيعاته بنسب مهلكة لم يكن وليد الصدفة ، ونحن هنا لا ننفي البتة أهمية المعارض التجارية في مجال الترويج للمنتجات ، علما أنها تحقق التواصل المباشر بين المنتج والمستهلك بما يفيد الأول في تطوير منتوجاته إستجابة لرغبات الثاني في حدود ما يلائم متطلبات السوق دون خدش ولا مس بالقدرة الشرائية ، إلا أننا نستنكر بشدة أن تقود الى إنتهاك حقوق طرف على حساب طرف آخر وبالتالي إخلاء سبيل الفوضويين ، كما تجدر الإشارة في نفس النسق إلى فراغ نناشد جمعيات حماية المستهلك سده من باب أنا وإبن عمي على الغريب ، لأن هذا التاجر بدوره عندما يلفظه الدكان يتحول مباشرة إلى مستهلك يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولا أدل على رداءة ثقافة الإستهلاك لدينا من نكتة تحكي أن معلما رسم على السبورة مثلثا ثم سأل التلاميذ عن إسمه ، فكان الجواب : ( درهم ديال الحرشة ) .؟؟ قد يقول قائل أن خروج التنين للرقص فوق القرابين والإحتجاج ضد السلطات في مدينة صفرو على خلفية معرض تجاري من إياهم ، فيه شيء من ( البسالة ) ؟؟ ، ولكن من يتعمق في أذبيات الشينوا سيدرك أن جنس النمرود هذا إنما يعتمد القارة السمراء كساحة حرب للإطاحة بالقوى الاقتصادية الكبرى ، في حين ما يزال بين ظهرانينا نحن من يطرق باب ثلاجته قبل فتحها من كثرة الإذلال و القمع . وريثما يقرر القائمون على قطاع التجارة فرض الرقابة على تسونامي السموم الصينية على الأقل لإحتوائها على مواد كيماوية تشكل خطرا مباشرا على صحة المواطنين ، دعونا نضحك قليلا مع ثلة من العباقرة بعد أن إنتشلوا الضفدع من ماعون الصياد إنخرطوا في مسخرة لاتقل مجازا عن سياق نكتة تروي أحداثها أن عالما أخضع ضفدعا لتجارب حمقولوجية ، عمد من خلالها الى بتر أرجل الحيوان على التوالي وكان كلما حدف واحدة يخاطبه بصيغة الأمر كي يتحرك . طبعا كان الضفدع المسكين يتلوى ويقفزمن شدة الألم والرعب ، ليخلص الفذ الصنديد بعد إستبيان وجهد جهيد إلى أن الضفدع يفقد حاسة السمع عند تجريده من قوائمه الأربعة . أوليس بالتدبير الممسوخ لقطاع التجارة من قبل شاكلة هؤلاء المغاوير تحول التجار إلى أسماك زينة ؟؟. أليس حريا بمن يرخصون لمثل هاته الأحواض التجارية أن يحدثوا معرضا لكناش الكريدي يعرف عن كتب بتضحيات مول الحانوت الجسام ولما لا التفكير في اقتراح دكرى نحتفل فيها بهدا الإنسان العجيب ؟؟ . أم أننا سنقضي حياتنا كأسماك السلمون نغالب تيارات الأنهار الجارفة تتربص برحلة عودتنا الصاعدة دببة لاتشبع حتى تجوع .؟؟ هي إذن سنوات قهربائية تفصلنا عن اللحاق بأكلة الضفادع والأفاعي ، وربما لأجل كسب ودهم لانبالي إذ نتبرك مثلا باغلفتهم المدرسية على الرغم مما تكتنزه من نسب عالية لمادة الرصاص المسببة لأمراض جلدية وسرطانية مكشوفة . عزائنا المتجدد من فينة لأخرى كفاءات مغربية تفاجئنا مدكرة العالم أننا نحمل جينات عظماء ، لم تحرق أنوار المعرفة أجنحتهم ، فيحدونا الأمل في دنيا صلعاء بالكاد وشق الأنفس نطمح أن نحضى على سطحها ببرهة من السكينة ، كدباب ملحاح أفنى عمره النزير في الكر والفر مطاردا من كل جانب .؟؟ في نهاية المطاف نتوسل اليكم بالشينوية ، لا تطعمونا اللانكوس ولا تعلمونا كيف نصطاد الكروفيت ، بالله عليكم عطيونا غاشبر ديال التيقار.. التيقار بالعربية طبعا لأنها بالآمازيغية تعني ركلة . لا أحزننا الله وإياكم من ركلات الدنيا الفانية ، وتهيئوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية .؟؟ *عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين ونائب كاتبها الإقليمي بعمالة الصخيرات تمارة